نقترب من حلول شهر رمضان المبارك، ويكثر الحديث عن الفوائد المتعددة للصيام وآثاره الإيجابية علي الصحة العامة، وعن علاقة الصيام بالمناعة ، يحدثنا في السطور المقبلة استشاري بالمركز القومي للبحوث عن هذا الأمر.
يقول الدكتور كريم السيد على فودة أستاذ مساعد كيمياء حيوية التغذية، قسم التغذية وعلوم الأطعمة، بمعهد بحوث الصناعات الغذائية والتغذية بالمركز القومي للبحوث، أنه من ضمن الفوائد الصحية التي تعود على الصائم هو تجديد خلاياه المناعية وتقوية جهازه المناعى ليكون أكثر قدرة على محاربة الأمراض والكائنات الممرضة.
أشارت دراسة أمريكية إلى أن الصوم وتقليل السعرات الحرارية، التي يحصل عليها الجسم وذلك خلال ساعات الصيام، يمكن أن يساعد في محاربة أعراض أمراض المناعة الذاتية حيث وجد أنه عند تناول وجبات وفق نظام يشبه الصوم، يتم إفراز مادة الكورتيزون في الجسم التي تبدأ في قتل الخلايا المسنة، وهذه العملية تسمح بالتالى إلى تكون خلايا جديدة سليمة أكثر كفاءة في عملها.
كما أجريت المزيد من الأبحاث حول تأثير الصيام المتقطع، أي الصيام الذي يستمر لمدة 16 ساعة في اليوم أو أكثر، وأوضحت هذه الدراسات أن خلايا الجسم المسؤلة عن الاستجابة المناعية وتهاجم الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض تغادر مجرى الدم عندما يتوقف الإنسان عن تناول الطعام وينخفض فيه مستوى المواد الغذائية، وتلجأ إلى نخاع العظم، المعروف بغناه بالمواد الغذائية، لتبدأ بالتكاثر وتعزيز طاقتها ونشاطها وقدرتها على حماية الجسم من العدوى.
ويضيف أن الصيام يفيد في تقوية الجهاز المناعى شريطة التغذية على أغذية متوازنة وصحية خلال ساعات الإفطار حيث يجب اختيار الأطعمة المناسبة التي تحتوي على الفيتامينات والعناصر الغذائية الرئيسية لأنها تؤثر بشكل مباشر على المناعة وتساعد في مجابهة بعض الأمراض. أما تناول الأطعمة غير الصحية يضعف المناعة ويجعل الصائم عرضة لهجوم الفيروسات والجراثيم.