الجمعة 3 مايو 2024

أعمدة الجمهورية الجديدة السبعة

الكاتب الصحفي حمدى رزق

6-4-2024 | 01:07

بقلم: حمدى رزق
العنوان أعلاه مشتق من كتاب ذائع الصيت لطيب الذكر المصرى الوطنى الدكتور ميلاد حنا، بعنوان «الأعمدة السبعة للشخصية المصرية». فى خطاب الولاية الجديدة، (تحت القسم) حدد الرئيس عبدالفتاح السيسى ما يمكن تسميته مجازًا مهضومًا، «أعمدة الجمهورية الجديدة السبعة»، ومستوجب تسجيلها هنا، وفى كل ساحة ومساحة ونضعها نصب الأعين، ونعض عليها بالنواجذ، ونقبض عليها كالقابض على الجمر، من شدة صبره وإيمانه وثباته على مبدئه فى العمل والعرق والدموع من أجل رفعة أغلى اسم فى الوجود.. اسم مخلوق للخلود. من خطاب القسم نصًا يحدد السيسى أعمدة الجمهورية الجديدة السبعة ما أسماه «ملامح ومستهدفات العمل الوطنى خلال المرحلة المقبلة»: أولاً: وعلى صعيد علاقات مصر الخارجية أولوية حماية وصون أمن مصر القومى.. فى محيط إقليمى ودولى مضطرب.. ومواصلة العمل.. على تعزيز العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف فى عالم جديد تتشكل ملامحه.. وتقوم فيه مصر.. بدور لا غنى عنه.. لترسيخ الاستقرار، والأمن، والسلام، والتنمية. ثانيًا: على الصعيد السياسى استكمال وتعميق الحوار الوطنى خلال المرحلة المقبلة.. وتنفيذ التوصيات التى يتم التوافق عليها.. على مختلف الأصعدة: السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها فى إطار تعزيز دعائم المشاركة السياسية والديمقراطية.. خاصة للشباب. ثالثًا: تبنى استراتيجيات تعظم من قدرات وموارد مصر الاقتصادية.. وتعزز من صلابة ومرونة الاقتصاد المصرى فى مواجهة الأزمات مع تحقيق نمو اقتصادى قوى ومستدام ومتوازن.. وتعزيز دور القطاع الخاص كشريك أساسى فى قيادة التنمية.. والتركيز على قطاعات الزراعة، والصناعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. والسياحة، وزيادة مساهمتها فى الناتـج المحلـى الإجمالـى تدريجيًـا وكذلك زيادة مساحة الرقعة الزراعية والإنتاجية.. للمساهمة فى تحقيق الأمن الغذائى لمصر وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية لتوفير الملايين من فرص العمل المستدامة مع إعطاء الأولوية لبرامج التصنيع المحلى.. لزيادة الصادرات.. ومتحصلات مصر من النقد الأجنبى. رابعًا: تبنى إصلاح مؤسسى شامل يهدف إلى ضمان الانضباط المالى وتحقيق الحوكمة السليمة.. من خلال ترشيد الإنفاق العام.. وتعزيز الإيرادات العامة.. والتحرك باتجاه مسارات أكثر استدامة للدين العام، وكذلك تحويل مصر لمركز إقليمى للنقل وتجارة الترانزيت.. والطاقة الجديدة والمتجددة، والهيدروجين الأخضر ومشتقاته إلى جانب تعظيم الدور الاقتصادى لقناة السويس. خامسًا: تعظيم الاستفادة من ثروات مصر البشرية من خلال زيادة جودة التعليم لأبنائنا.. وكذا مواصلة تفعيل البرامج والـمبادرات، الرامية إلى الارتقاء بالصحة العامة للمواطنين.. واستكمال مراحل مشروع التأمين الصحى الشامل. سادسًا: دعم شبكات الأمان الاجتماعى وزيادة نسبة الإنفاق على الحماية الاجتماعية.. وزيادة مخصصات برنامج الدعم النقدى «تكافل وكرامة»، وكذلك إنجاز كامل لمراحل مبادرة «حياة كريمة».. التى تعد أكبر المبادرات التنموية فى تاريخ مصر بما سيحقق تحسنًا هائلاً فى مستوى معيشة المواطنين.. فى القرى المستهدفة. سابعًا: الاستمرار فى تنفيذ المخطط الاستراتيجى للتنمية العمرانية واستكمال إنشاء المدن الجديدة من الجيل الرابع.. مع تطوير المناطق الكبرى غير المخططة.. واستكمال برنامج «سكن لكل المصريين».. الذى يستهدف بالأساس.. الشباب والأسر محدودة الدخل. ¿¿¿ من مقولات المبدع الأمريكى «والت ديزني»: «ستتحقق كل أحلامك إذا كنت تملك الشجاعة لمطاردتها».. ونحن فى ولايتنا الجديدة نطارد أحلامنا المشروعة بإخلاص وتجرد، ونجتهد بغية تحقيقها، لسه الأحلام ممكنة. يلفتنى شاعر المقاومة «محمود درويش» عندما قال: «لا ليل يكفينا لنحلم مرتين»، وزيادة من الشعر بيتًا «لا ليل يكفينا ولا نهار»، هرمنا ونحن نحلم، أحلامًا سعيدة ليلاً، فإذا ما طلع عليها النهار تبخرت، وتبقت الآلام قاسية. الرئيس السيسى وهو يقسم أمام مجلس النواب يتحدث كثيرًا عن حلمه فى ولادة جمهورية جديدة، ويطارد حلمه ويجتهد فى تحقيقه.. من يراجع على الرئيس السيسى يرقب التوازن المحسوب فى التنمية بين الطبقات، ويتيح فرص نمو مضاعفة للارتقاء بمستوى معيشة المواطنين، وفق المعدلات العالمية للنمو التى نطمح إليها؛ خلاصًا بعد معاناة من حزمة الأمراض المتوطنة التى هدت حيل البلد، «ثالوث الفقر والجهل والمرض»، ثالوث آن له أن يرحل ويحل عن سمانا الزرقاء. مخطط الجمهورية الجديدة لا يهمل قديمًا، بل يعنى بتجليته معنى وقيمة، وينفض عن كاهله أثقال عقود مضت عانت البلاد نسيانًا وإهمالاً ما عقد الحياة وصعبها على البشر وناء بها الحجر. الجمهورية الجديدة طامحة إلى الخروج الكبير من الوادى الضيق إلى الصحراء بمخطط تنموى يضاعف مساحة المعمور، بخفض الكثافات السكانية فى الدلتا، وإفراغ حمولة العقود الماضية التى أثقلت العاصمة (القاهرة) فى الوديان الخضراء، والسواحل الممتدة تحوط البلاد.. شبكة محاور تنموية تقطع البلاد شرقًا وغربًا وشمالاً وجنوبًا وبالعرض وبالطول، الصحراء ستسكنها البشر بعد طول خلاء، مستهدف نقل التنمية واستزراعها فى شمال وغرب وشرق البلاد، فرد خريطة الوطن على الرقعة، وبيان مستوجبات التنمية فى مناطق بكر لم يمسسها أنس ولا جان. ربط جنوب البلاد بشماله، وربط الوادى بسيناء، بخطوط طول وعرض من الأنفاق والكبارى وخطوط السكك الحديدية (وفق أحدث منتجات العصر الصناعى والثورة الرقمية). الجمهورية الحلم تقوم على خارطة مدن جديدة وحديثة من مدن الجيل الذكى، تتجمع وترتبط بالعاصمة الإدارية الجديدة، لتشكل فى مجموعها بناية مصر الجديدة وفق مخطط عالمى التخطيط والتنفيذ وبأيادٍ مصرية.. تنتعش الجمهورية الجديدة بالتفاف الحادبين حولها وإخلاص المخلصين فى حبها، وبإرادة وطنية خالصة، الجمهورية الجديدة خلوا من عكوسات الجمهورية الأولى التى لم تعض على روح مصرنا العظيمة بالنواجز فضاعت من بين أيدينا الفرص لعقود، لم يعد لدينا وقت نضيعه، والوقت من ذهب. ¿¿¿ الجمهورية الحلم، جمهورية الرفاه، جمهورية واعدة تليق بالمصريين وتلامس تطلعاتهم وتتمثل تضحياتهم عبر عقود خلت من الإنجاز. ملامح الجمهورية الحلم فى الكتاب، كتاب أبيض يسجل كيف كان الحال.. وكيف أصبح، كيف كان الظلام مخيمًا تحت وطأة إرهاب أسود وجماعات إرهابية، وكيف أشرقت شمس الوطن مجددًا. الجمهورية الحلم، جمهورية «حياة كريمة» تستهدف بناء جديدًا، خلوا من الأمراض الاجتماعية السارية والمتوطنة التى نخرت فى أساسات الجمهورية الأولى. قوة الجمهورية الحلم فى نصاعة حلمها، وعظم تضحياتها، وقدرتها على رفع البناء عاليًا بهمم الرجال السمر الشداد وصبايا البلد. البنية الأساسية للجمهورية الجديدة تمت بالعمل والعرق، واستنفار المخزون الحيوى من همم المصريين، وحان وقت تعلية البناء شامخًا بمزيد من العمل والعرق لرفعة أغلى اسم فى الوجود.. إزاء ولادة جمهورية جديدة، كانت حلمًا، جارٍ تحقيقه، كما يقولون «لسه الأحلام ممكنة». جمهورية قائمة بثبات ورسوخ على الديمقراطية الحديثة التى تمتلك القدرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتسعى لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية، ومفاهيم العدالة الاجتماعية والكرامة وبناء الإنسان المصرى صحيًا وفكريًا وثقافيًا. جمهورية وصلًا بما سبق واتصالًا بتاريخ عظيم، والبناء على ما تقدم، وتعلية البناء على قواعد وبنية أساسية عريقة ضاربة فى أعماق الأرض المصرية. تصل ما انقطع من البناء المؤسسى للدولة المصرية العريقة، ترفع البناء شاهقًا إلى عنان السماء، بناء على قواعد عصرية، تتخذ من العلم وقودًا، ومن الثورة الرقمية زادًا، ومن أوليات المجد نبراسًا. فلسفة البناية الجديدة فى الجمهورية الجديدة تؤسس على المواطنة الصحيحة وتبرأ من الأمراض المتوطنة والسارية، خلوا من إحن ومحن وثأرات وحزازات الماضى القريب الكئيب. ¿¿¿ قوة الجمهورية الجديدة من قوة جيشها، وشعاره الأثير، يد تبنى.. ويد تحمل السلاح، الجيش الحامى على الحدود، والجيش الذى يرفع البناء، رافعة الجيش الوطنى الثقيلة ترفع أثقال المرحلة الماضية، تمهد الطريق نحو الجمهورية الجديدة.