أقامت مديرية الأوقاف بالقليوبيه ندوة عن تحويل القبله من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام وذلك تحت رعاية الشيخ صفوت ابوالسعود وكيل وزارة الأوقاف بالقليوبيه وتحت رعايه الشيخ علام شعبان مدير إدارة أوقاف الخانكه وذلك بحضور الدكتور سعيد محروس إمام وخطيب مسجد سيدي عواض بقليوب والمبتهل الشيخ حسين السويفى والقارئ الشيخ عبدالناصر حرك واللواء هشام فودة وذلك بمسجد دوار العمده بعرب العيايده.
فى البدايه تحدث الشيخ علام مدير إدارة أوقاف الخانكه قائلا
شعبان يا شهر التحول والرضا
أقبلت بالذكرى يفوح شذاها
قبس من الحق المبين وايه
للعالمين فهذهم معناها
فأتاه أمر الله وجهك وله
عند الصلاه لقبله ترضاها
سلنى تجدنى يا محمدا
لا تخف من عصبه الشرك قد اعماها
هم دبروا أمرا وكادوا كيدهم
والله ناشرا شرعه انشاها
أن شهر شعبان من الشهور التى وقعت فيها أحداثا فارقه فى تاريخ المسلمين ، وخاصه وأنها تتعلق بركن مهم من أركان الإسلام ، ألا وهى الصلاة ، ففى شهر شعبان تم تحويل قبله الصلاة من المسجد الأقصى إلى الكعبه المشرفه ترضيه لقلب الرسول صل الله عليه وسلم بعدما عايره اليهود بأن المسلمين يصلون إلى قبلتهم ، وكان ذلك في العام الثاني من الهجره النبويه ، فبعد أن فرضت الصلاة ، وهاجر الرسول من مكه الى المدينه كان يستقبل بيت المقدس وبقى على ذلك سته او سبعه عشر شهرا ، وكان الرسول يعجبه أن تكون قبلته إلى البيت اى إلى الكعبة المشرفة ، إلى أن استجاب الله سبحانه وتعالى لرغبه الرسول صل الله عليه وسلم وما كان ينتظره ، فأمره الله أن يستقبل الكعبه المشرفه فى الصلاه فقال الله تعالى قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبله ترضاها ، فول وجهك شكر المسجد الحرام ، وحيث ما كنتم فولوا وجوكهم شطره ، وان الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون .
أما الدكتور سعيد محروس إمام وخطيب مسجد سيدي عواض فتحدث قائلاً
فقم ليله النصف الشريف مصليا
فأشرف هذا الشهر ليله نصفه
فكم من فتى قد بات فى النصف ٱمنا
وقد نسخت فيه صحيفه حتفه
فبادر بفضل الخير قبل انقضائه
وحاذر هجوم الموت فيه بصرفه
وصم يومه لله واحسن رجاءه
لتظفر عند الكرب منه بلطفه
وأن الحكمه من تحويل القبله أن الله تعالى جعل القبله إلى بيت المقدس ثم تحويلها إلى الكعبه المشرفه حكما منها السياسي والعسكري والدين والتاريخ ، فبعدها السياسي أنها جعلت شبه الجزيرة العربية محور الأحداث ، وبعدها التاريخى أنها ربطت هذا العالم بالإرث النبوى لسيدنا ابراهيم عليه السلام ، وبعدها العسكرى أنها مهدت لفتح مكه ، وانهاء الوضع الوثنى فى المسجد الحرام حيث اصبح مركز التوحيد بعد أن كان مركزا لعباده الأصنام ، وبعدها الدينى أنها ربطت القلب بالحنيفيه وميزت الامه الاسلاميه عن غيرها ، والعبادة فى الإسلام عن العبادة في بقيه الأديان ، وبذلك قد وحد الله هذه الامه ، وحدها فى الهها ورسولها ودينها وقبلتها ، وحدها على اختلاف الموطن والأجناس والألوان واللغات ، ولم يجعل وحدتها تقوم على قاعده من هذه القواعد كلها ، ولكن تقوم على عقيدتها و قبلتها ، وهى العقيده التى تليق بالإنسان ، فالإنسان يجتمع على عقيده القلب وقبله العباده .
وفى النهايه تقدم اللواء هشام فوده رئيس مجلس إدارة مركز شباب عرب العياده بالشكر لوزاره الاوقاف والمتمثله فى مديريه أوقاف القليوبيه وإدارة أوقاف الخانكه على اقامه مثل هذه الندوات التى من دورها تعريف الشباب بالدين الاسلامي وغرز قيم الانتماء والحب للوطن والدفاع عنه ضد كل من تسول له نفسه المساس به ، وتقدير الشباب لذاته والفهم العميق الناتج عن المعرفه غير المشويه ، وهذا ما يحقق الأمن القومى لمصر .