الأربعاء 1 مايو 2024

حكايات «كليلة ودمنة».. قصة «الأسد والوحوش» (25-30)

حكايات كليلة ودمنة

ثقافة4-4-2024 | 13:58

أروى أحمد

«كليلة ودمنة» هو من أشهر الكتب بالعالم التي تقدم عالما كبيرا من  الحكايات والكتاب يضم  مجموعة من القصص المتنوعة، التي ترجمها عبد الله بن المقفع من الفارسية إلى اللغة العربية في العصر العباسي وتحديدا في القرن الثاني الهجري، وكتبه بأسلوبه الأدبي، وقد أجمع عدد كبير من الباحثين على أن الكتاب يعود للتراث الهندي، وتمت ترجمته في البداية إلى اللغة الفارسية ثم إلى اللغة العربية، وسبب نشأته جاءت من رغبة ملك هندي يدعى دبشليم بتعلم خلاصة الحكم بأسلوب مسلي فطلب من حكيمه بيدبا أن يؤلف له هذا الكتاب.    

وكان للنسخة العربية من «كليلة ودمنة»  دورًا رئيسيًا ومهما في انتشاره ونقله إلى لغات العالم، ويصنفه النقاد العرب القدامى في الطبقة الأولى من کتب العرب، ويرون أنه أحد الكتب الأربعة المميزة إلى جانب كتب أخرى، وهو يحتوي على خمسة فصول تضم خمسة عشر بابًا رئيسيًا يتناول قصص تراثية للإنسان على لسان الحيوانات.       

وتقدم  بوابة «دار الهلال» لقرائها طوال شهر رمضان المبارك 1445 هجريا، من كتاب «كليلة ودمنة» كل يوم قصة،  وسنستكمل سلسلة الحكايات بقصة اليوم والتي بعنوان «الأسد والوحوش».  

 وجاء فالقصة: زعموا أن أسداً كان في أرضٍ كثيرة المياه والعشب، وكان في تلك الأرض من الوحوش في سعة المياه والمرعى شيءٌ كثيرٌ، إلا أنه لم يكن ينفعها ذلك لخوفها من الأسد، فاجتمعت وأتت إلى الأسد، فقالت له: إنك لتصيب منا الدابة بعد الجهد والتعب، وقد رأينا لك رأياً فيه صلاح لك وأمنٌ لنا، فإن أنت امنتنا ولم تخفنا، فلك علينا في كل يومٍ دابةٌ نرسل بها إليك في وقت غدائك، فرضي الأسد بذلك، وصالح الوحوش عليه، ووفين له به.

 ثم إن أرنباً أصابتها القرعة، وصارت غداء الأسد؛ فقالت للوحوش: إن أنتن رفقتن بي فيما لا يضركن، رجوت أن أريحكن من الأسد.

فقالت الوحوش: وما الذي تكلفيننا من الأمور؟

 قالت: تأمرن الذي ينطلق بي إلى الأسد أن يمهلني ريثما أبطئ عليه بعض الإبطاء.

 فقلن لها ذلك لك، فانطلقت الأرنب متباطئةً، حتى جاوزت الوقت الذي كان يتغدى فيه الأسد.

 ثم تقدمت إليه وحدها رويداً، وقد جاع، فغضب وقام من مكانه نحوها، فقال لها: من أين أقبلت؟

 قالت: أنا رسول الوحوش إليك: بعثني ومعي أرنبٌ لك، فتبعني أسدٌ في بعض تلك الطريق، فأخذها مني،

وقال: أنا أولى بهذه الأرض وما فيها من الوحش.

 فقلت: إن هذا غداء الملك أرسلني به الوحوش إليه، فلا تغصبنه، فسبك وشتمك. فأقبلت مسرعةً لأخبرك.

 فقال الأسد: انطلقي معي فأريني موضع هذا الأسد، فانطلقت الأرنب إلى جب فيه ماءٌ غامرٌ صافٍ؛ فاطلعت فيه، وقالت: هذا المكان، فاطلع الأسد، فرأى ظله وظل الأرنب في الماء؛ فلم يشك في قولها؛ ووثب إليه ليقاتله، فغرق في الجب.

 فانقلبت الأرنب إلى الوحوش فأعلمتهن صنيعها بالأسد.

Dr.Randa
Dr.Radwa