الإثنين 6 مايو 2024

42 عامًا على تحرير سيناء.. محطات استرداد أرض الفيروز

تحرير سيناء

تحقيقات21-4-2024 | 13:52

محمود غانم

تحتفل مصر في الـ25 أبريل من كل عام، بالذكرى تحرير أرض سيناء، بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، ورفع العلم المصري فوقها.

 

 احتلال سيناء

في الوقت الذي تورطت فيه ثلث القوات المصرية عسكرياً في حرب اليمن، استكملت إسرائيل قد استعدادتها العسكرية بنهاية عام 1966؛ لشن حرب شاملة ضد الدول العربية.

وعلى إثر حرب اليمن، عانت مصر من خسائر متزايدة في الأفراد، بالإضافة إلى استنزاف ميزانية القوات المسلحة، وانخفاض مستوى التدريب والإنضباط العسكري، وبذلك تأثرت الكفاءة القتالية للقوات المسلحة تماما، بحسب ما ذكره المشير عبد الغني الجمسي في مذكراته.

لذلك لم تكن حالة القوات المسلحة تسمح إطلاقا بدخول الحرب ضد إسرائيل، حيث وجدت نفسها في موقف في غاية الصعوبة، بعد أن فرضت عليها الحرب دون أن تكون على استعداد.

 وفي الـ5 يونيو 1967، قامت إسرائيل بتوجيه ضربة مركزة ضد القوات الجوية المصرية ووسائل الدفاع الجوي، إذ تم تدمير ممرات الطائرات حتى أصبحت غير صالحة للاستخدام، وجراء تلك الضربة، تكبدت القوات الجوية المصرية خسائر فادحة أخرجتها من الحرب.

بالتوازي مع ذلك، بدأت إسرائيل هجومها البري على مدينتي رفح والعريش بمعاونة السلاح الجوي، في حين كانت قواتنا دون حماية أو معاونة جوية، الأمر الذي جعل الظروف كلها تتجه لصالح إسرائيل.

 

وبحلول 6 يونيو، احتل العدو العريش، واخترقت قواته مواقع أبو عويجله، وفي نفس اليوم، أصدر عبد الحكيم عامر، قائد القوات المسلحة آنذاك، بالانسحاب الكامل لكل القوات من سيناء إلى غرب القناة، بحيث يكون الانسحاب في اليوم التالي، حيث سجلت النهاية الأليمة.

فيما كانت المشاورات تتم في مجلس الأمن، الذي طالب بانسحاب القوات الإسرائيلية إلى خطوط 4 يونيو، لكن الولايات المتحدة عارضت مشروع القرار، وصممت على عدم النص على انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية، التي احتلتها، وبذلك ساعدت إسرائيل على استمرار احتلال الأراضي العربية، بما في ذلك سيناء.

 

الطريق إلى النصر

بعد الهزيمة، عملت القيادة المصرية، على إعادة بناء القوات المسلحة بعد أن فقدت الجزء الأكبر من أسلحتها ومعداتها وتحطمت الروح المعنوية لرجالها، وكانت أول خطوة في هذا الصدد هي إعفاء المشير عبد الحكيم عامر من منصبه، وتعيين الفريق أول محمد فوزي قائداً عاماً للقوات المسلحة.

في المقابل، ساد في الأوساط الإسرائيلية الإعتقاد، بأن عليها أن تنتظر 40 عاماً؛ لكي تأتي مصر مرة أخرى، ولم يخطر على وجدانها أن النصر سيأتي سريعاً في غضون 6 سنوات..

فكانت حرب الـ 6 أكتوبر عام 1973، حين نجحت قواتنا في إلحاق خسائر فادحة بالجيش الإسرائيلي، وسقطت نظرية الأمن الإسرائيلية في معظم نقاطها، فلم تستطع العوائق الطبيعية القوية بين القوتين من منع المصريون من بدء الهجوم.

وعلى إثر نتائج أكتوبر، دخلت مصر في مفاوضات سياسية مع العدو أثمرت بتوقيع معاهدة السلام، والتي نتج عنها انسحاب القوات الإسرائيلية من شبة جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها. 

وفي الـ25 أبريل 1982، رفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء، بعد احتلال إسرائيلي دام 15 عاما، وأعلن هذا اليوم الذي يجسد عودة الأرض عيداً قومياً مصرياً، يحتفل به كل العام.

Dr.Randa
Egypt Air