السبت 27 ابريل 2024

علماء ومفكرون في الإسلام | «الفرزدق» (30-18)

الفرزدق

ثقافة28-3-2024 | 14:58

بيمن خليل

ظهر في تاريخ الحضارة الإسلامية العديد من العلماء المسلمين البارزين الذين قدّموا إسهامات هامة في مختلف المجالات المعرفية، مثل: العلوم التطبيقية والدينية واللغوية والفلسفية والطبية والاجتماعية، فقام هؤلاء العلماء بتأسيس مناهج وقواعد علمية راسخة في أشهر العلوم، أفادت البشرية جمعاء إلى يومنا هذا.

وفي سلسلة نُقدّمها خلال أيام شهر رمضان المبارك، سنتعرّف كل يوم على أحد هؤلاء العلماء المسلمين البارزين، ونستعرض إسهاماتهم على مرّ التاريخ في ميادين المعرفة المختلفة.

وسنبدأ في الحلقة هذه  من السلسلة بالتعريف بأشهر وأبرز علماء اللغة العربية والأدب، وما قدّموه من آثار جليلة غنّت هذا الفنّ.

 

الفرزدق

همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي الشهير بـ "الفرزدق" (38 هـ / 641م - 110 هـ / 732م) هو شاعر عربي من شعراء العصر الأموي من أهل البصرة، اشتهر بشعر المدح والفخرُ وَشعرُ الهجاء. وكنيته أبو فراس وأطلق عليه "الفرزدق" لضخامة وتجهم وجهه، ومعناها الرغيف.

نظم "الفرزدق" في معظم فنون الشعر التي كانت معروفة حينها في عصره وكان يكثر في شعره الفخر يليه في ذلك الهجاء ثم المديح، قام بـ مدح الخلفاء الأمويين بالشام، ولكنه لم يدم عندهم لمناصرته لآل البيت.

وكان "الفرزدق" معاصرًا للشعراء الأخطل وجرير، وكانت بينهما صداقة حميمة، إلا أن النقائض بينهما أوهمت البعض أن بينهم تحاسدًا وكرها، وانشعب الناس في أمرهما شعبتين لكل شاعر منهما فريق.

ويتميز شعر الفرزدق  بقوة الأسلوب والجودة الشعرية وقد أدخل في الشعر العربي الكثير من الألفاظ الغريبة وبرع في:(المدح والفخر والهجاء والوصف) ويقول أهل اللغة عنه: "لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث العربية"

ومن أشهر قصائده في الهجاء وفي الفخر بنفسه عندما يخاطبُ الشاعرَ جرير:

 

إِنَّ الَّذي سَمَكَ السَماءَ بَنى لَنا .. بَيتاً دَعائِمُهُ أَعَزُّ وَأَطوَلُ

بَيتاً بَناهُ لَنا المَليكُ وَما بَنى.. حَكَمُ السَماءُ فَإِنَّهُ لا يُنقَلُ

بَيتاً زُرارَةُ مُحتَبٍ بِفِنائِهِ .. وَمُجاشِعٌ وَأَبو الفَوارِسِ نَهشَلُ

يَلِجونَ بَيتَ مُجاشِعٍ وَإِذا اِحتَبوا .. بَرَزوا كَأَنَّهُمُ الجِبالُ المُثَّلُ

لا يَحتَبي بِفِناءِ بَيتِكَ مِثلُهُم .. أَبَداً إِذا عُدَّ الفَعالُ الأَفضَلُ

Dr.Randa
Dr.Radwa