أفادت صحيفة "سوث تشينا مورننج بوست" الصينية بأن الصين تخطط لكسر اعتمادها على أستراليا والبرازيل في الحصول على خام الحديد والتوجه إلى أفريقيا بدلا منهما.
وذكرت الصحيفة الصينية أن الصين تعتبر سيراليون جزء من طموحاتها الكبيرة لكسر اعتمادها على أستراليا والبرازيل للحصول على خام الحديد.
ويأتي أكثر من 80 في المائة من خام الحديد الصيني من أستراليا والبرازيل، ولكن بكين تريد تجنب أيه مخاطر.
وأشارت الصحيفة إلى أن سيراليون إلى جانب دول أخرى بما في ذلك غينيا وليبيريا والكاميرون والكونغو-برازافيل، هم المفتاح لتحقيق ذلك. وأشارت الصحيفة إلى أنه في المقاطعة الشمالية من سيراليون، يجري بناء مصنع لمعالجة خام الحديد بطاقة 12 مليون طن - بتكلفة 230 مليون دولار أمريكي - في منجم خام الحديد تونكوليلي بواسطة مجموعة ليون روك ميتال، وهي شركة تابعة لشركة التعدين والمعادن الصينية تشاينا كينغو.
ويمتلك المنجم ما يقدر بنحو 13.7 مليار طن من خام الحديد. ومن ناحية أخرى، في غينيا المجاورة، وبعد 27 عاماً من البدايات الخاطئة، يسير المستثمرون الصينيون مع شركة التعدين البريطانية الأسترالية العملاقة ريو تينتو على الطريق الصحيح لشحن أول شحنة لهم من منجم سيماندو لخام الحديد العام المقبل.
ويعد منجم سيماندو هو أكبر احتياطي غير مستغل معروف في العالم من خام الحديد عالي الجودة.
يأتي ذلك بعد أن صوت برلمان غينيا، المجلس الوطني الانتقالي، على الموافقة على القوانين التي صدقت على الصفقة البالغة قيمتها 20 مليار دولار والتي ستشهد، بالإضافة إلى استخراج خام الحديد، تطوير السكك الحديدية والميناء.
كما وافقت الكيانات الصينية المملوكة للدولة، بما في ذلك مجموعة باوو لصناعة الصلب، على الاستثمار في المشروع الضخم الذي تبلغ طاقته الإنتاجية السنوية 120 مليون طن.
وتستثمر الشركات الصينية أيضًا في مشروع مبالام-نبيبة، الذي سيعمل على تطوير رواسب واسعة النطاق من خام الحديد التي تمتد عبر الكاميرون والكونغو-برازافيل المجاورة في وسط غرب إفريقيا.
وبالإضافة إلى ذلك، في الجزائر، يستثمر مجموعة من الشركات الصينية في منجم خام الحديد جارا جبيلت الواقع في ولاية تندوف غرب الجزائر، بينما في ليبيريا، شحنت شركة باوو أول شحنة من الحديد من مشروعها الرائد بومي في ديسمبر.
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك ما هي سوى بعض من مشاريع التعدين في أفريقيا التي يقول المراقبون إنها تشكل جزءا من "خطة الأساس" لخام الحديد في الصين، والتي تهدف إلى معالجة نقاط الضعف في اعتمادها على أستراليا والبرازيل للحصول على هذا المورد.
وقالت ليز جاو، كبيرة محللي خام الحديد في مجموعةCRU لاستشارات السلع، إن استثمارات الصين في إفريقيا تهدف إلى تنويع موردي خام الحديد.
وأضافت أن خام الحديد من أستراليا والبرازيل يمثل نحو 80 بالمئة من صادرات خام الحديد العالمية المنقولة بحرا.
وأضافت: "إن الاستثمار الضخم في الخارج هو جزء من هدف الصين الذي تسعى إليه منذ فترة طويلة لتعزيز مكانتها في تجارة خام الحديد العالمية من خلال الحصول على حصة ملكية أكبر في إمدادات خام الحديد في الخارج.
وفي الوقت الحاضر، نقدر أن هناك ملكية صينية لنحو 5 في المائة من إمدادات خام الحديد العالمية".