الثلاثاء 30 ابريل 2024

كحك العيد رمز الفرحة عند المصريين.. عادة فرعونية أم فاطمية؟

كحك

تحقيقات9-4-2024 | 15:20

محمود غانم

يرتبط عيد الفطر المبارك عند المصريين، بالعديد من العادات والتقاليد، الذين درجوا عليها منذ مئات السنين، ومن تلك العادات صناعة كحك العيد، حيث تعود تلك العادة إلى العهد المصري القديم.

 كحك العيد

في البداية، فإن كلمة كحك كلمة قبطية، مما يعكس تاريخ طويل لتلك العادة قد يعود إلى المصريين القدماء، أي ما قبل الإسلام.

ويتضح ذلك من شكل الكحك، إذ يقال إن سبب تقطيع الكحك على شكل أقراص، هو أن تكون مثل قرص الشمس، تعبداً لما كان يعرف قديماً بـ "إله الشمس أمون"، وقرابناً له، وكان من ضمن الطعام الذي يوضع مع الميت، ظناً منهم بالبعث وحياة الخلود، ليكون زاده.

وما يدلل على أن تلك العادة ترتبط بالمصريين منذ زمن طويل، ما يوجد بـ "متحف آثار الإسماعيلية" من قوالب تاريخية متعلقة بصناعة كحك العيد على مر العصور السابقة. 

بينما ذكرت بعض المعاجم، أن الكلمة عربية، ويعود أصلها إلى "عك" ومعناها يعجن، ومن ثم تحولت إلى كعك، ثم حرفت إلى كحك.

ويذكر التاريخ الإسلامي، أن تاريخ الكعك يرجع إلى الطولونيين الذين كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها "كل واشكر"، وقد احتل مكانة هامة في عصرهم، وأصبح من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر.

وفي عهد الفاطميون، جرى تخصيص إدارة حكومية عرفت باسم "دار الفطرة"، ورصدوا لها مبلغاً كبيراً من المال، لإعداد كعك وحلوى العيد، وعهدوا بتجهيزه إلى مئة صانع يبدأون عملهم من منتصف شهر رجب حتى نهاية رمضان.

وبعد الانتهاء من إعداد الكعك كان الخليفة الفاطمي يحضر لدار الفطرة، ويشرف بنفسه على توزيع الكعك والحلوى على مستحقيها، ويتم ذلك بواسطة مئة فراش يحملون الكعك على رؤوسهم ويطوفون لتوزيعه.

ورغم محاولات صلاح الدين الأيوبي، القضاء على تلك العادة، إلا أنها استمرت على مدى السنوات المتلاحقة يتوارثها المصريون جيل من بعد جيل حتى يومنا هذا.

هذا بخصوص الكحك، أما البسكوت فقد عرفته مصر عن طريق الأجانب الذين أتوا إليها وخاصة الإيطاليين.

 

أخذ الكحك على مدى العصور المختلفة، العديد من الأشكال، تجاوزت في مصر القديمة 100 شكل، وكانوا يرسمون صورة للشمس على الكحك والتي كانت تمثل ما يسمى بـ الإله "رع" عند القدماء المصريين، كما كان يأخذ شكل حيوانات، ونباتات، وأشكال هندسية مختلفة.

وكانت بعض الأنواع تقلى في السمن أو الزيت، وأحياناً كانوا يقومون بحشو الكعك بالتمر المجفف "العجوة"، أو التين ويزخرفونه بالفواكه المجففة كالنبق والزبيب.

ومن الطريف في هذا الصدد، أن "هيرودوت" حين زار مصر تعجب، لأن المصريين يمزجون عجين الكعك والخبز بأرجلهم في حين يمزجون الطين بأيديهم.

واليوم، يأخذ الكحك العديد من الأشكال بما ترضي جميع الأذواق، فهناك الكحك السادة، والعجوة، والفسدق، وعجمية، وعين الجمل، ملبن.. هذا بالنسبة للمحلات التجارية.

أما في المنازل المصرية، فتبدأ سيدات البيوت مع دخول العشر الأواخر من رمضان بعمل الكحك والبسكوت، الذي في الغالب يكون سادة أو عجوة أو ملبن، والعجمية.

وتقوم ربات المنازل بعمل الكحك عن طريق خلط السمنة بالدقيق ولبن، ورائحة الكحك، ومن بعد ذلك يوضع في الفرن هادئة.

وجاءت أسعار كحك هذا العام مرتفعة، نظراً لأوضاع الإقتصادية، إذ وصل متوسط سعر الكليو الواحد إلى 120 جنيهاً.

 أكل الكحك

وللكحك المصنوع بالسمن والدقيق، واللبن، قيمة غذائية عالية جداً، ولكن المشكلة تكمن في الإسراف في تناوله، لذلك أوضحت وزارة الصحة والسكان المصرية، عدد ما تحتويه حلويات العيد من سعرات حرارية للقطعة الوحدة: 

- الكحك 200 سعر حراري

- المعمول بالتمر 200 سعر حراري 

- البيتي فور أو البسكويت 60 سعرا حراريا 

- الغريبة 150 سعرا حراريا 

- 100 جرام من الترمس تحتوي على 111 سعرا حراريا 

 

Dr.Randa
Dr.Radwa