السبت 4 مايو 2024

مصر تحصد ثمار البنية الأساسية فى عهد الرئيس السيسى

صورة أرشيفية

31-3-2024 | 17:06

بقلـم: غالى محمد
لا خلاف على أن إتمام صفقة مشروع رأس الحكمة ضربة موجعة من العيار الثقيل لأعداء مصر والمتشنجين والشامتين. وبقدر ما هى ضربة موجعة لأعداء مصر فهى صفقة استثمارية من العيار الثقيل التى أفقدت الكثيرين من الأعداء توازنهم، ولا سيما أنها تحمل عدة رسائل، يأتى فى مقدمتها أن مصر سوف تصبح أهم مقصد سياحى فى منطقة الشرق الأوسط، بل ويؤكد ريادة مصر الدائمة لدول المنطقة، كما أنها تعكس وتؤكد الاستقرار السياسى والأمنى لمصر. وبقدر العوائد الاقتصادية الضخمة المباشرة لمشروع رأس الحكمة من تدفقات دولارية ضخمة أفقدت السوق السوداء للدولار مكوناتها، التى كادت تتوقف آلياتها، فإن هذا المشروع الذى سوف يجذب استثمارات 150 مليار دولار سوف يحقق طفرات ضخمة فى تنمية مصر غربًا، إضافة إلى تحقيق أهداف المشروع التنموى الضخم لتحويل الحياة فى الساحل الشمالي- من ثلاثة أشهر فقط فى العام إلى حياة وأنشطة اقتصادية طوال العام، ضمن المشروع القومى الذى بدأه الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ نحو خمسة أعوام لتحويل الساحل إلى مشروع دائم للتنمية. وهنا لن نتكلم عن الملايين من فرص العمل والعوائد التى سوف يحققها المشروع، ولكن ما يهمنى فى هذا المقال أن مشروع رأس الحكمة جاء حصادا لرؤى ومشروعات ضخمة للبنية الأساسية سبق تنفيذها خلال العشر سنوات من حكم الرئيس السيسى. ولولا مشروعات البنية الأساسية التى نتحدث عنها فى هذا المقال ما كان مشروع رأس الحكمة والمشروعات الاستثمارية الأخرى، سواء على البحر المتوسط أو البحر الأحمر، كما أشار الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء. فمشروعات البنية الأساسية التى تم تنفيذها فى السنوات العشر من حكم الرئيس السيسى لم تتم بشكل عشوائى، بل تم تنفيذها لتخاطب المستقبل وتخلق العديد من محاور التنمية فى أنحاء مصر المحروسة. فإذا توقفنا عند مشروعات البنية الأساسية فى الساحل الشمالي، من توسيع الطريق الدولى للساحل الشمالى وزيادة عدد حاراته وإنشاء العديد من الكبارى التى تقضى على الاختناقات على الطريق الدولى للساحل الشمالى وتجعله طريقا مطابقا للمواصفات العالمية للطرق. وبالفعل أدى تطوير الطريق الدولى فى الساحل الشمالى إلى جاهزيته لمشروع كبير مثل رأس الحكمة وتطوير بقية المدن التى يشملها المشروع حتى مرسى مطروح والسلوم. كما أنه من المشروعات المهمة التى يجرى تنفيذها منذ عدة سنوات القطار الكهربائى السريع الذى يربط ما بين العين السخنة ومرسى مطروح. وبالفعل سوف يحقق القطار الكهربائى السريع أهدافًا استراتيجية لربط مصر شرقًا وغربًا لإيجاد أهم محاور التنمية، فضلا عن دوره الاستراتيجى فى نقل الحاويات والبضائع إلى ميناء الإسكندرية، مكملا لقناة السويس. ومن ثم سوف يصبح الانتقال بين مصر شرقًا فى العين السخنة ومصر غربًا حتى مرسى مطروح فى فترة زمنية لا تتعدى ساعتين، ويزيد من حركة السفر والسياحة، وتحديدا سوف يقوم بدور مهم فى تنشيط الحركة السياحية المتزايدة مع تنمية الساحل الشمالى سياحيا بعد تنفيذ مشروع رأس الحكمة، الذى يعتبر من أهم المشروعات السياحية والتنموية، إضافة إلى المشروعات الأخرى التى سوف تؤدى إلى جذب استثمارات ضخمة وتحقيق تدفقات دولارية غير مسبوقة. وإذا أضفنا إلى تلك المشروعات، المطار الدولى المنتظر إقامته ضمن مشروع رأس الحكمة، فإننا سوف نكون أمام منظومة ضخمة من مشروعات البنية الأساسية تساعد على انطلاق أهم منطقة سياحية فى منطقة الشرق الأوسط، بل وعلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط. ومن المشروعات المهمة التى تم إنشاؤها، وأبرزت أهمية منطقة رأس الحكمة بصفة خاصة والساحل الشمالى بصفة عامة، مدينة العلمين الجديدة. نعم أدى إنشاء مدينة العلمين الجديدة كمدينة عالمية على الساحل الشمالى بأبراجها وكافة أحيائها السكنية إلى إيجاد أبعاد سياحية وتنموية جديدة للساحل الشمالى ولفت انتباه المستثمرين إلى منطقة رأس الحكمة التى تم توقيع عقود تطويرها مع شركات إماراتية مؤخرا. واللافت للنظر أن مدينة العلمين الجديدة والتى تم إنشاؤها فى السنوات الأخيرة، أصبح لها مكانة مهمة فى السوق السياحى العالمى والإقليمى تفوق كبرى القرى السياحية التى تتواجد فى الساحل الشمالى منذ سنوات طويلة. وقد ساعد هذا الصخب الذى أوجدته مدينة العلمين فى الساحل الشمالى وعلى سواحل البحر المتوسط إلى إشعال المنافسة لدى المستثمرين الإماراتيين وغيرهم، لكى يكون لهم مشروعات استثمارية سياحية فى منطقة الساحل الشمالى على شواطئ البحر المتوسط، وهذا ما حدث فى مشروع رأس الحكمة ومشروعات أخرى من المنتظر الإعلان عنها قريبا، وربما تكون أضخم فى القيمة من مشروع رأس الحكمة. ونظرا للدور المهم لمدينة العلمين الجديدة على الساحل على المحور التنموى فقد روعى أن تكون مدينة متكاملة تستمر فيها الحياة طوال العام، وفضلا عن الجامعات التى تم إنشاؤها فى مدينة العلمين الجديدة، فأحد مكوناتها المنطقة الصناعية التى سوف تعد أهم المناطق الإنتاجية فى الساحل الشمالى. وعندما نتحدث عن مشروعات البنية الأساسية التى مهدت لمشروع رأس الحكمة وغيرها من المشروعات، فإنه لولا المشروعات الأساسية التى تم تنفيذها فى السنوات العشر من حكم الرئيس السيسى ما كان مشروع رأس الحكمة، الأمر الذى يجعلنا نشير إلى أهمية المشروع القومى للطرق وكافة الكبارى التى تم إنشاؤها والمحاور المرورية الجديدة التى أدت إلى توفير نحو 10 مليارات دولار سنويا كانت تضيع بسبب سوء حالة البنية الأساسية والطرق وسوء الحالة المرورية بسبب الاختناقات المرورية الكثيرة. ومن ثم لم يكن إنشاء هذه البنية الأساسية عبثاً مهما كانت تكلفته لأن العوائد الدولارية التى تتجاوز 35 مليار دولار نقداً من مشروع رأس الحكمة والتدفقات الدولارية الضخمة، المنتظرة من مشروعات أخرى يؤكد أن كافة مشروعات البنية الأساسية التى تم تنفيذها فى العشر سنوات من حكم الرئيس السيسى ذات عوائد وأهداف اقتصادية ضخمة. وفيما يتوقع أن تحقق مشروعات جديدة، سوف يحصل عليها المستثمرون كما حدث فى مشروع رأس الحكمة - عوائد دولارية قد تتجاوز 100 مليار دولار بشكل مباشر من مشروعات سياسية، فضلا عن الكثير من عوائد المشروعات الزراعية والصناعية والعقارية، فإن هذا يؤكد مرة أخرى أهمية مشروعات البنية الأساسية فى جذب الاستثمارات الجديدة، خاصة فى المشروعات السياحية. ولا يقف الأمر عند ما ذكرناه من بعض الأمثلة لمشروعات البنية الأساسية التى مهدت الطريق للتوقيع على مشروع رأس الحكمة، فإن هناك شبكة الطرق القومية التى أدت إلى خلق محاور تنموية جديدة فى أنحاء مصر المحروسة، شرقا وغربا وجنوبا وشمالا. وبقدر ما أظهره مشروع رأس الحكمة من أهمية مشروعات البنية الأساسية التى تم تنفيذها فى أنحاء مصر بصفة عامة وفى الساحل الشمالى بصفة خاصة، فإن هذا يحتم الاستمرار فى استكمال تنفيذ كافة مشروعات البنية الأساسية، خاصة فى المناطق الساحلية فى البحر الأحمر وفى البحر المتوسط، وفى سيناء تحديداً، شمالاً وجنوباً. والأمر المؤكد أن هذا لن يكون عبثا ولن يكون عشوائيا، لأن تدفق المشروعات الاستثمارية على مصر سوف يعيد تكلفة تنفيذ المشروعات بشكل مباشر فى تدفقات دولارات وجذب سياحى وتشغيل عمالة وتشغيل المصانع المحلية وزيادة الصادرات. وإذا كنا نتحدث عن ضرورة استكمال تنفيذ مشروعات البنية الأساسية، فإننى سوف أتوقف ارتباطا بمشروع رأس الحكمة وما سوف يتبعها من مشروعات سياحية وعمرانية أخرى فى الساحل الشمالى عند ضرورة وضع مخطط من الآن لكى تعتمد هذه المشروعات على الطاقة الجديدة والمتجددة وتحديدا مشروعات الطاقة الشمسية فى مشروع رأس الحكمة، لأنه سوف يحتاج إلى طاقة ضخمة سواء من الكهرباء أو الغاز الطبيعي. ووفقا للإمكانات الحالية المتاحة من الطاقة التقليدية من الزيت الخام والغاز الطبيعى فإنها لن تفى باحتياجات هذه المشروعات الجديدة، إلا اذا تم التوسع فى استيراد الزيت الخام والغاز الطبيعى، ولذا من المهم أن تعتمد تلك المشروعات على الطاقة الشمسية، خاصة أنها تقع فى مناطق شمسية دائمة، سواء على شاطئ البحر المتوسط، أو فى المناطق الشمسية بمرسى مطروح والسلوم، وفى الامتدادات الصحراوية للساحل الشمالى. وهناك تقارير ألمانية تؤكد أهمية هذه المناطق فى إنتاج الطاقة الشمسية إضافة إلى طاقة الرياح. وعندما نطالب من الآن، بوضع تصور لقضية الطاقة فى هذه المشروعات وضرورة الاعتماد على الطاقة الشمسية بشكل أساسى، وذلك لأننا سوف نكون إزاء إنشاءات ضخمة سواء أبراجا أو عمارات أو فيلا أو فنادق عالمية وخدمات ومرافق تحتاج إلى استهلاك ضخم من الطاقة، خاصة إذا تمت إقامة مشروعات ضخمة لتحلية مياه البحر. وأعتقد أن القائمين على هذه المشروعات لن يتجاهلوا الاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بما فى ذلك مدينة العلمين الجديدة، وهناك معلومات تشير إلى أن الدولة سوف تقوم بمشروعات ضخمة لمزارع الرياح على الحدود المصرية - الليبية لإنتاج الكهرباء. ففى جميع الأحوال، فلولا مشروعات البنية الأساسية التى تم إنشاؤها فى السنوات العشر من حكم الرئيس السيسى ما كانت هذه المشروعات التى أدت إلى جذب المستثمرين وتحقيق تدفقات دولارية ضخمة، وتنفيذ أكبر مخطط شامل لتنمية المنطقة الغربية، بما يؤدى إلى توطين أكثر من 40 مليون نسمة. نعم، أدت مشروعات البنية الأساسية التى نفذها الرئيس السيسى إلى تنمية مصر شرقا وغربا وجنوبا وشمالا.