أكدت صحيفة "الأهرام" أن العلاقات المصرية السودانية كانت وستبقى أزلية وشديدة الخصوصية، كعلاقة أي شقيق بشقيقه، ومهما تعرض أي من البلدين لتحديات ومشكلات ومصاعب، فلن يكون له في نهاية المطاف إلا شقيقه ليلجأ إليه دائما.

وذكرت الصحيفة، في افتتاحية عددها الصادر اليوم الجمعة، بعنوان "أهمية المحادثات المصرية السودانية"، أن زيارة الفريق عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، لمصر (التي بدأت ظهر أمس، حيث كان في استقباله الرئيس عبدالفتاح السيسي) في هذا التوقيت تحديدا تتميز بأهمية خاصة، أكثر من أي وقت مضى، وترجع تلك الأهمية إلى عوامل عديدة، على رأسها، أن ما يجرى في غزة في هذه الأيام يقتضي تكثيف المشاورات بين الزعماء العرب جميعا، لكن لأن مصر والسودان بينهما أكثر مما بين بقية الدول، فإن الحاجة للمشاورات بين الدولتين الجارتين تكون مطلوبة أكثر، ومن بديهات الأمور أن الأمن القومى المصري والأمن القومي للشقيقة السودان مرتبطان ارتباطا قويا جدا.

وأضافت الصحيفة أن العامل الثاني، هو أن المصلحة القومية المصرية تحتم أن يكون السودان مستقرا وشعبه يعيش في أمان وسلام، وهو ما يتفق طبعا باستمرار النقاش والتشاور والحوار بين رئيسي البلدين، وغير خافٍ على أحد بالتأكيد الظرف التاريخي الذي يمر به السودان حاليا، وبالتالي ضرورة تدخل مصر للتوفيق بين الطرفين المتصارعين هناك، نظرا لما تتمتع به القاهرة من مصداقية ومحبة لدى هذين الطرفين.

ويضاف إلى ذلك، قضية سد النهضة الإثيوبي، وما يفرضه من مخاطر على الشعبين، المصري والسوداني، وبطبيعة الحال، كانت كل هذه القضايا على مائدة المشاورات أمس بين الزعيمين، السيسي والبرهان؛ سعيا إلى التوصل إلى مواقف موحدة وعملية وواقعية للحفاظ على مصالح الشعبين.