الثلاثاء 30 ابريل 2024

فلاسفة الإسلام| «الرازي» عالم الطب و الكيمياء (19_30)

أبو بكر الرازي

ثقافة30-3-2024 | 22:48

إسلام علي

تعد الفلسفة الإسلامية من أرقى أنواع العلوم الإنسانية، حيث تعتبر بوابة لفهم حقائق غير ظاهرة في مختلف الميادين العلمية، ويعتبر الفلاسفة المسلمون «الفلسفة» هي العلم الذي تميز به الأنبياء للوصول إلى مرحلة اليقين في المعرفة الإلهية  وقام علماء الفلسفة المسلمين بتوظيف قوانين الفلسفة في استكشاف حقائق الأمور في جميع ميادين المعرفة.

 

ونقدم  خلال  30 يومًا من شهر رمضان 1445 هجرية، سنعرض إسهامات هؤلاء الفلاسفة في ميدان الفلسفة وتوضيح كيفية ربطها بالعلوم الأخرى، في رحلة مع أبرز علماء الفلسفة في  تاريخ الحضارة الإسلامية.

 

أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي الشهير ب "الرازي"،  كان طبيبا وفيلسوفا ومتخصصا في علم الكيماء، ولد في مدينة " الري" بإيران في عام 251 هجريا .

 

كتب أشهر الكتب الطبية في عصره وهو " الحاوي في الطب"، فضلا عن كتابه " الطب الروحاني" الذي تحدث فيه عن تأثير النفس والروح في صحة الإنسان.

 

وعن الجانب الفلسفي، فكان اعتماد الرازي علي العقل في معرفة الحقائق عن العالم المحيط به، فرفض بدوره نظرية “المعرفة بالفطرة” وأكد أن المعرفة لا تأتي إلا عن طريق التجربة والملاحظة. وهذا لا ينفي المعارف التي نولد بها بل أكد أن الإنسان يولد ومعه العديد من المباديء الأساسية مثل معرفة التمييز بين الخير والشر.

 

وعد الحواس الخمسة مثل الأبواب التي من دونها لا يمكننا الوصول إلي المعرفة، ومن ثم تنتقل المعارف أو المدخلات تلك بدورها إلي العقل الإنساني وهو البوابة لتقييم الأشياء من الناحية العقلية،

 

واعتبر الرازي أن الإنسان عليه أن يشك بعقله في كل ما حوله لكي يصل من خلال الشك إلي المعارف اليقينية.

 

وعلي الجانب الديني، أيد الرازي التأويل في النصوص الدينية وعله ذلك أنها  يمكن فهمها علي أكثر من وجه، وعلي المسلم أن يقبل ما يوجد في الدين بما يتفق مع العقل وينكر  الأشياء اللامعقول. فكان ينتقد النظريات والتفسيرات التي لا تتفق مع العلم والعقل.

 

وفي ذات السياق، كان يرفض التقليد الأعمى ويؤيد الفكر الحر  بقوله: "لا ينبغي للإنسان أن يتبع تقليد آبائه وأجداده في الدين، بل يجب عليه أن يفكر بنفسه".

 

وعن نظرياته الفلسفية، فكانت نظرية العقول العشرة أحدي نظرياته التي انهالت عليها الكثير من الانتقادات الدينية، إذ أن مفادها أن الله خلق عشرة عقول وكل عقل منهم بدوره يتحكم في فلك من الأفلاك التسعة التي خلقها الله في هذا الكون الواسع، وكان العقل العاشر منهم هو العقل الفعال وهو أولي العقول المخلوقة التي خلقها الله وهي التي فاضت بكل العقول التسعة الأخرى التي بدورها خلقت كل فلك من الأفلاك وما به من عوالم ونجوم.

 

وبالقياس كان العقل هو أهم جزء في الإنسان فهو قادر علي خلق كل شيء في حياته.

 

وعن نظريته الثانية٫ فكانت نظرية النبوة التي انقسمت إلى ثلاث مراحل رئيسية. النبوة العامة، التي تشمل جميع البشر، والنبوة الخاصة، التي تخص الرسل والأنبياء، والنبوة التشريعية، التي تتعلق بالأنبياء الذين جاءوا بالتشريعات الجديدة.

 

تعتبر النبوة بشكل عام أمراً ضرورياً لحياة البشر، حيث يختار الله من بين عباده أفراداً محددين لتحقيق هذه المهمة. يتميز هؤلاء الأفراد بأنهم معصومون من الخطأ والمعاصي، مما يمكنهم من استخدام العقل والوحي والإلهام الذي يمكنهم من استلام الأوامر الربانية من مستويات ومقامات عليا.

 

توفي أبو بكر الرازي في 313 هجريا في مدينة بغداد.

Dr.Randa
Dr.Radwa