الجمعة 3 مايو 2024

المقاهي بين التاريخ والأثر.. «البورصة التجارية» أقدم مقاهي الإسكندرية الثقافية (9-30)

البورصة التجارية

ثقافة19-3-2024 | 11:20

بيمن خليل

يُعدّ المقهى جزءًا مهمًا من تاريخ مصر الحديث، فهو أكثر من مجرد مكان لقضاء أوقات الفراغ كما يُظن، تزخر مصر بالعديد من المقاهي العريقة ذات التأثير التاريخي البارز، التي شهدت نهضة فكرية وثقافيةمهمة على مر العصور، مما أسهم في تغيير مجرى التاريخ، فقد احتضنت المقاهي شرائح مجتمعية متعددة تحت سقف واحد، واكتسبت شهرتها من كبار الشخصيات المؤثرة في ميادين مختلفة سياسية وفنية وأدبية.

 ونستعرض خلال أيام شهر رمضان المبارك بعام 1445 هجرية أشهر المقاهي بمصر والوطن العربي  مما لهم من تاريخ وأثر.

ونذهب اليوم في رحلة إلى مقهى  «البورصة التجارية» أقدم مقاهي الإسكندرية الثقافية

يعتبر مقهى البورصة التجارية من أقدم المقاهي الثقافية بالاسكندرية وفي مصر، فقد تأسس عام 1890م، وكان المقهى وقتها ملتقى لتجار القطن بالمنطقة، حيث كانت تضم المدينة بورصة القطن الوحيدة في مصر، ويقطن المقهى على كورنيش المنشية.

تتجاوز مساحة المقهى الـ 1000 متر تم تقسيمها إلى 3 أقسام، يفصل كل قسم عن الآخر فئة مختلفة، ويقع الجانب الكلاسيكى منه المطل على ناصية طريق الكورنيش خاص بالطبقة الوسطى وتُمنع فيه الطاولة والشيشة وتغطيه الستائر البيضاء ويرتاده أغلب المثقفين والأدباء السكندريين، وفي الفئة الأوسط اعتاد المدخنين وهواة لعب الدومينو والطاولة الجلوس فيه، ، بينما كان يفضل الناشطون السياسيون المكوث في الجانب الخلفي المعروف حاليا باسم الممر.

وأقيم في المقهى خلال حقبة الستينيات من القرن الماضي بعض الفعاليات الثقافية، فقد كان يستضيف المقهى ندوات شهرية لعدد من أدباء الإسكندرية كانت نعرف باسم "أدباء الطليعة" وكان مؤسسها الأديب السكندري "محمد حافظ رجب" والذي كان يقدم من خلالها القصص والأشعار والدراسات النقدية.

وشهد مقهى البورصة التجارية على مدار تاريخيه العديد من الأحداث التاريخية المهمة، وتطورات الحياة الثقافية والسياسية، منذ الاحتلال الإنجليزي حتى آخر ثورتين في مصر 25 يناير و30 يونيو، ويعرف المقهى بمقهى المثقفين والسياسيين.

Dr.Randa
Dr.Radwa