يضرب عشاق الفلك، صباح غداً السبت، موعد مع ظاهرة فلكية بديعة، حيث يكون القمر مقترناً مع كوكبي زحل والمريخ، وذلك بحلول الساعة 4:20 صباحاً تقريباً إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
ويعني مصطلح الاقتران اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي آخر في حدود عدد من الدرجات القوسية عندما يتم مشاهدتهما من الأرض، وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي ليس له علاقة بالمسافات، أما المسافة الحقيقة بينهما فهي كبيرة تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلومترات.
وتكون أفضل الأماكن لمشاهدة تلك الظواهر الفلكية الحقول الزراعية والسواحل والصحاري والجبال، وليس لتلك الظواهر الليلية أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاط اليومي.
وعلى الرغم من إمكانية رصد الظاهرة بالعين المجردة، إلا أنه في حال استخدام منظار أو تلسكوب صغير تبرز المزيد من التفاصيل.
ويشار إلى أن رصد الأحداث والظواهر الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض باستثناء كسوف الشمس؛ حيث أن النظر إليه بالعين المجردة يضر العين جداً، أما باقي الظواهر والأحداث الفلكية فمشاهداتها ممتعة ويحبها هواة الفلك والمهتمين بعلوم الفلك والفضاء لمتابعتها وتصويرها.
كوكب زحل
زحل هو الكوب السادس، من حيث بُعدُهُ عن الشمس، وهو ثاني أكبر كوكب في النظام الشمسي بعد المشتري، ويُصنّف زحل ضمن الكواكب الغازية، مثل المشتري وأورانوس ونبتون، وهذه نصفُ قطر هذا الكوكب أضخمُ بتسع مرّات من نصف قطر الأرض، إلا أن كثافته تصل إلى ثمن كثافة الأرض، أما كتلته فتفوق كتلة الأرض بخمس وتسعين مرة.
لزحل واحد وستون قمراً معروفاً يدور حوله، ما عدا القُمَيْرات الصغيرة، وقد سُمِّيَ 53 قمراً منها بشكل رسمي، من بين هذه الأقمار، القمر «تيتان» وهو أكبر أقمار الكوكب، وهو كذلك ثاني أكبر قمر في المجموعة الشمسية، بعد «جانيميد» أحد أقمار المُشتَري، وهو أكبر حجماً من كوكب عطارد، وهو القمر الوحيد في المجموعة الشمسية الذي له غلاف جويّ معتبر.
كان أول مَن رصد كوكبَ زُحَل هو جاليليو عن طريق المقراب سنة 1610، ومنذ ذلك الحين استقطب الكوكب اهتمام العلماء، ومحبّي علم الفلك، فرُصِدَ عدّة مرات رافقت بعضَها اكتشافاتٌ مهمة، منها ما حصل بتاريخ 20 سبتمبر سنة 2006، عندما التقط مسبار كاسيني هويجنز حلقة جديدة لم تكن مكتشفة قبلاً.
كوكب المريخ
أما كوكب المريخ، فهو الكوكب الرابع من حيث البعد عن الشمس، وهو الجار الخارجي للأرض، ويمكن بسهولة رؤية المريخ من الأرض بالعين المجردة، وكذلك تلوينه المحمر، حيث تصل قوته الظاهرية إلى 2.94 والتي يتجاوزها فقط كوكب المشتري، والزهرة، وأيضاً القمر، والشمس.
ويرى العلماء أن كوكب المريخ لم يستطع أن يتم نموه، بعد أن نجا من الاصطدامات الكثيرة بين الأجرام السماوية التي شهدها النظام الشمسي في بداية تكوينه والتي أدت لتضخم أغلب الكواكب الأخرى، مما يفسر صغر حجم المريخ مقارنة بالأرض أو بالزهرة.
وللمريخ أقمار طبيعية صغيرة نسبياً هما فوبوس وديموس حيث إنهما يدوران بالقرب من الكوكب، ومن سطح العملاق الأحمر تبدو حركات فوبوس وديموس مختلفة عن حركة القمر الطبيعية، حيث يرتفع فوبوس في غرب الكوكب ويتجه إلى شرق الكوكب، ويعود مرة أخرى بعد 11 ساعة فقط.
ويعتبر ديموس خارج المدار المتزامن حيث تتطابق الفترة المدارية مع فترة دوران الكوكب، حيث يرتفع إلى شرق الكوكب ولكن ببطء، وعلى الرغم من مداره الذي يبلغ 30 ساعة بالنسبة للقمر ديموس، إلا أنه يحتاج إلى 2.7 يوم، حيث يدور ببطء خلف دوران المريخ.