الإثنين 29 ابريل 2024

فلاسفة الإسلام| «السرخسي».. التأويل الروحي للقرآن والطرق الصوفية

بن الطيب السرخسي

ثقافة3-4-2024 | 19:00

إسلام علي

تعد الفلسفة الإسلامية من أرقى أنواع العلوم الإنسانية، حيث تعتبر بوابة لفهم حقائق غير ظاهرة في مختلف الميادين العلمية، ويعتبر الفلاسفة المسلمون «الفلسفة» هي العلم الذي تميز به الأنبياء للوصول إلى مرحلة اليقين في المعرفة الإلهية  وقام علماء الفلسفة المسلمين بتوظيف قوانين الفلسفة في استكشاف حقائق الأمور في جميع ميادين المعرفة.

 

 

و خلال  30 يومًا من شهر رمضان 1445 هجرية، سنعرض إسهامات هؤلاء الفلاسفة في ميدان الفلسفة وتوضيح كيفية ربطها بالعلوم الأخرى، في رحلة مع أبرز علماء الفلسفة في  تاريخ الحضارة الإسلامية.

 أحمد بن الطيب السرخسي

 

 يعد "السرخسي"  من أهم فلاسفة العصر العباسي ،  واسمه أحمد بن الطيب السرخسي، ولد في مدينة سرخس  في إيران  من عام 221 هجريا،  وعرف بكثره علمه في الفلسفة والجغرافيا والصيدلة بالإضافة إلى علم النبات.

واشتهر "السرخسي"   في العصر العباسي، ترجمة العلوم اليونانية وخاصة أعمال الفلاسفة مثل أرسطو وأفلاطون، وكتب في السياسة والموسيقي والفضائل الدينية، وأسرد  في نظرياته الفلسفية عن النفس والمعرفة والعقل.

 

تحدث  "السرخسي" عن النفس، بقوله أنها لست مادية جسدية بل هي جوهر روحي، وهي التي تحاسب بعد موت الإنسان لا الجسد فتحاسب علي ما فعلته من خير أو شر في حياتها الدنيا.

 

 وقسم  النفس إلي ثلاثة أقسام وهي النفس العاقلة وهي أرقي درجات النفس وهي تدرك المعارف من حولها بشكل كلي وهي خاصة بالحكماء فقط دون غيرهم، وعلي العكس من ذلك فالنفس الوهمية تدرك الأمور المحسوسة أي بشكل جزئي وهي خاصة بالعوام من الناس، ثم النفس الشهوانية في أدني المراتب.

 

وطور "السرخسي"  نظرية الأخلاق في العصور الوسطى، فربط الأخلاق بالتصوف فجعل الإنسان كلما تقدم علي الطريق الروحي والديني كلما وصل ألى أعلى المقامات، بالإضافة إلى تشديده أن على الإنسان أن يسعي إلي الوصول إلى الفضائل وهي غايته لتحقيق السعادة.

وبرع " السرخسي" في الكتابة السياسية، فألف العديد من الكتب في ذلك المجال  وكان من أهم مضمونها: أن يكون الحاكم عادلا من ناحية حكمه و توزيعه للثروات بين مختلف الطبقات، أكد علي ضرورة أن لا تتركز السلطة في يد الحاكم بمفرده فيتسرب الفساد إلى كافة انحاء الدولة.

 

وفي مجال المعرفة، فأكد  "السرخسي" على ضرورة تجاوز المعرفة الحسية و إعمال العقل في كافة الأمور الحياتية لأن من وظيفة العقل هو التأمل والتوصل إلى ما وراء المعاني التي يفتقدها الكثير من العوام.

 

وأعتبر أن المعارف الحقيقة لا تأتي إلا عن طريق ثلاث وهي الحواس والعقل ثم النقل. واقتصر " النقل" لديه على الوحي والشهادة والنبوة وليس النقل من المعارف التقليدية.

كانت النظريات الدينية  محل جدال بسبب تأكيد السرخسي  عللا ضرورة البحث في ماوراء المعني والتأويل الروحي للآيات القرآن

 

و أيد " السرخسي" الطرق الصوفية وعدها وحدها الطريق الأولى والأخير للقرب من الله والوصول إلى المعارف الحقيقية. ومن أهم نظرياته في الإطار الديني هي: المركزية الإلهية وعد الله هو مركز الكون والعبادة وأن الغاية الاسمي هي التقرب إليه لا إلى العوالم المادي وشهواته الحسية.

 

وأثار " السرخسي" الجدل في حياته بسبب اراء الفلسفية ،وانتقد بعضا من  كبار الدولة وأصحاب الفتوحات.

 

توفي السرخسي عام 286 هجريًا في مدينة سرخس بإيران .

 

Dr.Randa
Dr.Radwa