أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، العمل مع شركاء أوكرانيا على صياغة خطة سلام وتسليمها إلى روسيا في وقت لاحق العام الجاري.

وأضاف زيلينسكي - خلال مؤتمر صحفي عقد في العاصمة الأوكرانية /كييف/ بمناسبة مرور عامين على بداية الصراع الروسي الأوكراني نقلته شبكة "سكاي نيوز"، اليوم /الأحد/ - أن بلاده لا يمكن أن تخسر المبادرة الدبلوماسية، وأعرب عن أمله في عقد قمة سلام في سويسرا في وقت لاحق من العام الجاري.

كما أعرب عن رغبته في أن تنعقد قمة ثانية لكن ليس في أوروبا، وأن يتوفر المزيد من المعلومات بشأن هذا الصدد خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة.

وبسؤال زيلينسكي عن الحاجة الفورية لأسلحة طويلة المدى وعقد مناقشات مع الغرب بشأن توفيرها، أجاب بأنه لا يرغب في التطرق بالتفصيل في هذا الصدد، كما أبدى تفاؤله حول الرد الأخير من شركاء بلاده فيما يتعلق بتلك الأسلحة.

وبشأن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، لفت إلى أن واشنطن تدرك مدى السرعة التي تحتاج بها بلاده المساعدات، معربا عن يقينه من أن الكونجرس الأمريكي سيوافق على المزيد من المساعدات.

وبسؤال زيلينسكي عما إذا كان الوقت قد حان للتفاوض مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالنظر إلى نقص الذخيرة في أوكرانيا وعقد انتخابات الأمريكية المقبلة التي يمكن أن تشهد خفض المساعدات العسكرية، رد زيلينسكي أن بلاده لا يمكن أن تقبل خسارة الحرب لأن ذلك سيعني أن أوكرانيا لن تكون موجودة.

ورداً على سؤال عما إذا كانت كييف على استعداد للتخلي عن المزيد من الأراضي خلال انتظارها تسلم أسلحة إضافية، قال زيلينسكي إن الضغط الروسي قوي إلى حد ما في بعض المناطق، وأوكرانيا قلصت تفوقها المدفعية إلى حد ما، مشيرا إلى أن أوكرانيا قد تستمر في خسارة نحو 100 إلى 150 متراً لكن الأهم من الناحية الاستراتيجية عدم خسارة الأشخاص.

وتابع: "الجواب بسيط: نحن في حاجة إلى الضغط على الشركاء فيما يتعلق بحزم العقوبات التي تم الاتفاق عليها بالفعل، وإذا فعلنا ذلك، فإن فرص روسيا ستكون أقل".

وعن عدد الضحايا الأوكرانيين خلال الصراع، أوضح الرئيس الأوكراني أن 31 ألف جندي قد لقوا مصرعهم حتى الآن، فيما رفض أن تقديم المزيد من التفاصيل بشأن عدد الجرحى، قائلا إنه في حال أعلن ذلك فإن روسيا ستدرك عدد الأشخاص الذين غادروا ساحة القتال.

كما أعرب زيلينسكي عن امتنانه لريس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، لمساعدته والأسلحة التي قدمتها المملكة المتحدة إلى بلاده.

وقال زيلينسكي إن الرئيس الروسي لن يتصل به، مضيفا "بوتين لا يرغب في إنهاء تلك الحرب وتلك هي الحقيقة في الوقت الحالي"، وذلك رداً على سؤال ما إذا كان سيرد على اتصال هاتفي من بوتين.

وأكد زيلينسكي أن العام الجاري هو عام الإنجاز بالنسبة لأوكرانيا، بينما العام الماضي كان "عام الصمود"، وعام 2022 كان "عام البقاء"، مضيفا "هذا العام نحتاج إلى كل هذه الأمور، الشجاعة والمرونة من أجل البقاء، وسنقرر كيف تنتهي الحرب".

وبسؤال الرئيس الأوكراني عن استراتيجيته لعام 2024، قال إن هناك "خطة واضحة" لهجوم جديد، مشيرا إلى أنه لا يستطيع الكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن هذا الصدد، إلا أنه شدد على أن الأمر ينطوي على تغيير في القيادة وهناك العديد من الخطط التي يجب إعدادها.

كما أوضح أن تحسين تناوب القوات سيكون أيضًا أمرًا بالغ الأهمية للمجهود الحربي، وهو يدرك أن أوكرانيا يجب أن تعد قواتها الاحتياطية بشكل أفضل.

ولفت أيضا إلى أن أوكرانيا وصلت إلى أصعب مرحلة للحفاظ على الوحدة التي تعد أمر بالغ الأهمية للمجهود الحربي ضد روسيا، منوها "الآن هي أصعب لحظة على وحدتنا، وإذا انهارنا جميعا من الخارج ومن الداخل، فهذه ستكون اللحظة الأضعف".