الإثنين 29 ابريل 2024

هل تضع عودة ترامب إيران في زاوية حرجة؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

عرب وعالم16-3-2024 | 13:07

دار الهلال

مع تسارع تطورات الحراك الانتخابي وماراثون البيت الأبيض، تتوالى عدة توقعات بشأن الطريق الذي سيتخذه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن الملف الإيراني، بعد تمسكه السابق بسياسة الضغط القصوى على طهران، إثر الإنسحاب من الاتفاق النووي في مايو 2018.

وفي عهد الرئيس الحالي جو بايدن، بدأ تبادل الرسائل والمفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، عبر وسطاء في المنطقة، لكن الخطوة اهتزت مرة أخرى مع بدء حرب غزة وهجمات ميليشيا الحوثيين على السفن ، ومع تغير الظروف في المنطقة وتصاعد مستوى التوتر فيها، كيف ستكون العلاقة بين طهران وواشنطن في حال فوز ترامب؟
وقال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية أمير علي أبو الفتوح: "عودة ترامب ستكون أمراً صعباً ومثيرا للقلق بالنسبة لإيران، ويمكن أن يعيدنا إلى الاضطرابات التي حدثت في إيران 2018 و 2020، حتى أن مركز الأبحاث التابع للبرلمان من أوائل المؤسسات الحكومية التي حذرت من ذلك".
وأضاف "ترامب يعتبر خطة العمل الشاملة المشتركة "الإتفاق النووي" اتفاقاً سيئاً، لذا فإن وصوله إلى السلطة يجعل العودة إلى الاتفاق أمراً مستبعدا للغاية".
ورأى أن "هناك قضية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار أن إدارة ترامب الثانية ستكون لها اختلافات عن إدارته الأولى، وفي المقابل، إيران وأمريكا ليستا في ظروف 2018، وحتى الساحة الدولية ليست في الظروف السابقة، ولقد تغيرت الأطراف الثلاثة، أي إيران وأمريكا والفاعل الدولي".
كما اعتبر أن ظروف الضغط على إيران ستكون صعبة، وقال "ستحاول إدارة ترامب زيادة نطاق القيود وشدتها، بينما يعتقد حالياً معارضو حكومة بايدن أنه متسامح ومتصالح تجاه بلدنا، وعلى سبيل المثال، لا يصادر نفط إيران أو يحتجز سفنها، ومن خلال إثارة مثل هذه القضايا، يزعم معارضو بايدن أن حكومته تفشل في اتخاذ إجراءات ضد إيران، لذلك في مثل هذا الوضع عندما يتولى ترامب منصبه سيحاول تطبيق أقصى القيود والضغوط على إيران في جميع المجالات".
وأوضح أبو الفتوح "إذا كنا نبحث عن حل حتى نتمكن من الاستعداد للتعامل مع تهديداته المحتملة قبل رئاسة ترامب، فيجب علينا أولاً إقامة علاقة متوازنة مع الدول القوية في المنطقة وأوروبا، لكن للأسف لا توجد رؤية واضحة في هذا المجال في الوقت الحالي، وفي الواقع، سياستنا الخارجية ليست قادرة بما فيه الكفاية، إضافة إلى ذلك، حتى هذه اللحظة لم تقدم السلطات الإيرانية خطة محددة للتعامل مع سياسات ترامب المحتملة".

وينتقد رضا نصري، المحلل الإيراني للشؤون الدولية، المواقف المتفائلة التي تصدر من الجهات المرتبطة بحكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بعودة ترامب إلى السلطة.
ورأى أنه "إذا ساد هذا التحليل في إيران من الآن فصاعداً، فإن ترامب ليس لديه أي أدوات جديدة للضغط على إيران ومجيئه لن يؤثر على اقتصاد البلاد، فالحكومة ستتمكن من التخطيط للمواجهة معه، ولن يكون من الممكن الاستعداد لـ«الجولة الثانية من الضغوط القصوى»! وخلافاً لرأي بعض المحللين، يستطيع ترامب تكثيف الضغوط الاقتصادية على إيران بشكل كبير، وقطع جميع القنوات المحدودة الحالية للتنفس الاقتصادي".
واعتبر نصري اعتماد إيران على حلفائها التقليديين مثل الصين وروسيا خطأ قائلاً: "يمكن لترامب أن يقدم حلاً وسطاً في مفاوضاته مع الصين وبهذه الطريقة يقلل مبيعات النفط الإيرانية للصين إلى الحد الأدنى أو الصفر؛ ويمكنها خلق فجوة بين إيران وروسيا، بالنظر إلى نهجه تجاه بوتين وروسيا، والتضحية بمصالح إيران مقابل تجاهل القضية الأوكرانية".
وأوضح: "إن الإصرار على الفكرة المضللة بأن "العقوبات قد تم رفعها" وأن إيران لا تحتاج إلى أي استعدادات لمواجهة إدارة ترامب العدوانية هو نهج خاطئ يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على البلاد".
ومع احتمال أن يصبح فوز ترامب جدياً وتأثير هذا الاحتمال المباشر على سوق العملة الإيرانية، حاولت وسائل الإعلام الداعمة لحكومة إبراهيم رئيسي إظهار أن هذا الحدث لن يكون له تأثير كبير على إيران.
وانتقد حسن خاني، الخبير الإيراني للشؤون الاقتصادية هذه النظرة، مبيناً: "إنه لأمر سيئ للغاية أن بعض المحللين الحكوميين بدأوا يقولون إن وصول ترامب لن يكون له أي تأثير على اقتصاد إيران".
وأضاف أن "وجود ترامب وحده سيرفع سعر الدولار بنسبة 40-70%، كما ستنخفض مبيعات النفط الإيراني بشكل كبير"، مبيناً "سوف تزداد الأيام صعوبة ولا تملك الحكومة وأصحاب القرار في طهران خطة إصلاح لمواجهة هذا التحدي القادم".

Dr.Randa
Dr.Radwa