الثلاثاء 30 ابريل 2024

اللواء محمد إبراهيم: مصر دولة مبادئ.. لن تتنازل عن ثوابتها

صورة أرشيفية

6-4-2024 | 00:48

حوار: أحمد أيوب
يرى اللواء محمد إبراهيم نائب مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن التحديات التي ستواجه القيادة السياسية خلال فترة الولاية الجديدة لن تنفصل عن التحديات التي واجهتها خلال السنوات الماضية، لكنه يؤكد على قدرة الرئيس السيسى على مواجهتها والعبور بالدولة إلى بر الأمان واستكمال مشروعه الوطنى الذى بدأه منذ 2014 من خلال المحددات السبعة التى أعلنها كخريطة للعمل خلال الفترة القادمة من أجل أن يعبر بمصر إلى المكانة التى تستحقها. «إبراهيم» يقرأ برؤية خبير صورة مصر والمنطقة خلال السنوات القادمة، مؤكداً أن القيادة تدرك حجم التحديات المتصاعدة وما الذى يتطلبه ذلك من جهد، كبير لمواجهتها يشير إبراهيم إلى أن ثوابت مصر التى تحكم علاقتها بالجميع وتحكم رؤيتها لكافة قضايا المنطقة، وخاصة في القضية الفلسطينية التي لن تسمح مصر بحال من الأحوال بأى خطوات يمكن أن تؤدى إلى تصفيتها أو تهجير أهلها خارج أرضهم. يرفض «إبراهيم» الحديث عن ضغوط تمارس على مصر، مؤكدًا أن العالم كله يعلم أن مصر دولة لديها مبادئ لا تتنازل عنها ولذلك لن تصلح معها الضغوط. لكنه فى الوقت نفسه يحذر من خطورة تدهور الأوضاع فى المنطقة لأن تداعياتها كبيرة»، ويؤكد أن الوضع داخليا أفضل كثيرًا والرئيس السيسى قادر على استكمال مشروعه الذى يقوم على بناء الدولة القوية ورفع المستوى المعيشى للمواطن، وأن يحيا حياة كريمة. يبدأ الرئيس ولاية جديدة لست سنوات.. كيف ترى أهم تحد يواجه الرئيس فى هذه الفترة؟ الرئيس تحدث بوضوح خلال كلمته أمام مجلس النواب عن التحديات التى واجهت مصر، وأكد أن طريق الأوطان ليس مفروشاً بالورود وعددَّ هذه التحديات، فى الإرهاب، وأزمات خارجية، وحروب وصراعات إقليمية، بجانب تحديات اقتصادية، ووصف الرئيس هذه التحديات بأنها غير مسبوقة وهذا وصف دقيق، ولاشك أن التحديات التى سوف تواجه القيادة السياسية خلال الولاية الرئاسية الجديدة لن تكون منفصلة كثيرًا عن تلك التحديات التى واجهتها مصر خلال السنوات الأخيرة، وتمثلت أهمها فى تحديات اقتصادية داخلية وتحديات خارجية، إلا أنه يمكن القول إن الدولة المصرية نجحت فى أن تعبر الأزمة الاقتصادية بنجاح خلال الفترة الأخيرة، وأصبح هناك حراك اقتصادى ملموس يمكن البناء عليه فى أن تكون هناك نقلة نوعية فى الاقتصاد المصرى خلال الفترة القادمة، وخاصة فى مجال دعم المجال الاستثمارى خلال المرحلة القادمة، وهذا هو التحدى الجديد الماثل أمام القيادة السياسية، وتشير كل المعطيات إلى أن النتائج سوف تكون إيجابية للغاية بإذن الله وأن الرئيس السيسى سوف يستكمل مشروعه الوطنى الذى بدأه منذ 2014 ويصر على تحقيقه لصالح بناء الدولة القوية ووضح هذا خلال ملامح ومستهدفات العمل الوطنى السبعة التى حددها الرئيس خلال الفترة المقبلة، وكلها تصب فى مواصلة مسيرة بناء الوطن العظيم وفى مقدمتها حماية أمن مصر القومى والاستفادة من ثروات مصر البشرية وتعظيم موارد اقتصادنا وتحقيق الأمن الغذائى وجذب مزيد من الاستثمارات ودعم شبكات الحماية الاجتماعية واستكمال التنمية العمرانية واستكمال الحوار الوطنى. تحدث الرئيس عن الأمن القومى، فكيف ترى التحديات الخارجية خاصة ما يتعلق بالأمن؟ عندما نتحدث على مستوى التحديات الخارجية فلابد أن أشير إلى أن مصر تعيش فى إقليم أقل ما يقال عن توصيفه إنه إقليم مضطرب بل شديد الاضطراب، وهذا أيضاَ ما أشار إليه الرئيس مؤكداً أننا نعيش فى محيط دولى وإقليمى مضطرب، والكل يرى ذلك بوضوح وأن الدولة المصرية محاطة بدول جوار تشهد العديد من الأزمات والصراعات، سواء فى السودان أو ليبيا أو منطقة البحر الأحمر، وكل هذا له تداعياته على مصر وتفرض علينا تحركات مكثفة وهذا لا يخفى على أحد إلا أن أهم هذه التحديات الحالية تتمثل فى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتأثيراتها وتداعياتها المختلفة، فالحرب التى بدأت قبل 6 أشهر ومازالت متواصلة تداعياتها مستمرة وتمثل تحدياً كبيراً للأمن القومى المصرى، والدولة تتعامل معها بحسم ووضوح. فى هذا الإطار مازالت أزمة غزة معلقة وليس هناك توقع محدد..كيف تلعب مصر دورا فى إنهاء هذه الأزمة خلال الفترة القادمة؟ لابد من الإشارة إلى أن مصر لا يمكن لها أن تقف موقف المتفرج أو المراقب تجاه هذه الأحداث التى تؤثر تأثيرًا مباشرًا على أمنها القومى، ومن ثم تحركت وانخرطت واشتبكت مع هذه القضايا منذ البداية وبصورة فاعلة من أجل العمل على إيجاد حلول لها بالإضافة إلى العمل على عدم توسيع الصراع فى المنطقة باعتبار أن ذلك سوف يؤثر سلبيًا على الأمن والاستقرار فى المنطقة المفعمة أساسًا بالمشكلات، وكلنا تابعنا التحركات المصرية، سواء على المستوى الدولى أو الإقليمى والاتصالات المكثفة والتأكيد على خطورة ما يحدث وضرورة وقف الحرب وأن الحل لن يكون إلا بالسلام الشامل وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 كلنا تابعنا هذا ويعلم الجميع حجم الجهد المصرى على مستوى الدعم السياسى أو الدعم الإنسانى من خلال المساعدات للأشقاء. فى كل هذه الملفات هل هناك أولويات فيما يتعلق بملفات الأمن القومى؟ عندما تتعامل الدولة المصرية مع ملفات الأمن القومى على المستويين الداخلى والخارجى لا يمكن القول إن هناك قضية أهم من الأخرى، فالقيادة السياسية تتعامل مع كل قضايا الأمن القومى بكل الجدية المطلوبة، وتسعى إلى أن تجد لها الحلول المناسبة فى التوقيت الملائم والحمدلله نحقق نجاحات وقادرون على حماية أمننا القومى رغم صعوبة الوضع وكما قال الرئيس، فحماية وصون الأمن القومى أولوية قصوى فى ظل عالم يشهد تحديات متصاعدة. ارتباطا بهذا الملف وبما تحدث عنه الرئيس.. كيف تنظر للمخاطر التى تهدد الأمن القومى على الاتجاهات الأربعة، وهل تراجعت أم مازالت فى نفس مستوى الخطر؟ مازالت أزمة غزة تلقى بظلالها على كل المنطقة وليس على مصر فقط ومازالت مخاطرها قائمة إلا أن القيادة السياسية نجحت منذ اليوم الأول لاندلاع هذه الأزمة فى تحديد المبادئ والثوابت التى تحكم الموقف المصرى ولا تنازل عنها وأهمها رفض تصفية القضية الفلسطينية ورفض العقاب الجماعى والتهجير القسرى للسكان الفلسطينيين مع التأكيد أن تهجير مواطنى غزة إلى سيناء يعد خطًا أحمر لن تقبل به مصر تحت أى ظروف، كما أوضحت مصر معارضتها التامة للمخططات الإسرائيلية لاقتحام مدينة رفح الفلسطينية واحتلال محور فيلاديلفيا، بالإضافة إلى أن مصر تقوم بجهد فائق بالنسبة لإدخال المساعدات الإنسانية والعمل الدؤوب للتوصل إلى الهدنة الإنسانية، التى ستكون مقدمة لوقف إطلاق النار بصورة دائمة، ثم التمهيد فى مرحلة لاحقة نحو استئناف عملية السلام. فى نفس السياق من الواضح أن التهديدات والمخاطر على الاتجاهات الاستراتيجية الأربع= مازالت قائمة ولا يمكن القول بأنها قد انتهت حتى لو انخفضت حدة بعضها نسبيًا إلا أن الواقع يؤكد أن هناك تحديات مازالت تنطلق من هذه الاتجاهات، ولابد من مواصلة التعامل الجاد معها وألا نسقط أى منها من حساباتنا، وخاصة أن الصراعات فى المنطقة لم تعد تقتصر على الخلافات الداخلية بين الأطراف المتنافسة، وإنما أصبحت صراعات تتدخل فيها القوى الإقليمية والدولية بحثًا عن مصالحها فقط، وليس من أجل مصالح شعوب هذه الدول.. ولهذا فإن تداعياتها تمتد إلينا. اللافت أنه رغم الجهد الواضح.. فى ملفات عديدة وتحقيق نجاحات ملموسة إلا أن هناك حالة مستمرة من التشكيك ومحاولات التشويه تمارس ضد الدولة المصرية.. هل متوقع أن تستمر خلال الفترة القادمة؟ لا أتوقع أن حالة التشكيك التى تحاول بعض القوى المضادة أن تبثها تجاه مصر سوف تتوقف، حيث إن النجاحات التى حققتها الدولة المصرية كبيرة، وما هو متوقع مزيد من نجاحات فى المجالات المختلفة سوف تدفع أصحاب هذه التوجهات المضادة أن تزيد من حجم حملات التشكيك والإثارة فى محاولة للتقليل من أى إنجازات يتم تحقيقها، وهذا أمر معروف والأمر المطلوب هنا أن تكون هناك وحدة صف داخلى متماسك وهو ما يشكل حائط الصد الأول فى مواجهة هذه التوجهات، بالإضافة إلى أن الدولة عليها أن تسير فى تنفيذ خطط البناء والتنمية، وألا تقف مثل هذه الحملات أيًا كانت حجر عثرة أمام طموحات دولة كبيرة بحجم مصر، فمصر أكبر بكثير من كل هؤلاء والبرنامج الذى وضعه الرئيس كفيل بتحقيق نقلة كبيرة خلال السنوات المقبلة لكن مع ضرورة استمرار التماسك الشعبى. بالمناسبة.. يتحدث كثيرون عن ضغوط خارجية عديدة تمارس على الدولة المصرية بهدف إجبارها على الاستجابة لمطالب محددة فى ملفات مثل القضية الفلسطينية.. كيف ترى ذلك؟ من الضرورى أن أقول إن الدولة المصرية أكبر من أى ضغوط يمكن أن تمارس عليها، وهنا لابد أن أوضح أن كل ما يتردد من أحاديث عن الضغط على مصر للمهادنة فى ملف غزة أمر غير حقيقى، لأن العالم كله يعلم أن مصر هى دولة مبادئ وثوابت ولا يمكن أن تتنازل عن أى من مبادئها لأى سبب ولاسيما بالنسبة لحل القضية الفلسطينية، وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود67 وعاصمتها القدس الشرقية وهذا ما أعلنته وتعلنه القيادة السياسية بوضوح فى كل مناسبة، فلا مجال للحديث عن أى ضغوط. وكيف ترى العلاقة المصرية الأمريكية خلال السنوات القادمة؟ تعد العلاقات المصرية/الأمريكية علاقات استراتيجية فى المقام الأول وهناك حرص من قيادتى الدولتين على الحفاظ على هذه العلاقة ودعمها وتطويرها بصفة مستمرة حتى لو كانت هناك بعض الاختلافات فى الرؤى إزاء بعض القضايا، وهو أمر طبيعى فى العلاقات الدولية، ولكن المهم أن مصر تتعامل بكل المصداقية والشفافية مع كل الإدارات الأمريكية، سواء كانت ديمقراطية أم جمهورية، وأعتقد أن المرحلة القادمة سوف تشهد مزيدًا من تطوير العلاقات الثنائية بين الدولتين أيًا كانت طبيعة السلطة الأمريكية القادمة. وبنفس المنطق .. كيف ترى علاقة مصر وإسرائيل فى ظل هذا التصعيد من جانب دولة الاحتلال؟ لقد مر على توقيع معاهدة السلام المصرية/الإسرائيلية 45عامًا، وهى معاهدة تحقق مصالح الدولتين وهناك تواصل ثنائى بين الجانبين على مستويات مختلفة، ولكن بالرغم من ذلك فإن مصر حريصة على أن تنقل إلى إسرائيل رسائل قاطعة وحاسمة برفضها العديد من السياسات التى تنتهجها تجاه القضية الفلسطينية بصفة عامة وقطاع غزة بصفة خاصة، وسوف تظل مصر هى أكبر دولة فى العالم التى تحمل الهم الفلسطينى وتدافع عن القضية وحق الشعب الفلسطينى وعن ضرورة وقف العدوان عليه وإنهاء الاحتلال فى دولته وتسعى إلى توفير الظروف الملائمة لتطبيق مبدأ حل الدولتين. تحدث الرئيس أيضاً عن عالم ملىء بالصراعات والتوازنات فهل ترى أن المعادلات الإقليمية والدولية تتطلب تغييرا فى الرؤية والتحرك المصرى خلال الفترة القادمة؟ لا شك أن المعادلات الإقليمية والدولية الحالية تتطلب من مصر أن تكون لها دائمًا رؤيتها الحكيمة والواقعية تجاه كيفية التعامل مع كل القضايا المثارة، وقد أثبتت الأحداث أن قدرة مصر على أن تكون لديها علاقات مميزة مع جميع الدول قد منحها الأفضلية فى أن يكون دورها فى حل هذه القضايا دورا مميزا ومهما للغاية، باعتبارها ركيزة لترسيخ السلام، بل وأصبح هذا الدور مطلوبًا بقوة من جميع الأطراف بل ويسعون إليه ويعترفون به ويقدرونه ويعبرون عن ذلك صراحة، والرئيس فى الأولويات السبع تحدث عن الدور المصرى الذى لا غنى عنه لترسيخ الاستقرار والأمن. وكيف ترى الوضع داخليًا؟ من المؤكد أن الوضع الداخلى فى البلاد يؤثر تأثيرًا مباشرًا على الدور المصرى على المستوى الخارجى، ومن ثم فقد سعت القيادة السياسية بقدر استطاعتها من أجل دعم الوضع الداخلى سواء بالقضاء على الإرهاب أو اتخاذ قرارات اقتصادية جريئة أو تنفيذ العديد من برامج الحماية الاجتماعية للطبقات الفقيرة والمحتاجة أو دعم مجالى التعليم والصحة، كما كان أحد أهم أولويات المرحلة المقبلة التى أعلنها الرئيس وخاصة دعم شبكة الأمان الاجتماعى واستكمال «حياة كريمة» وكل ذلك يصب فى إطار مزيد من تقوية الموقف الداخلى، الذى يدعم بدوره وضعية القيادة السياسية على كل المستويات وهذا ظهر واضحاً فى أولويات الرئاسة خلال الولاية الجديدة. كيف ترى الفترة الرئاسية الجديدة للرئيس؟ أعتقد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى سوف يحرص خلال الولاية الجديدة على أن تظل مصر دولة رائدة تقوم بدورها التاريخى على المستويين الإقليمى والدولي، وأن يكون لها الإسهام الأكبر فى الوصول بالمنطقة إلى حالة الاستقرار المنشود، وهو ما أكد عليه بالفعل خلال خطابه التاريخى من أجل العبور بالوطن إلى المكانة التى يستحقها، مصر بذلت على مدار السنوات الماضية جهدا ضخما فى هذا الاتجاه، المؤكد أنها ستواصل بنفس القوة والمبادئ خلال الفترة القادمة. لكن البعض يحاول تصدير صورة كاذبة عن وجود غضب داخلى؟ مثل هذه المحاولات أصبحت معروفة ومفهوم من وراءها، لكن المؤكد أن الوضع الداخلى بكل مكوناته سيكون أحد أهم أولويات الرئيس من أجل رفع مستوى معيشة المواطن المصري، وأن يحيا الحياة الكريمة التى يستحقها ويصل إلى حالة الرضا التى يرنو إليها، وهذا وضح من المستهدفات السبعة، وسيتم بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق هذه الأهداف حتى تكون مصر وشعبها العظيم فى مصاف الدول الكبرى وهى المكانة الطبيعية لها.