لشهر رمضان طقوسه وعاداته المميزة التي اعتاد المصريون التمتع بها، وله أجواء خاصة تحل عليهم مع تتابع الأعوام، فتنقل إليهم إحساسًا متفردًا وتبث في أرواحهم السرور وتحيط قلوبهم بالبهجة.
يتميز شهر رمضان أيضا بمهن حرفية وإبداعية ارتبطت ارتباطا جوهريا بقدومه، فضلا عن ظهورها بتواز مع حلول الشهر الفضيل، هذه المهن الحرفية المتعددة والمتميزة نالت حب المصريين، حتى غدت جزءًا لا يتجزأ من روح هذا الشهر المعظم.
سنستعرض بعضًا منها في هذا الموضوع خلال أيام شهر رمضان المبارك لعام 1446 هجريا، ومهنة ثاني أيام رمضان اليوم.. المخللات
قبل ساعات قليلة من أذان المغرب في شهر رمضان، يشهد الإقبال على محلات المخلل ذروته، حيث تتراص الطوابير أمام البائعين لاقتناء المخلل الذي يعتبر جزءًا لا يتجزأ من الموائد الرمضانية ـ يزداد هذا الإقبال خاصةً في الفترة الممتدة من صلاة العصر حتى وقت الإفطار.
يستعد بائعو المخلل لاستقبال شهر رمضان في كل عام بمجرد انتهاء الشهر الهجري، حيث يقومون بتجهيز الخضراوات وتخليلها في براميل ضخمة من الخشب، تمر هذه الخضراوات بفترة زمنية حتى تصبح جاهزة للعرض والبيع خلال شهر رمضان.
يمتلك العديد من بائعي المخلل خبرة في هذه المهنة منذ صغرهم، حيث ورثوها أو اعتمدوها كمصدر للعيش نظرًا لارتفاع الإقبال على المخللات خلال شهر رمضان، إذ تُعد المخللات أول وجبة لفتح الشهية خلال وقت الإفطار.