داخل أحد أروقة القاهرة الفاطمية وتحديدا في وكالة الجواهرجي الشهيرة بمنطقة الصاغة، يجلس محمد حسني، صاحب أحد ورش المشغولات الذهبية، ويقوم بتشكيل الذهب بواسطة أداة صغيرة للغاية وبحرص شديد حتى يحصل على الشكل السليم.

 

رصدت دار الهلال، مراحل تشكيل الذهب، فإذا كان الذهب كسر يتم حرقه أولا، ثم يوضع داخل إناء صغير ويوضع عليه القليل من البودر المتخصص في تسييح الذهب، وعلى شعلة مرتفعة يقوم بوضع الذهب حتى يصبح سائل، ثم يتركها حتى تبرد لمدة ثواني، ثم يقوم بوضعها في ماء نار وبعدها في ماء بارد.

ويقول محمد حسني، إن الورش الصغيرة في الصاغة تعد أهم الوحدات التي لا غنى عنها، حيث يعتمد عليها تجار الذهب في إعادة تشكيل الذهب وضبط مقاسات الذهب، وأيضا إذابة الذهب الكسر، مشيرا إلى أنه يقوم بتشكيل الذهب حسبما ارد، حيث يمكن بتحويل الذهب عيار 18 إلى عيار 21 أو العكس.

 

 

وأضاف أن رأس مال الورش  الذهب، والورش الصغيرة يكون رأس مالها عبارة عن نصف كيلو ذهب، ويتم تشكيله وبيعه، أما الورش الكبير فإن رأس المال يتعدى الكيلو جرام من الذهب الخام.

 

وأوضح أن هناك أزمة حقيقة يعاني منها أصحاب ورش الذهب منذ سنوات، والمهنة كل يوم وضعها يصبح سيء، وذلك يعود إلى ارتفاع أسعار الذهب، والذي أدى إلى زيادة أسعار مصنعية الذهب أيضا بشكل كبير، مشيرا إلى أن مصنعية الذهب في عام 2009 كانت تتراوح بين 7 جنيهات إلى 25 جنيها، أما اليوم مصنعية جرام الذهب تراوحت بين 150 جنيها إلى 300 جنيها، أما مصنعية الذهب الإيطالي وصلت إلى 500 جنيها.

 

ونوه إلى أن هناك الكثير من الورش خرجت من الصنعة، نتيجة تدهور الوضع وتراجع معدل الطلب على شراء المشغولات الذهبية، واتجهوا إلى مهن أخرى، مشيرا إلى أن الورشة الواحده تتضمن من 5 إلى 10 عمال.