تميز العصر الإسلامي بغزارة عمائره الدينية، والتي أساسها بيوت الله المساجد، والجوامع، وسُمّيت المساجد بهذا الاسم باعتبارها مكان للسجود، والمكان الذي أعد للصلاة فيه على الدوام، ويطلق على المسجد هذه التسمية إذا كان صغير الحجم، وهو مكان مهيئ للصلوات الخمس، أمّا إذا كان كبير الحجم فيُسمى جامعًا، لأنه علامة لاجتماع عدد كبير من الناس للصلاة فيه وكذلك لإقامة صلاة الجمعة فيه أيضا، ويُقال لكل جامع مسجد، وليس كل مسجد جامع.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، مساجد وجوامع تاريخية، وسنلقي الضوء على الجوامع التاريخية  في مصر بشكل عام ومدينة القاهرة التي عرفت بمدينة الألف مأذنة بشكل خاص، ونستكمل في اليوم التاسع عشر من رمضان 1445 هـ،  في جولة مع  جامع الصالح طلائع.

يعد جامع الصالح طلائع من أحد الجوامع التاريخية الأثرية المهمة في القاهرة، وهو يقع في ميدان بوابة المتولي  بباب زويلة بقسم الدرب الأحمر بمحافظة القاهرة، كما أنه آخر الجوامع التي بنيت في العصر الفاطمي، فبعد بنائه بأحد عشرة سنة سقطت الدولة الفاطمية.

بعدما تم الفراغ من بناء مسجد الصالح طلائع عام 555 هـ، إلا أنه لم يصبح مسجداً جامعًا إلا بعد بنائه بحوالي مائة سنة حينما أقيمت أول صلاة للجمعة فيه  أيام السلطان المملوكي عز الدين أيبك 1250 1257م.  

يطلق عليه أيضًا اسم «المسجد المعلق» حيث يقع أعلى من مستوى الشارع، ويعتبر أحدث مسجد فاطمي في القاهرة.

ويتكون تخطيط المسجد من مستطيل يتوسطه صحن مكشوف مساحته 454.54م2 به صهريج أرضي كان يُملأ وقت الفيضان من الخليج،  ويحيط بالصحن أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة الذي يتكون من ثلاث بائكات، والأروقة الثلاثة الأخرى يتكون كل منها من بائكة واحدة فقط والأروقة ذات عقود محمولة على أعمدة من الرخام ويعلو كل عقد شباك صغير مفرغ بزخارف نباتية، كما أن للجامع ثلاثة مداخل محوريّة.

كما يضم الجامع نقوشًا قرآنية بالخط الكوفي على الجدران والأعمدة، وأسفله كانت توجد متاجر تدفع المتطلبات المالية للمسجد، ولقد تم تزيين جدار القبلة المواجهة  بنوافذ زجاجية مزخرفة رائعة الجمال.