113 عاما مرت على ميلاد إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي قدم تفسيرا ميسرا للقرآن الكريم واحتل مكانا كبيرا في قلوب الشعب المصري والمسلمين حول العالم، بأسلوبه المبسط وخواطره الإيمانية، التي لا يزال الكثيرون يحرصون على استماعها.
الشيخ الشعراوي
في مثل هذا اليوم عام 1911 ولد فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في بقرية دقادوس بمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وأتم حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره.
حصل على الشهادة الإبتدائية الأزهرية عام 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة ، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق .
بعد حصوله على الثانوية الأزهرية التحق بكلية اللغة العربية بالأزهر وتخرج فيها عام 1940، فكانت اللغة العربية بابَه إلى جميع العلوم الشرعية، ومنها تفسير القرآن الكريم وإيصال معانيه إلى جمهور المسلمين في صورة سهلة واضحة وشيقة.
وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م. بعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذًا للشريعة في جامعة أم القرى.
سافر إلى السعودية والجزائر وعمل بهما، وعاد إلى مصر وعين في عدة مناصب بها، ومن أبرز المناصب التي شغلها منصب مدير إدارة مكتب فضيلة الإمام الأكبر حسن مأمون شيخ الأزهر الأسبق 1964م، ورئيس بعثة الأزهر الشريف في الجزائر 1966م، عُين أستاذًا زائرًا بجامعة الملك عبد العزيز بكلية الشريعة بمكة المكرمة 1970م، وعُين رئيس قسم الدراسات العليا بجامعة الملك عبد العزيز 1972م.
وشغل منصب وزير الأوقاف وشئون الأزهر بمصر 1976م، وعضوية مجمع البحوث الإسلامية 1980م، ومجمع اللغة العربية، ومجلس الشورى بجمهورية مصر العربية 1980م م. إضافة إلى العديد من المناصب التي عُرضت عليه واعتذر عنها؛ تفرغًا للعلم والدعوة وخدمة المُحتاجين .
مؤلفات الشيخ الشعراوي
وللشيخ الشعراوي العديد من المؤلفات العلمية منها معجزة القرآن - الأدلة المادية على وجود الله - أنت تسأل والإسلام يجيب - الإسلام والفكر المعاصر - قضايا العصر - أسئلة حرجة وأجوبة صريحة. وبعد عمر مديد في رحاب الدعوة الإسلامية المستنيرة والسمحة، وفي خدمة الإسلام والمسلمين.
أول بروز للشيخ محمد متولي الشعراوي على التلفزيون المصري كان سنة 1973م، وذلك في برنامج نور على نور تقديم أحمد فراج، وشرح مقدمة حول التفسير ثم شرع في تفسير سورة الفاتحة وانتهى عند أواخر سورة الممتحنة وأوائل سورة الصف وحالت وفاته دون أن يفسر القرآن الكريم كاملاً.
ومن أبرز برامجه برنامج لقاء الإيمان وبرنامج خواطر إيمانية وبرنامج من وصايا الرسول وبرنامج حديث الشيخ الشعراوي.
تكريم الشيخ الشعراوي
حصل الشيخ الشعراوي على العديد من الأوسمة ومنها:
-وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لمناسبة بلوغه سن التقاعد في 15/4/1976 م قبل تعيينه وزيراً للأوقاف وشئون الأزهر.
-منح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983م وعام 1988م، ووسام في يوم الدعاة.
-حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية.
-اختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضوًا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية.
وفاته
توفي الشعراوي عن عمر يناهز السابعة والثمانين، في 22 صفر 1419، في 17 يونيو 1998، وقد أثار رحيله حالة من الحزن في مصر والعالم الإسلامي.