يتعلق بالصوم في رمضان، جملة من الأركان الواجب توافرها لتمام صحة الصوم، وفي حال سقوط أي من هذه الأركان لأي حال من الأحوال يترتب إما قضاء الصوم أو الكفارة إلى جانب القضاء.
وفي غضون شهر رمضان المبارك، تنشر بوابة -دار الهلال- جملة من الأحكام الشرعية التي قد يتساءل عنها كل صائم، ومنها:
هل يجوز الإفطار لأصحاب الأعمال الشاقة؟
وعن ذلك يقول الفقهاء: وأما الأصحاء، الذين يقدرون على الصوم، إلا أن أعمالهم شاقة وقاسية، كالذين يعملون في الطرقات في شدة الحر، أو الذين يمعلون في المناجم...، فأولئك لايجوز لهم الفطر بحال، لأن الله أناط الفطر بالسفر أو المرض، ولم ينطه بالمشقة.
فيجب عليهم أن ينووا الصيام، وأن يشرعوا فيه، فإذا وصلوا أثناء العمل لدرجة من الجهد والمشقة والإعياء خافوا معها الهلاك، فإنهم يجوز لهم في هذه الحالة أن يفطروا، لقوله:{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ}.
وبعد ذلك يجب عليهم القضاء حينما يتمكنون منه.
وهذا كله إذا كان العامل يحتاج لمثل هذه الأعمال في رمضان، فأما إذ استغنى بغيره من الأعمال أو مطلقا، فإنه يجب عليه أن يترك هذا العمل وأن يصوم.
هل يجوز الإفطار لمن مرض أثناء الصيام؟
وإذا أصبح الصيح المعافى صائما، ثم طرأ عليه المرض أثناء الصيام، فإنه يجوز له الفطر؛ لقيام حالة الضرورة، والعذر المبيح للفطر.
ما الذي يترب على من جامع زوجته في يومين مختلفين؟
ونصت كتب الفقه، أنه إذا جامع الإنسان في يومين، فإنه يجب عليه عن كل يوم كفارة، لأن كل يوم عبادة مستقلة هن اليوم الآخر، وذلك مذهب "جمهور" الفقهاء.
وذلك بخلاف ما لو كرر الجماع في يوم واحد، فإنه لاتلزمه إلا كفارة واحدة على ما ذهب إليه أبو حنفية، ومالك والشافعي، لأنه في المرة الثانية لم يكن صائما، وإنما كان مفطرا.
وكفارة الجماع هي كفارة على الترتيب، أول ما فيها عتق رقبة، وهو محال في زماننا هذا؛ حيث انتهى الرقى، فينتقل بعد ذلك إلى صوم شهرين متتابعين، فإن عجز عن ذلك فليطعم ستين مسكينا، وهذه الكفارة على هذا الترتيب لا ينتقل من خطوة منها إلى الخطوة التي تليها إلا عند العجز عن السابقة، وبهذا الترتيب قال جمهور أهل العلم.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت، قال: وما شأنك، قال: وقعت على امرأتي في رمضان، فقال: هل تجد ما تعتق رقبة. قال: لا، قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين، قال: لا، قال: فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكيناً، قال: لا أجد، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر، فقال: خذ هذا فتصدق به، فقال: أعلى أفقر منا؟ ما بين لابتيها أفقر منا، ثم قال: خذه فأطعمه أهلك.
وإلى جانب الكفارة، يحب قضاء اليوم الذي أفسده بالجماع، ففي السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المجامع في نهار رمضان أن يقضي يوماً مكانه، وذلك مذهب الجمهور.