تميز العصر الإسلامي بغزارة عمائره الدينية، والتي أساسها بيوت الله المساجد، والجوامع، وسُمّيت المساجد بهذا الاسم : باعتبارها مكان للسجود، والمكان الذي أعد للصلاة فيه على الدوام، ويطلق على المسجد هذه التسمية إذا كان صغير الحجم، وهو مكان مهيئ للصلوات الخمس، أمّا إذا كان كبير الحجم فيُسمى جامعًا ، لأنه علامة لاجتماع عدد كبير من الناس للصلاة فيه وكذلك لإقامة صلاة الجمعة فيه أيضا، ويُقال لكل جامع مسجد، وليس كل مسجد جامع.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، مساجد وجوامع تاريخية، وسنلقي الضوء على الجوامع التاريخية  في مصر بشكل عام ومدينة القاهرة التي عرفت بمدينة الألف مأذنة بشكل خاص، ونستكمل في اليوم الثلاثون والأخيرة من رمضان 1445 هـ،  في جولة مع  جامع الإمام الحسين.

يعد مسجد السلطان برقوق أحد العمائر التاريخية والأثرية المهمة في القاهرة، وهو يقع  بمنطقة النحاسين بالجمالية في شارع المعز لدين الله، كما أنه أول منشأة معمارية تبنى في دولة المماليك الجراكسة، يعود تاريخ بنائة إلى عام 1286م.

ويضم المسجد مجوعة ملحقات فهو ليس مكان للصلاة فحسب، بل يوجد به أيضا خانقاه لإقامة الصوفية، ومدرسة لتلقي العلوم وحفظ القرآن، بالإضافة إلى مدفن وضريح  للسلطان الظاهر برقوق وأفراد أسرته.

كما تتضمن كذلك سبيلين في الواجهة الرئيسية، وأهم ما يميز المجموعة القبتين والمئذنتين، وتعد كل منهما من أبرز القباب والمآذن المملوكية في مصر.

 وقد قسم إيوان القبلة بمسجد السلطان برقوق إلى ثلاثة أقسام وغطى القسم الأوسط منها بسقف مستوٍ حلى بنقوش مذهبة، وتم فصله عن القسمين الجانبيين بصفين من الأعمدة الضخمة، كما كسيت جدران إيوان القبلة بوزرة من الرخام الملون يتوسطها محراب من الرخام الدقيق المطعم بفصوص من الصدف كما فرش أرضيته بالرخام الملون برسومات متناسبة.

ويتوسط صحن المسجد "فسقية"، تعلوها قبة محمولة على أعمدة رخامية مكتوب بالطراز والتي يقال فيها أنها جددت سنة 1892ميلادية.

وقامت لجنة حفظ الآثار العربية بمجهود كبير لإعادة هذا الأثر لسابق عهده في سنة 1940م.