السبت 4 مايو 2024

فضل «السحور» في السنة.. وما حكم من أكل أو شرب ظاناً عدم طلوع الفجر فبان خلاف ذلك؟

السحور في السنة

تحقيقات16-3-2024 | 16:37

محمود غانم

ورد في السنة النبوية جملة من آداب الصوم التي وصى بها رسول -صلى الله عليه وسلم- والتي يستحب للصائم القيام بها في شهر رمضان، ومنها السحور، إذ أجمت الأمة على استحباب السحور، وأنه لا إثم على من تركه، فعن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تسحروا فإن في السحور بركة" رواه البخاري ومسلم.

وروى المقدام بن معد يكرب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: " عليكم بهذا السحور، فإنه هو الغذاء المبارك" رواه النسائي، وسبب البركة؛ أنه يقوي الصائم، وينشطه، ويهون عليه الصيام. 

ويتحقق السحور بكثير الطعام وقليله، ولو بجرعة ماء، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " السحور بركة، فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة ماء، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين" رواه أحمد.

ووقت السحور من منتصف الليل إلى طلوع الفجر، والمستحب تأخيره، فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: كم كان قدر ما بينهما:؟ قال: خمسين آية. رواه البخاري ومسلم.

 أحكام فقهية

ما حكم من أكل أو شرب أو جامع ظاناً غروب الشمس أو عدم طلوع الفجر فبان خلاف ذلك؟

العلماء في ذلك على مذهبان:المذهب الأول قال به، أبوحنيفة ومالك وأحمد...، وجب عليه القضاء، وأقاموا على ذلك الأدلة منها قول الله تعالى:{حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187] وهذا قد أكل في النهار، وبما رواه البيهقي "أنه سئل عن رجل تسحر وهو يرى أن عليه ليلاً وقد طلع الفجر: فقال من أكل من أول النهار فليأكل من آخره، ومعناه قد أفطر".

وروي عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت:"أَفْطَرْنَا علَى عَهْدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ غَيْمٍ، ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. قيلَ لِهِشَامٍ: فَأُمِرُوا بالقَضَاءِ؟ قالَ: لا بُدَّ مِن قَضَاء" رواه البخاري.

المذهب الثاني قال بصحة الصوم، وهو مذهب عروة بن الزبير والحسن البصري ومجاهد، واحتجوا بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه".

ما حكم الأكل والشرب بعد آذن الفجر؟ 

 الصوم شرعاً هو الإمساك عن المفطرات، ووقت الصوم من حين طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس؛ لقوله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [البقرة: 187]، والخيطان: بياض النهار وسواد الليل، فأول وقت الصوم الذي يجب فيه الامتناع عن تناول أي شيء يبدأ من أول طلوع الفجر الثاني، وهو أول ما يبدو من الفجر الصادق، وهو المسيطر المنتشر المعترض في الأفق كالخيط المحدود، وهذا الوقت هو أول وقت الصبح، فلو تناول الإنسان أي شيء بعد هذا الوقت فسد صومه، سواء كان التناول قبل الأذان لصلاة الصبح أم بعده ما دام أن الوقت المحدد لأول وقت الفجر الصادق وصلاة الصبح قد بدأ، وفي الحديث الذي يرويه البخاري عن السيدة عائشة رضي الله عنها: أن بلالًا كان يؤذن بليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ؛ فَإِنَّهُ لَا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ»، فتوى دار الإفتاء المصرية.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa