السبت 27 ابريل 2024

حكايات «كليلة ودمنة».. قصة «الأسد والخنزير» (16ــ30)

كليلة ودمنة

ثقافة26-3-2024 | 14:21

أروى أحمد

«كليلة ودمنة» هو من أشهر الكتب بالعالم التي تقدم عالما كبيرا من  الحكايات والكتاب يضم  مجموعة من القصص المتنوعة، التي ترجمها عبد الله بن المقفع من الفارسية إلى اللغة العربية في العصر العباسي وتحديدا في القرن الثاني الهجري، وكتبه بأسلوبه الأدبي، وقد أجمع عدد كبير من الباحثين على أن الكتاب يعود للتراث الهندي، وتمت ترجمته في البداية إلى اللغة الفارسية ثم إلى اللغة العربية، وسبب نشأته جاءت من رغبة ملك هندي يدعى دبشليم بتعلم خلاصة الحكم بأسلوب مسلي فطلب من حكيمه بيدبا أن يؤلف له هذا الكتاب.

وكان للنسخة العربية من «كليلة ودمنة»  دورًا رئيسيًا ومهما في انتشاره ونقله إلى لغات العالم، ويصنفه النقاد العرب القدامى في الطبقة الأولى من کتب العرب، ويرون أنه أحد الكتب الأربعة المميزة إلى جانب كتب أخرى، وهو يحتوي على خمسة فصول تضم خمسة عشر بابًا رئيسيًا يتناول قصص تراثية للإنسان على لسان الحيوانات.

وتقدم  بوابة «دار الهلال» لقرائها طوال شهر رمضان المبارك 1445 هجريا، من كتاب «كليلة ودمنة» كل يوم قصة،  وسنستكمل سلسلة الحكايات بقصة اليوم والتي بعنوان  «الأسد والخنزير».

وجاء بالقصة: زعموا أن  أسداً لقيَ خنزيراً، فقال له الخنزير: قاتلني، فقال الأسد: إنّما أنتَ خنزير ولستَ بكفء لي ولا بنظير، ومتى فعلتُ الذي تدعوني إليه، وقتلتك. قيل: قتل الأسدُ خنزيراً وليس هذا محطّ فخر، وإن نالني منكَ شيءٌ كان ذلك سُبّةً عليَّ. فقال له الخنزير: إن أنتَ لم تفعل رجعتُ إلى السّباع، وأعلمتهم أنّك جبنتَ عن قتالي، فقال الأسد: احتمالي كذبكَ أيسر عليّ من تلطيخ شاربي بدمكَ.

والمغزي من الحكاية هنا، أن بعضهم لا يستحقّون شرف أن تعاديهم حتى، وهناك معارك، الطريقة الوحيدة لكسبها هي عدم خوضها منذ البداية، ونزال الخسيس بأسلوبه ومبدأه تساوي معه في خسته، فاحترم قدرك وعلي شأنك دائما.

Dr.Randa
Dr.Radwa