تميز العصر الإسلامي بغزارة عمائره الدينية، والتي أساسها بيوت الله المساجد، والجوامع، وسُمّيت المساجد بهذا الاسم: باعتبارها مكان للسجود، والمكان الذي أعد للصلاة فيه على الدوام، ويطلق على المسجد هذه التسمية إذا كان صغير الحجم، وهو مكان مهيئ للصلوات الخمس، أمّا إذا كان كبير الحجم فيُسمى جامعًا، لأنه علامة لاجتماع عدد كبير من الناس للصلاة فيه وكذلك لإقامة صلاة الجمعة فيه أيضا، ويُقال لكل جامع مسجد، وليس كل مسجد جامع.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، مساجد وجوامع تاريخية، وسنلقي الضوء على الجوامع التاريخية  في مصر بشكل عام ومدينة القاهرة التي عرفت بمدينة الألف مأذنة بشكل خاص، ونستكمل في اليوم الحادي عشر من رمضان 1445 هـ،  في جولة مع «جامع الشافعي» بالقاهرة.

يمثل مسجد «الإمام الشافعي» من الجوامع التاريخية والأثرية، وهو علامة بارزة فى مصر الإسلامية، لصاحبه محمد بن إدريس الشافعي، صاحب ثالث المذاهب الإسلامية، المذهب  الشافعي، وهو يتبع  الفسطاط  بمصر القديمة.

أسس جامع الشافعي الأمير عبد الرحمن كتخذا سنة 1176هـجري،  وهو يقع بجوار الضريح، وظل  كما هو على تخطيطه  المعماري إلى أن جدده وأعاد ترميمه الخديوي توفيق، ولكنه لم يكتمل وأتمه من بعده الخديوي عباس حلمي الثاني.

ويضم المسجد  بداخله أكبر أضرحة مصر،  يقع المسجد فى حي الأمام الشافعي، وأنشئ المسجد تعظيمًا للإمام الشافعي،  بنى المسجد السلطان الكامل الأيوبي سنة 1211 ميلاديا، وله قبة كبيرة من أجمل قباب مصر، وهى خشبية ومكسوة بالرصاص، 

و فوق قبر الإمام الشافعي مؤسس المذهب الشافعي، ولم يبق منه دلوقتى إلا الضريح الخشبى المحفور ذو الرسوم الرائعة، ويعد هذا  الضريح المغطى بقبة خشبيه مزدوجه من أعظم مباني العصور الوسطى و أجملها زخرفه، وقامت شركة المقاولون العرب بترميم وتطوير مسجد الإمام الشافعي تحت إشراف وزارتي الأوقاف والآثار.

وللجامع واجهات من الحجر، وتميزت أعتاب الشبابك بكتابات كوفية، كما احتوى الجامع على مئذنة تشبه المآذن المملوكية وله منبر من الخشب المطعم بالعاج والآبنوس.