نقيب أشراف مصر: نشكر الرئيس على تطوير أضرحة ومساجد «آل البيت» .. ونصطف خلفه فى ولايته الجديدة
صورة أرشيفية
ثمَّن نقيب أشراف مصر سماحة السيد الشريف الجهود الكبيرة التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تطوير أضرحة ومساجد آل البيت فى مصر، وقال إن ما اتخذه الرئيس من قرارات لاستعادة رونق وبهاء مقامات ومساجد عترة النبى صلى الله عليه وسلم، يقدم رسائل إيجابية مهمة جدا للداخل والخارج ويعبر عن روح مصر المعتدلة والوسطية والمتسامحة، والحاضنة لآل البيت والصالحين والأولياء.
وأكد السيد الشريف أن مصر على الطريق الصحيح وأننا ندخل عصر الولاية الجديدة للرئيس السيسى وكلنا عزيمة وأمل فى استكمال ما بدأناه من بناء مصر القوية التى أبهرت العالم.
مع بداية ولاية جديدة للرئيس السيسى كيف تنظر للمستقبل؟
إن شاء الله كله خير، الرئيس السيسى لديه مشروع وطنى لبناء الدولة القوية، وقد قطعنا مشواراً كبيراً فى السنوات الماضية، ومازلنا نراهن على الرئيس فى استكمال هذا المشروع، وهذا ما أكد عليه الرئيس خلال خطابه بعد أداء اليمين ووضع أولويات العمل الوطنى خلال الفترة القادمة ووعد باستكمال مسيرة البناء وتحقيق تطلعات الأمة المصرية وأعتقد أنه لا ينكر منصف حجم ما تحقق على أرض مصر من مشروعات عملاقة وتطوير غير مسبوق، والأهم كيف حافظنا علىأمننا القومى رغم كل التحديات، وهذا يؤكد وطنية وقوة وأمانة الرئيس ولذلك تتواصل ثقة المصريين فيه.
البعض يحاول تشكيك المصريين وإثارة القلق لديهم فى المستقبل؟
هؤلاء نعلمهم جميعاً.. ونعلم ماذا يريدون ولذلك لايجب أن نتوقف أمامهم، نحن ندعم قيادتنا ونقف ورائها ونعلم أن مصر المحبة لآل بيت الحبيب المصطفى، والتى يعيش على أرضها ملايين الأشراف، والتى دعا لها سيدنا رسول الله، وقال عن أهلها: (خير أجناد الأرض، وهم فى رباط إلى يوم القيامة)، ومصر التى دعت السيدة زينب لأهلها بكل الخير لا يمكن أن تضام أو تهان أو تذل لأحد، ومصر بعون الله قد ورد ذكرها فى القرآن الكريم أكثر من مرة صراحة عامرة بالمساجد والصالحين والمخلصين، وهى فى تطور مستمر على كل الأصعدة من بنية أساسية، طرق وكبارى وموانئ، وخدمات عصرية فى الصحة والتعليم، ونهضة جامعية، ولأول مرة تضيف عشرات المدن الذكية، وتبنى عاصمة إدارية عصرية، وترفع من مساحتها المزروعة، وتزيد من قدراتها العسكرية، وتمتلك استقلال قرارها السيادي، الحمد لله نحن على الطريق الصحيح لامتلاك القدرة، وبناء مصر العصرية المتقدمة العزيزة بين الأمم.
ما هو شعور السادة الأشراف وهم يرون اهتمام الرئيس السيسى بتطوير وتجديد مقامات ومساجد آل البيت فى مصر تستعيد رونقها وبهاءها؟
بكل تقدير وفخر يشكر كل شريف على أرض مصر الرئيس السيسى على ما يقوم به من تطوير مقامات وأضرحة ومساجد آل البيت فى مصر، وكذلك المناطق المحيطة بها، لما فى ذلك من آثار روحية ودينية عميقة فى نفوس كل المصريين المحبين لآل البيت والصالحين، وكذلك له تأثير كبير على تنمية السياحة الدينية واستقبال آلاف الزوار المحبين لآل البيت من مدن وقرى مصر ومن خارجها، وهى أيضا رسالة مفادها أن مصر التى ترفع لواء الوسطية والاعتدال والتسامح والتى احتضنت آل البيت على مر العصور، تواصل نفس دورها التاريخى والدينى فى مؤازرة عترة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف لا وسادة آل البيت اختاروا مصر عن قناعة ومحبة ليهاجروا إليها ويعيشوا فيها، ولا شك أن ما يقوم به الرئيس السيسى من جهود كبيرة فى التطوير يأتى ضمن جهوده الكبيرة فى تنمية وتطوير مصر وكلنا شاهدنا بأعيننا ما جرى من تطوير لمساجد ومقامات آل البيت، فقد حضرنا فى رمضان الماضى افتتاح مسجد الإمام الحسين بعد تطويره بما يليق بمقامه ومكانته فى قلوب كل المصريين، ثم شاهدنا ما جرى من تطوير لمسجد ومقام السيدة نفيسة حبيبة المصريين، وما تبعه من تطوير مقام السيدة رقية وبناء مسجد كبير يليق بها، وكذلك تطوير الأضرحة القريبة منها فى (شارع الأشراف) فى حى الخليفة، فقد عانى الشارع بما فيه من مقامات مهمة إهمالاً كبيراً لعقود ماضية حتى كان عصر الرئيس السيسى الذى قرر استعادة الوجه الحضارى اللائق بالسادة آل بيت سيدنا النبى من الإمام الحسين عميد آل البيت فى مصر إلى السيدة نفيسة، والسيدة سكينة، والسيدة رقية، وحسن الأنور، وابن سيرين، وغيرهم، كما أن ما جرى يأتى فى سياق تطوير القاهرة التاريخية، واستعادة الوجه الحضارى لأعرق عاصمة فى إفريقيا والعالم العربى.
لا شك أن عقيلة بنى هاشم السيدة زينب بنت الإمام على ذات حظوة خاصة لدى المصريين، وانتهت عمليات التطوير للمسجد والمقام وكذلك باحة المسجد فتح المسجد للمصلين، وقريباً فتح المقام للزوار، فكيف ترون ذلك؟
صدقت، هذا أيضاً استكمال للمشروع الرئاسى العملاق، ونحن نعتبره تقدير لمكانة أل البيت ومحبتهم فالسيدة زينب لها خصوصية خاصة جدا لدى المصريين، ومن شدة حبهم لها أطلقوا عليها ألقابا شتى، فهى (رئيسة الدواوين، وهى عقيلة بنى هاشم، وهى أم العجائز واليتامى، وهى المشيرة، وهى الرئيسة، ونوارة آل البيت، وهى الصابرة والمحتسبة، وهى الطاهرة، وهى بطلة كربلاء، وصاحبة الشورى، وأم العزائم)، فقد عاشت فى كنف جدها رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى سنوات طفولتها ثم كانت (أم أبيها) الإمام على مثل أمها فاطمة الزهراء، فكانت حبيبة أبيها وحبيبة أخويها الحسن والحسين، وكان الإمام على يوصى ولديه باصطحابها ليلا لزيارة جدها المصطفى صلى الله عليه وسلم ليلا بعيدا عن أعين الناس، وقد شهدت السيدة زينب استشهاد آل بيتها جميعا من أبيها الإمام على إلى الحسن، ثم الحسين ونحو 73 رجلا من آله وأصحابه يوم كربلاء، فلم تزد فى الله إلا يقينا وثباتا، واحتسبت ذلك عند الله تعالى وواجهت جبروت بنى أمية.
وفى المدينة المنورة تحلقت حولها النساء فكان لها مجلس علم، وكان عبدالله بن عباس يروى عنها حديث رسول الله فيقول: (حدثتنى عقيلتنا زينب بنت على كذا.. )، ووصفها من رآها يوم كربلاء بأن الشمس تجرى فى وجهها وقال الجاحظ فى (البيان والتبيين) إنها كانت تشبه أمها لطفا ورقة، وتشبه أباها علما وتقى، ولما التف من حولها الناس فى المدينة المنورة خشى بنو أمية من تأثيرها، فخيروها فى الهجرة فاختارت مصر وقدمتها سنة 61 هجرية فى أول شعبان، وكان قد مضى على استشهاد الحسين ستة أشهر واستقبلها المصريون ووفد آل البيت المبارك المصاحب لها من أرامل ويتامى عند قرية العباسية قرب بلبيس، وكان فى مقدمتهم والى مصر مسلمة بن مخلد وأنزلها داره فى الحمراء القصوى حيث مرقدها اليوم ودعت لمصر وأهلها:
(أواكم الله كما أويتمونا، ونصركم الله كما نصرتمونا).
وعاشت فى مصر عزيزة على الجميع عابدة زاهدة وقبل أن تتم سنة رحلت فى عشية يوم الأحد لأربع عشرة مضين من شهر رجب سنة 62 هجرية، ودفنت فى مقامها الحالى، ويحتفل المصريون بمولدها كل سنة فى ذكرى الإسراء والمعراج فى الثلاثاء الأخير من رجب، ويقصدها بالزيارة كل المحبين من مصر وخارجها.
وكانت السيدة زينب قد تزوجت من ابن عمها عبدالله بن جعفر، ولها منه (جعفر وعلى وعون وأم كلثوم وأم عبد الله)، وانتشرت ذريتها المباركة فى مصر باسم (الزينبيين)، وقد أكد الأولياء الكبار عبر العصور وجودها فى ضريحها وشهدوا بكراماتها الكثيرة وقالوا فيها شعرا وليومنا هذا إذا قال شخص إنه فى (السيدة) أو (ذاهب إلى السيدة) فالمقصود سيدتنا السيدة زينب رضى الله عنها وأرضاها، ومن هنا فتطوير مسجدها وضريحها الشريف وإضافة باب آخر لمسجدها، وغيرها من الإضافات، وتطوير المنطقة المحيطة بها، لهو أمر يسعد كل المصريين، والأشراف من بيهم، وهو ما يليق بمكانة مصر وقدرها بين الأمم، وكذلك بمكانة السيدة زينب فى قلوب المصريين داخل مصر وخارجها.
منحك الرئيس السيسى وسام الجمهورية، فكيف استقبلته، وما دلالته لديكم؟
فى بداية عهد الرئيس السيسى وتحديدا فى احتفال مصر بليلة المولد النبوى الشريف فى ديسمبر سنة 2014م منحنى الرئيس السيسى وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وهذا الوسام الأرفع فى مصر ليس لشخصى فحسب، بل لكل منتسب إلى آل بيت الحبيب المصطفى فى مصر، ونحن من ناحيتنا منحنا سيادته (خاتم النبوة) بكلماته الثلاث (محمد رسول الله )، هكذا كان نقش خاتم الحبيب المصطفى، عرفانا بأننا نعيش العصر الذهبى لتطوير مقامات ومساجد آل البيت فى مصر، وهى رسالة مهمة لدور مصر بلد الأزهر الشريف وقلعة الوسطية وكعبة الإسلام والتسامح، والأمن والأمان والرحمة ومكارم الأخلاق، فجوهر ديننا الإسلامى كما ورد فى القرآن الكريم:
(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، فسيدنا النبى رحمة لكل المخلوقات، وليس البشر أو المسلمين فحسب، وقال حضرة المصطفى عن نفسه: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )، وأيضا مصر بلد الاستقرار، هى كعبة العلم والعلماء ومنها يخرج علماء الأزهر الشريف إلى كل أرجاء الدنيا ينشرون رسالة التسامح والسلام والمحبة ويحملون رسالة الأخلاق القويمة إلى كل الأمم، وهذا الأمر لم يأت من فراغ، فسيدنا النبى بشر بفتح الصحابة لمصر، ودعا لأهل مصر، وقال: (ستفتح عليكم مصر فاتخذوا من أهلها جندا، فهم خير أجناد الأرض، وهم فى رباط إلى يوم القيامة) وستظل مصر بقواتها المسلحة وشرطتها، وأجهزتها، ومؤسساتها، صمام أمان فى المنطقة والعالم، وستظل واحة الأمن والأمان لكل العرب والمسلمين، وفى هذا السياق لا ننسى دور القيادة المصرية ممثلة فى الرئيس السيسى، ودور قواتنا المسلحة فى حماية أمن مصر القومى على كل الاتجاهات، ودورها فى مساندة الشعب الفلسطينى الشقيق، خاصة أهلنا فى قطاع غزة، ضد العدوان الغاشم الذى يمارسه الاحتلال الإسرائيلى منذ خمسة أشهر، فهذه هى مصر بلد الأمان والمساندة لكل من يحتاج إليها على مر الزمان، فمصر وقفت ضد تصفية القضية الفلسطينية، وعارضت التهجير، وعارضت مذابح الإبادة الجماعية، وقدمت آلاف الأطنان من المساعدات الدوائية والغذائية لأهلنا فى غزة، ونحن إذ نترحم على شهداء غزة والشعب الفلسطينى، ندعو الله عز وجل أن يعود المسجد الأقصى والقدس الشريف قريبا وكاملا لأيدى المسلمين، وعلينا أن نعتصم بحبل الله المتين وأن نكون صفا واحدا على قلب رجل واحد ونحن نثق فى قيادتنا السياسية وقواتنا المسلحة، ونثمن كل ما تقوم به من جهود على كل المستويات داخليا وخارجيا، من تنمية، وحماية أمن قومي، وحماية الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة، ورفع لوائها فى كل المحافل الدولية.