الجمعة 10 مايو 2024

بعد ارتفاع الأسعار..كساد فى سوق الألمونيوم

26-2-2017 | 09:48

حين تطأ قدماك شارع امير الجيوشي  بمنطقة باب الشعرية، تجد عددا من محال بيع مستلزمات الألمونيوم متراصة فى مشهد  غلفه الكساد والصمت، حيث تتكدس بضائعهم  على ارفف المحال لا تجد  من يشتريها لتحريك المياه الراكدة فى السوق، الذى كان يحتشد بالزبائن واصحاب المطاعم لشراء احتياجاتهم، ولكن بعد زيادة الاسعار وارتفاع القيمة الدولارية بات السوق فى خمول  منذ فترة ليست بوجيزة، مما دفع بعض اصحاب المهنة الى اغلاق المحال لعدم قدرتهم على سد حاجتهم المادية والاستمرار في السوق راضخين امام ارتفاع سعر الدولار.

أمام احد محال لبيع مستلزمات الألمونيوم تجلس الحاجة اماني فتحي ذات الـ 50 عاماً على كرسيها وسط بضاعتها فى كمد لما أصاب السوق من كساد، والتي حدثتنا قائلة: " بقالي اسبوع ما بعتش اى حاجة لزبون، واحنا فى الحال ده بقالنا 6 شهور، الأزمة بتزيد ويوم ما ببيع بـ 70 او 80 جنيها بحمد ربنا ، والواحد معدش مستحمل المصاريف ومش عارفة أجيب فلوس منين" موضحة انه منذ ارتفاع الدولار أصبحت الاسعار فى ارتفاع مما دفع الزبائن الى هجر السوق، وزادت الأعباء المادية عليها، حيث تدفع اجورا للعمالة لا تقل عن مائة جنيه فى اليوم للعامل بالإضافة الى شراء البضاعة من المستوردين لبيعها فى السوق مما يشكل ضغطا ماديا لا تستطيع تحمله.

استغلال المستوردين

تضيف: " كل البضاعة جاية من الصين واحنا بنشتريها من المستورد بس هما بيبعوها بالسعر اللى بيعجبهم بحجة زيادة الدولار وممكن البضاعة تكون مركونة وبسعرها القديم قبل الزيادة، بيستغلونا واحنا مش فى ايدينا حاجة نعملها"، لافتة الى ان سعر اطباق الألمونيوم وصل الى 60 جنيها بعد ان كان 28 جنيها، وسلك الألمونيوم وصل الى 670 جنيها بعد ان كان 120 جنيها، فى زيادة تتعدى الضعف.

اغلاق المحال

وتتابع اماني: " انا كنت بفكر اقفل المحل بسبب الخسارة بس اولادي رفضوا عشان المكان فاتح بيوت كتير ومينفعش نقطع رزقهم، بنستحمل الخسارة ومش عارفين لحد امتى هنفضل على الحال ده" مضيفة انه لابد من تقليل استيراد السلع الترفيهية مثل لعب الاطفال وغيرها لتوفير الدولار لشراء الحاجات الاساسية التى يعتمد عليها السوق مثل الألمونيوم والأدوات المنزلية وخلافه، للحد من ارتفاع الأسعار ليستعيد السوق عافيته كما كان فى السابق.

الأسعار فى ازدياد

لم يختلف الحال عند امير رفعت صاحب احد محال لبيع مستلزمات المطاعم من الألمونيوم، وتحدث قائلا: " الاسعار زى ما هى حتى الدولار نزل ومفيش حاجة رخصت، والبضاعة مش لاقية اللى يشتريها"، لافتا الى ان قدرة الفول يصل سعرها لـ 250 جنيها بعد ان كانت 150 جنيها، وسعر الجرل وصل الى 1200 جنيها بعد ان كان 550 جنيها ، وان تلك الزيادة يشهدها السوق منذ ثلاثة اشهر مما ادى الى حالة من الكساد بالسوق حيث لا يزيد مكسبه على  100 جنيه فى القطعة الواحدة.

كبار المستوردين

ويوضح ان كبار المستوردين هم من يقومون برفع الأسعار حسب حالة السوق ليزيدوا من ربحهم على حساب التاجر البسيط، مما دفعه الى التوقف عن شراء البضاعة حتى تستقر اسعار السوق مكتفياً ببيع البضاعة الموجودة داخل المحل.

ورش التصنيع

داخل احدى الورش لتصنيع مستلزمات الألمونيوم يقف عادل فهمي يراقب العمال اثناء مراحل التصنيع ، مبادلنا الحديث قائلا:" الورشة حالها واقف والخامات سعرها نار وفى العالي والزبون طفش وبطل يشترى" موضحاً ان كيلو اطباق الألمونيوم وصل الى 65 جنيها بعد ان كان 25 جنيها، و ان تكلفة صناعة الجرل وصلت الى 1200 جنيه بعد ان كانت تكلفته 600 جنيه، مما يكبده الخسارة .

ويضيف فهمي: " الزبون بيلف على كذا محل عشان يشتري ارخص حاجة حتى لو كانت رديئة. الاول كان بيشترى من اى محل لان الاسعار كانت حنينة عليه وشبه موحدة".

 

 

    Dr.Radwa
    Egypt Air