تصحيح وعي الشعوب يتطلب خطة محكمة أساسها الحق والصدق، فما وقر في العقول منذ مئات السنين من تزييف، سواء لشخصيات أو لأحداث، أو حتى لبعض جوانب الدين، أي دين، أمر يصعب تغييره بين ليلة وضحاها، بل لابد من خطوات مدروسة بعناية، كل منها تكمل الأخرى، حتى يصل اليقين الصحيح لكل فرد في المجتمع.
وتطبيقاً للمثل "لا يفل الحديد إلا الحديد" فإن تصحيح الوعي، ولأنه عمل عقلي، يتطلب بالضرورة عملاً عقلياً إبداعياً، لأنك تخاطب عقلاً تربى على زيف معسول آمن به البعض وظل عقيدة مُسلّمة، وبناء عليه فالتصحيح لن يكون أيضاً إلا بالفكر، ما يتطلب من المصحح وعياً بالقضية وأبعادها وجذورها حتى يستطيع التغلب عليها، ويكشف زيفها ويحقق المراد بأن يكون الشعب -أي شعب- على دراية بالحق والحقيقة بعد أن طرد الزيف من عقله وحلّ محله الحق.
وما تقدمه لنا الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية هو خطوة كبيرة نحو تصحيح الوعي بالقوة الناعمة (سلاح مصر الماضي منذ مئات السنين) التي تنساب للعقول والقلوب لتدحض الزيف بالحق وتنير الأفهام بالحقيقة الوضّاءة، فنصل للمبتغى والمنتهى بشعب طيب الأعراق أصيل المنشأ سليم القلب والعقل.. و"الحشاشين" بالفعل أول الطريق.. وما كتبه عبد الرحيم كمال يتسق مع يريده المجتمع المصري في الوقت الحالي بتصحيح الأفكار الضالة ومواجهة كل صاحب فكر فاسد، بعد أن ضحى رجالنا البواسل بأرواحهم من أجل محو الأجساد الفاسدة، لتتبقى العقول المفسدة، وللقضاء عليها كانت مهمة أصحاب الأقلام المبدعة.
وحسناً فعل الرئيس عبد الفتاح السيسي حين تحدث مع الكاتب عبد الرحيم كمال في برنامج "صالة التحرير
عبر الهاتف منذ ما يزيد على عامين، واختاره كي يقدم لنا عملاً فنياً يناقش الوعي والخطاب الديني والروحي، من أجل تحصين أبنائنا، ولكي يفهموا ما يحدث حولهم في العالم.
وقال الرئيس بالنص: "قضايا المجتمع كثيرة، والأعداء موجودين وسطنا ويستغلوا بساطة الناس".
وبالفعل كان اختيار الرئيس في محله، وكان نتاج عبد الرحيم كمال أكثر من رائع، وبفنانين حقيقيين وصورة أروع ما تكون خرج لنا "الحشاشين" ليكشف كثيراً من الزيف الذي يعيش فيه كثير من باطنيي اليوم، ويبدد أوهامهم وخيالاتهم المريضة بتاريخ حقيقي لواحد من كبار سفاحي الدم في التاريخ (حسن الصبّاح) الذي سحر العقول ولعب بالألفاظ المبهمة وجنّد الضعاف أمام شهوات الدنيا، فكانت جماعة الحشاشين أصحاب القلوب العقول السوداء، الذين يرون أنفسهم الوحيدين أصحاب مفتاح الجنة، وغيرهم على باطل يستحق القتل، رغم أن الدنيا تتسع للجميع، لكنهم ضيّقوها عليهم، وجعلوا الأرض تنبت بالشر لا بالخير، رغم أنها خُلقت له وبه، فبالخير والحق نحيا، وبالحق والخير نتعايش، وعلى الخير والحق نموت، وهو ما كان أساس جماعات اتخذت المنهج ذاته لأغراض دنيئة.
نعم.. إن "الحشاشين" هو ما يريده المجتمع المصري بل والعربي في الوقت الحالي، لمعرفة حقيقة ما كان يدار حوله من مؤمرات غرضها كسره وإضعافه من أجل وهم خلافة واهن، وكيف كان تجنيد ضعاف النفوس والعقول بالجنة وحور العين، رغم أن المؤامرة "تخزق" العين، لكن العقل كان أعمى والقلب ظل أسود والغرض دائما دنئ، فكان الدم طريق كل ضال، فاستحق الموت، لنبدأ في قتل العقول الفاسدة بعقول مستنيرة بالحق والصواب، لا تبغى إلا الخير لكل إنسان، ونصحح الأفكار ونقيم دولة الحق والفهم فيستقيم المجتمع وتنهض الأمة.
* لم أكن يوما أحب كلمة "شابوه" التي تتردد على ألسنة كثيرة لكل عمل جيد، وكنت أرى أنها تفقد معناها، وهي كلمة فرنسية الأصل، معناها الحرفي "القبعة"، لكنها ترمز إلى مصطلح "رفع القبعة" احتراماً، كنوع من التحية والاحترام.
لذا.. أرى اليوم أنه يجب قولها:
وشابوه.. عبد الرحيم كمال على روعة إبداعك
وشابوه.. الشركة المتحدة على تحملكم المسؤولية وحُسن إنتاجكم