يظل المسرح بكل مراحل التاريخ البشري أبو الفنون فهو بلا شك أقدمها، وسيظل أيقونة المقاومة المستمرة ووسيلة مهمة حرة لطرح الرؤى والأفكار لكل مشارك في رحلته وستبقى مكانته عالية شامخة في قلوب وعقول الملايين من البشر، وتبقى خشبات المسرح وكل فضاء مسرحي  محرابًا للمسرحيين في مصر وعالمنا العربي والعالم كله.

ومع بوابة «دار الهلال» نلتقي كل يوم بشهر رمضان المبارك بعام 1445  هـجرية مع إحدى خشبات أبو الفنون والفضاءات المسرحية الأكثرة شهرة بالعالم  لنتعرف على بعض من ملامح تاريخها المهم.

 ونذهب اليوم في رحلة مع مسرح  الأوديون« هيردوس أتيكوس» في أثينا باليونان​

يعد  مسرح «هيردوس أتيكوس»،(Ἡρώδης ὁ Ἀττικός)،  المبني في الهواء الطلق،أحد المواقع الأسطورية التي تقع تحت المنحدرات على الجانب الجنوبي الغربي من هضبة الأكروبوليس في أثينا باليونان.​ 

ووصف الرحالة والمستكشف اليوناني «باوسانياس» في القرن الثاني الميلادي مسرح أوديون بأنه أفضل هيكل من نوعه عندما زار أثينا خلال حكم ماركوس أوريليوس.

تم بناء المسرح  بين عامي 160 و 174 بعد الميلاد تكريمًا للراحلة ريجيلا، الراعي الثري لأثينا المعروف ببساطة باسم هيروديس آتيكوس، كان ثالث أوديون يتم بناؤه في أثينا، وعلى عكس مسرح ديونيسيوس المجاورله، بالمدنة نفسها.

كان للمسرح  مظهر روماني مميز، و كان في الأصل مغطى جزئيًا بسقف من الخشب والبلاط، ولهذا السبب يحتوي على أقواس رومانية ومبنى من ثلاثة طوابق.

وتم تقسيم الأوركسترا التي كانت دائرية في يوم من الأيام إلى نصفين بواسطة أرضية رخامية باللونين الأسود والأبيض. المسرح الرخامي، الذي يضم 53 صفًا ويتسع حاليًا لـ4680  شخصًا، يتجاوز بقليل نصف دائرة قطرها 80 مترًا.

وقررت المدينة استعادة الساحة بالكامل في الخمسينيات من القرن الماضي، وافتتحت في عام 1955 كموقع رئيسي لمهرجان أثينا وإبيداوروس،  لا يزال مسرح هيردوس إتيكوس موقعًا رئيسيًا للمهرجان اليوم، ويتطلب القبول تذكرة  للعروض المتفردة، سواء كان أحد عروض الباليه والألحان الرائعة أو إحدى المآسي اليونانية القديمة.

الأوبرا الوطنية اليونانية ..  لوكاس كاريتينوس

وقدم  بمسرح  «هيردوس أتيكوس»  في عام  2022  أوبرا «ريجوليتو»، وتعد تحفة جوزيبي فيردي الشريرة، بقيادة لوكاس كاريتينوس وإخراج كاترينا إيفانجيلاتوس، وكانت المديرة الفنية لمهرجان أثينا إبيداوروس، وهذا هو  أول إنتاج هام للأوبرا الوطنية اليونانية 

ومنذ ظهورها لأول مرة في البندقية عام 1851، أشاد العديد من محبي الأوبرا حول العالم بـ «ريجوليتو» ، الذي يعتبر بحق أحد أشهر الأوبرا على الإطلاق،  يستخدم فيردي موسيقاه لاستكشاف جميع جوانب الطبيعة المعقدة لمهرج البلاط ريجوليتو، وهو رجل على هامش المجتمع، والذي يحتل مركز الصدارة.

ومنذ إعادة افتتاح المسرح حديثًا قبل 60  عامًا، استضاف هذا المسرح الحجري القديم بعضًا من أفضل الأعمال الموسيقية في العالم،  من أملة ذلك بما لوسيانو بافاروتي ونانا موسكوري وفرانك سيناترا،  وتم إنشاء مسرح أوديون في الأصل للمسابقات الموسيقية.

الموسيقى المعاصرة لماكس ريختر

وقدم أحد أشهر الملحنين الأوروبيين على مدار العشرين عامًا الماضية والموسيقي ماكس ريختر الحائز على جوائز، وأول ظهور له كان في مسرح هيردوس اتيكوس.

يعتبر ريختر من رواد الموسيقى الكلاسيكية الجديدة السيمفونية ويتمتع بمتابعة كبيرة عبر مجموعة واسعة من الأنواع الموسيقية. لقد تعاون مع مؤسسات إبداعية مهمة، والعديد من الموسيقى التصويرية للأفلام تتميز ببعض من أكثر أعماله شهرة واعتزازًا.​