السبت 23 نوفمبر 2024

تحقيقات

الجهود المصرية في معالجة الأزمة السودانية والفلسطينية.. ترجمة حصول الرئيس السيسي على جائزة «بطل السلام»

  • 2-4-2024 | 22:45

الرئيس عبد الفتاح السيسي

طباعة
  • محمود غانم

حصل الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، على جائزة برلمان البحر الأبيض المتوسط للبحر الأبيض المتوسط 2024، بعنوان "بطل السلام".

تأتي الجائزة ترجمة للدور المحوري الذي تقوم به مصر اتجاه الأزمات التي تتعايش بها المنطقة على وجه الخصوص أزمتي السودان وغزة.

 مصر والأزمة السودانية

فمع اندلاع الأزمة السودانية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، عملت مصر جاهدة على احتواء الأزمة، حيث أكدت حرصها على وحدة السودان وأمنه وسلامة أراضيه واستقرار شعبه، وأهمية التوصل إلى تسوية دائمة وشاملة للنزاع في أسرع وقت.

وحذرت مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، من خطورة التداعيات السلبية لتلك الأزمة على استقرار السودان، الذي يمر بلحظة تاريخية دقيقة، تستدعي أقصى درجات الحكمة وضبط النفس، إذ طالبت بتغليب لغة الحوار والتوافق الوطني، وإعلاء المصالح العليا للشعب السوداني.

فور اندلاع الأزمة في السودان، بادرت مصر باستقبال مئات الآلاف من الأشقاء السودانيين الذين انضموا إلى ما يقرب من خمسة ملايين مواطن سوداني يعيشون فوق الأراضي المصرية منذ سنين عدة.

أيضاً، قدمت الحكومة المصرية، مساعدات إغاثية عاجلة تضمنت مواد غذائية وإعاشية، ومستلزمات طبية للأشقاء السودانيين المتضررين من النزاع داخل الأراضي السودانية.

من جهة أخرى، عملت مصر، على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية، المقدمة من الدول المانحة للسودان عبر الأراضي المصرية وذلك بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية.

وفي السياق، احتضنت مصر قمة دول جوار السودان في يوليو 2023، بهدف بحث سبل إنهاء الصراع الجاري، وتحقيق تسوية سلمية وفاعلة للأزمة في السودان، من خلال التنسيق بين دول الجوار والمسارات الإقليمية والدولية الأخرى، بما يحافظ على وحدة الدولة السودانية ومقدراتها.

خلال القمة طالبت مصر، جميع أطراف المجتمع الدولي، بالوفاء بتعهداتها التي تم الإعلان عنها، في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان، الذى عقد قبيل القمة، من خلال دعم دول جوار السودان الأكثر تضرراً، من التبعات السلبية للأزمة بما يعزز قدرتها على الصمود ويرفع المعاناة، عن كاهل الفارين من النزاع إلى دول الجوار.

كما طالبت الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد، والبدء دون إبطاء، في مفاوضات جادة تهدف للتوصل لوقف فورى ومستدام، لإطلاق النار.

شهدت القمة حضور رؤساء دول وحكومات جمهورية أفريقيا الوسطي، وتشاد، وإريتريا، وإثيوبيا، وليبيا، وجنوب السودان، إلى جانب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وأمين عام جامعة الدول العربية.

كما احتضنت مصر، مؤتمر "القضايا الإنسانية في السودان 2023" بحضور أكثر من 400 مشارك يمثلون قطاعاً كبيراً من منظمات المجتمع المدني السوداني.

خرج المؤتمر بتوصيات متنوعة شملت مجالات الإغاثة، والأمن الغذائي، والتصدي للانتهاكات الجنسية، بالإضافة إلى المطالبة بتوفير ممرات آمنة للمنظمات الدولية والحقوقية، التي تعمل وسط الصراع الدائر.

وفي هذا الصدد تواصلت الجهود المصرية حتى وقت قريب، ففي فبراير الماضي، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني.

 وأكد السيسي خلال لقائه بالبرهان، مواصلة مصر تقديم الدعم الكامل لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي بالسودان، كذلك دعم وحدة الصف السوداني وتسوية النزاع القائم.

كما أكد استمرار مصر في الاضطلاع بدورها في تخفيف الآثار الإنسانية للنزاع على الشعب السوداني.

في المقابل، أعرب البرهان عن تقديره للمساندة المصرية للحفاظ على سلامة وأمن واستقرار السودان.

تبع ذلك زيارة من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) إلى القاهرة، برئاسة رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، إلى القاهرة تتضمنت لقاءات مع من قيادات الدولة المصرية.

وبحسب بيان التنسيقية بخصوص الزيارة، فإن القيادة المصرية أكدت متابعتها عن كثب لتطورات الأزمة السودانية وحرصها على بذل كافة الجهود للمساعدة على الوصول لحل سلمي تفاوضي، من خلال العمل على تقريب وجهات النظر بين أهل السودان بما يحقق السلام المستدام بأعجل ما تيسر.

من جهته، قدم وفد "تقدم" عميق الشكر لمصر قيادة وشعباً لاستضافتها الكريمة للسودانيين الذين لجأوا عقب اندلاع الأزمة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وطرح الوفد القضايا التي تواجههم في الاقامة وسبل العيش وقضايا العلاج والتعليم والتنقل، ووعدت القيادة المصرية بمعالجة هذه القضايا على الصورة الأمثل.

مصر وغزة

مع شن إسرائيل حربها الغاشمة على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر الماضي، بذلت الدولة المصرية كل الجهود من جميع الأصعدة في محاولة منها لاحتواء التصعيد والوصول إلى وقف إطلاق النار، إضافة إلى التحذير من محاولات تهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية.

وفي هذا الإطار، عقدت مصر اتصالات مع عدد من قادة العالم، أكدت فيها على ضرورة استمرار تدفق المساعدات إلى قطاع غزة من مواد طبية وإنسانية لمساعدة 2.3 مليون فلسطيني موجودين في القطاع، وطالبت مصر العالم بتحمل مسؤولياته تجاه الصراع، والتحرك من أجل احتواء التطورات والتي قد لا يمكن السيطرة عليها في المنطقة.

ونددت مصر بقتل واستهداف المدنيين العزل، في ظل صمت دولياً على تعرض 2.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة لشتى أنواع العقاب الجماعي وفرض الحصار والتجويع والضغوط العنيفة في ممارسات نبذها العالم المتحضر.

ومع الإنهيار التام للمنظومة الصحية في غزة، جراء جرائم الإحتلال المتكررة بحق المرافق الصحية، إضافة إلى قطع إمدادات الغاز والوقود والكهرباء عن القطاع، جرى تنسيق فلسطيني مصري لإستقبال جرحى القطاع لعلاجهم في المستشفيات المصرية.

وفي هذا السياق، نقول أن الهدنة الوحيدة التي شهدها قطاع غزة، في أواخر نوفمبر الماضي بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال، جاءت نتيجة جهود مصرية قطرية حثيثة، وهي التي مكنت من إطلاق سراح 80 من الرهائن الإسرائيليين مقابل 240 من المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وفي ديسمبر الماضي، قدمت مصر مقترحاً في محاولة لتقريب وجهات النظر بين كل الأطراف المعنية، سعياً وراء حقن الدماء الفلسطينية، ووقف العدوان على قطاع غزة، وإعادة السلام والاستقرار للمنطقة، وتمت صياغة هذا الإطار بعد استماع مصر لوجهات نظر كل الأطراف المعنية بهذا الإطار. 

ولأكثر من مرة، استضافت القاهرة مفاوضات التهدئة بين الاحتلال وحركة حماس، بهدف إقرار اتفاق يتضمن وقفاً للقتال وتبادلاً للأسرى ودخولاً منتظماً للمساعدات.

من ناحية أخرى، قامت مصر بـ "إسقاط أطنان" من المساعدات الإغاثية لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذين يواجهون واقعاً كارثياً نتيجة تدهور الأوضاع الإنسانية، لاسيما في الشمال خصوصا مع ما ينتهجه الاحتلال من عرقلة دخول المساعدات.

بطل السلام

وقرر برلمان البحر الأبيض المتوسط، اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، للحصول على جائزة برلمان البحر الابيض المتوسط للبحر الأبيض المتوسط، عام 2024 بعنوان "بطل السلام".

وتُمنح الجائزة كل عام للأفراد والمنظمات الذين لهم مساهمات استثنائية في مختلف المجالات بشكل كبير في تعزيز التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحماية البيئة والثقافة والحوار بين الأديان في المنطقة الأورومتوسطية والخليج، وبالتالي تعزيز السلام والازدهار.

وتم اختيار الرئيس السيسي للفوز بجائزة عام 2024 لجهوده الرائعة التي يقودها لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتسهيل إيصال المساعدات الأساسية للسكان الفلسطينيين وتأمين آثار التحرير، كما لعبت قيادته وتفانيه دوراً مركزياً في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.

وأكد البرلمان، على أن جهود مصر المتواصلة لتقديم المساعدة الإنسانية إلى غزة، والتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار، والدعوة إلى حل الدولتين، تتماشى مع المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها. 

وأضاف، أن التزام الدولة بمنع المزيد من تصعيد الصراعات يؤكد دورها الحاسم في حماية السلام والأمن الدوليين والإقليميين.

وأوضح أنه سيتم الإعلان الرسمي عن فوز الرئيس السيسي بجائزة برلمان البحر الابيض المتوسط خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العامة الثامنة عشرة للمنظمة، المقرر عقده في 15 مايو 2024، في براجا بالبرتغال. 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة