السبت 27 ابريل 2024

علماء ومفكرون في الإسلام.. «العباس القلقشندي» (30:15)

أبو العباس القلقشندي

ثقافة25-3-2024 | 14:55

بيمن خليل

ظهر في تاريخ الحضارة الإسلامية العديد من العلماء المسلمين البارزين الذين قدّموا إسهامات هامة في مختلف المجالات المعرفية، مثل: العلوم التطبيقية والدينية واللغوية والفلسفية والطبية والاجتماعية، فقام هؤلاء العلماء بتأسيس مناهج وقواعد علمية راسخة في أشهر العلوم، أفادت البشرية جمعاء إلى يومنا هذا.

وفي سلسلة نُقدّمها خلال أيام شهر رمضان المبارك، سنتعرّف كل يوم على أحد هؤلاء العلماء المسلمين البارزين، ونستعرض إسهاماتهم على مرّ التاريخ في ميادين المعرفة المختلفة.

وسنقدم في الحلقة هذه من هذه السلسلة التعريف بأشهر وأبرز علماء اللغة العربية والأدب، وما قدّموه من آثار جليلة غنّت هذا الفنّ.

 

أبو العباس القَلْقَشَنْدِيّ

يعد أبو العباس القَلْقَشَنْدِيّ من أشهر المؤرخين، كما أنه أديب، ومؤلف كتاب "صبح الأعشى"، وبارع في الأدب والفقه الشافعي وفي البلاغة والإنشاء.

ولد أبو العباس في قرية قلقشندة بمحافظة القليوبية مصر سنة (756هـ/ 1355م)،  ودرس في القاهرة والإسكندرية، وذاع صيته في مواهبه العلمية مما لفت إليه أنظار رجال البلاط المملوكي، فالتحق بديوان الإنشاء في عهد السلطان الظاهر برقوق سنة (791هـ)، واستمر فيه حتى نهاية عهد برقوق، أي حوالي عام (801هـ)، كما تشير بعض المصادر إلى أنه تولى منصب نائب الحاكم لمدة سنتين.

في بداية القرن التاسع الهجري خطرت للقلقشندي فكرة وضع موسوعته الضخمة صبح الأعشى في صناعة الإنشا، الذي بدأ في تأليفه سنة (805هـ)، وفرغ منه في شوال سنة (814هـ).

وكتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا هو كتاب يتكون من 14 جزء، ويعتبر الكتاب موسوعة شاملة لجميع العلوم الشرعية والأدبية والجغرافية والتاريخية.

ومن مؤلفاته الأخرى: "مآثر الإنافة في معرفة الخلافة"، و"نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب"، و"قلائد الجمان في معرفة عرب الزمان، وهذان الكتابان في الأنسابط، وله مختصر لصبح الأعشى عنوانه (ضوء الصبح المسفر، وجنى الدوح المثمر)  وله في الفقه الشافعي: "الغيوث الهوامع في شرح جامع المختصرات ومختصرات الجوامع".

وقضى القلقشندي أيامه الأخيرة في عزلة عن المناصب العامة، بيد أنه ظل محتفظاً بمكانة رفيعة في البلاط المملوكي. حتى توفي في في مصر سنة (821هـ، 1418م) وله من العمر خمس وستين سنة.

Dr.Randa
Dr.Radwa