الجمعة 3 مايو 2024

المقاهي بين التاريخ والأثر.. «مالاكوف» أقدم مقاهي الجزائر (23-30)

مقهى مالاكوف

ثقافة2-4-2024 | 11:14

بيمن خليل

يُعدّ المقهى جزءًا مهمًا من تاريخ مصر الحديث، فهو أكثر من مجرد مكان لقضاء أوقات الفراغ كما يُظن، تزخر مصر بالعديد من المقاهي العريقة ذات التأثير التاريخي البارز، التي شهدت نهضة فكرية وثقافية هامة على مر العصور، مما أسهم في تغيير مجرى التاريخ، فقد احتضنت المقاهي شرائح مجتمعية متعددة تحت سقف واحد، واكتسبت شهرتها من كبار الشخصيات المؤثرة في ميادين مختلفة سياسية وفنية وأدبية.

يعتبر مقهى "مالاكوف" في العاصمة الجزائرية من أقدم المقاهي الشعبية هناك، حيث يحتفظ هذا المقهى بتاريخ يقارب قرن من الزمن، شاهد عليه وعلى أحداثه وأبرزها، وبرغم بساطته على أنه يشعرك بحالة جميلة تشتم فيها رائحة التاريخ، وكأنك عدت بآلة الزمن إلى أزمنة لم تعيشها.

يقع المقهى أسفل فندق وأروقة تحمل نفس الاسم، نسبة إلى "إيمابل جان جاك بليسييه أول"، دوق مالاكوف (1794-1864) الذي كان مارشال فرنسا والحاكم العام للجزائر في الفترة ما بين 1860 و 1864.

وشهد المقهى حرب التحرير الجزائرية (1954-1962)، حيث كان يلتقي فيه المجاهدون بعيدًا عن أعين السلطات العسكرية الفرنسية، كما شكّل ما يُشبه المتحف الصغير بما ضمّه من صور نادرة لأهمّ الفنانين والموسيقيين الجزائريين.

وفي الأربعينيات من القرن الماضي، قام الفنان الحاج امحمد العنقى بشراء المقهى من مالكه الحاج مريزق، ومنحه بُعداً شعبياً من خلال الحفلات التي كان يُحييها بشكل شبه يومي، وكانت تلك الفترة بمثابة العصر الذهبي لمقهى مالاكوف، حيث صار قبلةً لهواة الموسيقى الشعبية، ومدرسة للشباب الذين يقصدونه لتعلُّم هذه الموسيقى من شيوخها وأساتذتها الكبار.

يتزين المقهى الآن بصور لأشهر عمالقة الفنّ الشعبي في الجزائر، فمقهى مالاكوف عبارة عن متحف صغير بالنظر إلى الصورة النادرة التي يحتفظ بها، ويتم الاستعانة داخله بإحدى الفرق الموسيقية لإنعاش المقهى، وتنشيط سهرات شهر رمضان.

Dr.Randa
Dr.Radwa