الأحد 28 ابريل 2024

علماء ومفكرون في الإسلام | «يعقوب بن إسحاق الكندي» (30-9)

إسحاق الكندي

ثقافة19-3-2024 | 15:28

بيمن خليل

ظهر في تاريخ الحضارة الإسلامية العديد من العلماء المسلمين البارزين الذين قدّموا إسهامات مهمة في مختلف المجالات المعرفية، مثل: العلوم التطبيقية والدينية واللغوية والفلسفية والطبية والاجتماعية، فقام هؤلاء العلماء بتأسيس مناهج وقواعد علمية راسخة في أشهر العلوم، أفادت البشرية جمعاء إلى يومنا هذا.

وفي سلسلة نُقدّمها بوابة «دار الهلال» خلال أيام شهر رمضان المبارك لعام 1445 هجرية، سنتعرّف كل يوم على أحد هؤلاء العلماء المسلمين البارزين، ونستعرض إسهاماتهم على مرّ التاريخ في ميادين المعرفة المختلفة.

ومع أيام رمضان سنلتقي مع  أشهر وأبرز علماء اللغة العربية والأدب، وما قدّموه من آثار جليلة غنّت هذا الفنّ.

يعقوب بن إسحاق الكندي

 برع  يعقوب بن إسحاق الكندي في الفلك والفلسفة والكيمياء والفيزياء والطب والرياضيات والموسيقى وعلم النفس والمنطق، ويعد أول الفلاسفة المتجولين المسلمين، كما اشتهر بجهوده في تعريف العرب والمسلمين بالفلسفة اليونانية القديمة والهلنستية.

كان "الكندي" عالمًا بجوانب مختلفة من الفكر، وعلى الرغم أن أعماله عارضتها أعمال الفارابي وابن سينا، إلا أنه يعد أحد أعظم فلاسفة المسلمين في عصره، وقال عنه المؤرخ ابن النديم في كتابه الفهرست: "فاضل دهره وواحد عصره في معرفة العلوم القديمة بأسرها، ويسمى فيلسوف العرب.. ضمت كتبه مختلف العلوم كالمنطق والفلسفة والهندسة والحساب والفلك وغيرها، فهو متصل بالفلاسفة الطبيعيين لشهرته في مجال العلوم".

ويعتبر كتابه "رسالة في قدر منفعة صناعة الطب" من اهم أعمال  "الكندي"  في مجال الطب والكيميا، حيث أوضح فيه كيفية استخدام الرياضيات في الطب، ولا سيما في مجال الصيدلة، وعلى سبيل المثال، وضع الكندي مقياس رياضي لتحديد فعالية الدواء، إضافة إلى نظام يعتمد على أطوار القمر، يسمح للطبيب بتحديد الأيام الحرجة لمرض المريض.

وكان  "الكندي" هو  أول من وضع قواعد للموسيقى في العالم العربي والإسلامي، فاقترح إضافة الوتر الخامس إلى العود، وقد وضع الكندي سلمًا موسيقيًا ما زال يستخدم في الموسيقى العربية من اثنتي عشرة نغمة، وتفوق على الموسيقيين اليونانيين في استخدام الثمن، كما أدرك أيضًا على التأثير العلاجي للموسيقى، وحاول علاج صبي مشلول شللًا رباعيًا بالموسيقى، وله خمسة عشر أطروحة في نظرية الموسيقى، لم يبق منها سوى خمسة فقط، وهو أول من أدخل كلمة "موسيقى" للغة العربية، ومنها انتقلت إلى الفارسية والتركية، وعدة لغات أخرى في العالم الإسلامي.

واندثرت الكثير من أعمال "الكندي"  خاصةً الأعمال الفلسفية،  ويقال أن المغول دمروا عددًا لا يُحصى من الكتب عند اجتياحهم بغداد، كما أن كتاباته لم تعد تلقى قبولاً بين أشهر الفلاسفة اللاحقين كالفارابي وابن سينا.

Dr.Randa
Dr.Radwa