قال الدكتور ياسر عبدالهادي، بمعمل أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إنَّ الكرة الأرضية ستشهد يوم الإثنين المقبل، في الساعة السادسة و53 دقيقة و11 ثانية صباحا أول خسوف للقمر في عام 2024 وهو من النوع "شبه ظلي"، لكنه لن يُرَ في مصر والمنطقة العربية، ويتفق توقيت وسطه مع توقيت بدر شهر رمضان للعام الهجري الحالي 1445.
وأوضح عبدالهادي، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة، أنه في هذا الخسوف سيغطي شبه ظل الأرض 6ر95% تقريبا من قرص القمر، وستكون ذروته في الساعة التاسعة و13 دقيقة و59 ثانية صباحا، وينتهي في الساعة 11 و32 دقيقة و18 ثانية صباحا، حيث تستغرق جميع مراحله منذ بدايته وحتى نهايته مدة قدرها 4 ساعات و39 دقيقة تقريبا.
وأكد أن هذا الخسوف لا يمكن رؤيته بالعين المجردة ويمكن رؤيته من خلال التليسكوبات في المناطق التي يظهر فيها القمر عند حدوث الخسوف ومنها جزء كبير من قارة أوروبا، وشمال/شرق قارة آسيا، وجزء كبير من أستراليا، وأمريكا الشمالية والجنوبية، وجزء كبير من قارة إفريقيا، والمحيط الأطلسي -المحيط الهادي، والقارتين القطبية الشمالية والجنوبية.
ونوه إلى أن خسوف القمر شبه ظلي يحدث عندما يمر القمر عبر شبه ظل الأرض، حيث يصبح القمر أغمق قليلا فقط ولا يظلم تماما أو يميل لونه إلى الإحمرار مثل الخسوف الكلي.
وأوضح أنه يمكن الاستفادة من ظاهرتي الكسوف الشمسي والخسوف القمري للتأكد من بدايات ونهايات الأشهر القمرية أو الهجرية، حيث إن الظواهر تعكس بوضوح حركة القمر حول الأرض وحركة الأرض حول الشمس.
من جانبه، قال أستاذ الفلك بالمعهد، الدكتور أشرف تادرس، إن خسوف القمر لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر بدرا، أي عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر ليسقط ظل الأرض على القمر.
وأضاف أنه تأكيدا لذلك فإن (بدر شهر رمضان) سيكتمل في ذات اليوم الإثنين المقبل، في الساعة التاسعة ودقيقة واحدة صباحا وتبلغ نسبة لمعانه 100%، ويشرق القمر في ذلك اليوم بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي.
وأشار إلى أن بدر رمضان سيبدأ في التناقص تدريجيا بعد ذلك إلى أن يصل تربيعه الآخر يوم الثلاثاء الموافق 2 أبريل المقبل في الساعة الخامسة و16 دقيقة صباحا.
وأوضح أن للقمر 3 أوجه يمر بها بعد ميلاد الهلال وهي "التربيع الأول وفيه تكون نسبة الجزء المضاء من القمر 50%، وهو ما يعني وصول الشهر الهجري لنهاية أسبوعه الأول، ثم يكتمل القمر بدرا في منتصف الشهر الهجري، والتربيع الأخير وفيه يتناقص البدر تدريجيا ليشغل الجزء المضاء منه نصفه فقط".
ونوه الى أن بدر شهر مارس يُعرَف عند القبائل الأمريكية بعدة أسماء أشهرها "القمر الدودي" حيث يكثر ظهور ديدان الأرض في هذا الوقت من العام، مؤكدا أن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.