الأربعاء 17 يوليو 2024

الآثار الثقافية للمسيحية في مصر المعاصرة

26-2-2017 | 10:20

روبير الفارس

  إن كلمة "قبطي" مشتقة من الكلمة اليونانية  Αἴγυπτος"أجيبتوس"، والتي اشتُقَّت بدورها من كلمة "هيكابتاه"، وهي أحد أسماء ممفيس، أول عاصمة لمصر القديمة. وحاليا، تصف كلمة "قبطي" مسيحيي مصر، وكذلك آخر مرحلة للكتابة في مصر القديمة. وهي كذلك تصف الفن المُمَيَّز والعمارة التي نبعت من الإيمان الجديد، فوجود المباني الدينية المسيحية "كنائس وأديرة" أحد أبرز صور وآثار المسيحية في مصر كعقيدة وفن معا.

   ويعود تأسيس الكنيسة القبطية إلى تعاليم القديس مارمرقس، الذي بشَّر بالمسيحية في مصر، خلال فترة حكم الحاكم الروماني "نيرون" في القرن الأول، بعد حوالي عشرين عاما من صعود السيد المسيح. ومارمرقس هو أحد الإنجيليين وكتب أول إنجيل. وانتشرت المسيحية في كل أنحاء مصر خلال نصف قرن من وصول مارمرقس إلى الإسكندرية (كما هو واضح من نصوص العهد الجديد التي اكتُشفَت في البهنسا، بمصر الوسطى، وتؤرَّخ بحوالي 200 ميلادي، وجزء بسيط من إنجيل القديس يوحنا، مكتوب بالغة القبطية؛ الذي وُجدَ في صعيد مصر ويُؤرَّخ في النصف الأول من القرن الثاني).

   إن الكنيسة القبطية – وهي عمرها الآن أكثر من 20 قرنا - تركت آثارا عديدة على شكل مصر وعادات المصريين، فعلى الرغم من الاتحاد والاندماج الكامل للأقباط في النسيج المصري، فقد استمروا ككيان ديني قوي، وكوَّنوا شخصية مسيحية واضحة في العالم. والكنيسة القبطية تعتبر نفسها مُدافعا قويا للإيمان المسيحي. وإن قانون مجمع نيقية الذي تقرّهُ كنائس العالم أجمع، كتبه أحد أبناء الكنيسة القبطية العظماء: وهو البابا أثناسيوس، بابا الإسكندرية، الذي استمر على كرسيه لمدة 46 عاما (من عام 327 حتى عام 373). وإن مكانة مصر محفوظة جيدا في هذا الأمر، فهي التي لجأت إليها العائلة المُقدّسة هربا من وجه هيرودس: "فقام وأخذ الصبي وأمه، وانصرف إلى مصر. وكان هناك إلى وفاة هيرودس، لكي يتم ما قيل من الرب للنبي القائل: "من مصر دعوت ابني". (مت13:2-15).

نصوص ودراسات

  أسهمت الكنيسة القبطية في المسيحية، ولعبت دورا مهما في اللاهوت المسيحي، وخاصة لحمايتها من الهرطقات الغنوسية. وقد حَمَت الكنيسة القبطية آلاف النصوص، والدراسات اللاهوتية والإنجيلية، وهي مصادر مهمة لعلم الآثار. وقد تمت ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة القبطية في القرن الثاني. واعتاد مئات الكتبة أن ينسخوا نسخا من الكتاب المقدس وكتب طقسية ولاهوتية. والآن، تضم مكتبات ومتاحف وجامعات في العالم مئات الآلاف من المخطوطات القبطية، ومازالت الكتب والدراسات المسيحية تنشر في مصر من الطوائف الثلاثة الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية.

   وتعتبر مدرسة الإسكندرية المسيحية أول مدرسة من نوعها في العالم، فبعد نشأتها حوالي عام 190 ميلادي، على يد العَلاَّمة المسيحي بانتينوس، أصبحت مدرسة الإسكندرية أهم معهد للتعليم الديني في المسيحية. وكثير من الأساقفة البارزين من عدَّة أنحاء في العالم تم تعليمهم في تلك المدرسة، مثل "أثيناغورَس"، و"كليمنت" (القديس كليمنضس السكندري)، و"ديديموس"، والعلامة العظيم أوريجانوس الذي يُعتبر أبا لعلم اللاهوت، وكان نَشطا كذلك في تفسير الكتاب المقدس والدراسات الإنجيلية المُقارنة. وقد كتب أكثر من 6000 تفسير للكتاب المقدس.

    ولم يكن هدف مدرسة الإسكندرية محصورا على الأمور اللاهوتية، لأن علوما أخرى مثل العلوم والرياضيات وعلوم الاجتماع كانت تُدَرَّس هناك. وطريقة "السؤال والجواب" في التفسير بدأت هناك. ومن الجدير بالذّكر، أنه كانت هناك طرق للحفر على الخشب ليستخدمها الدارسون الأكفاء ليقرءوا ويكتبوا بها، قبل برايل Braille بخمسة عشر قرنا! وقد تم إحياء المدرسة اللاهوتية لمدرسة الإسكندرية المسيحية عام 1893 ميلادي. واليوم لديها مبانٍ جامعية في الإسكندرية، والقاهرة، ونيوجيرسي، ولوس أنجليس، حيث يدرس بها المُرَشَّحون لنوال سرّ الكهنوت، والرجال والسيدات المؤهلون العديد من العلوم المسيحية كاللاهوت والتاريخ واللغة القبطية والفن القبطي. بالإضافة إلى الترنيم والأيقنة (صنع الأيقونات) والموسيقى وصنع الأنسجة. ومازال فن الأيقونة القبطية فنا مصريا مميزا كما تم إنشاء المدارس التابعة للكنائس والرهبانيات والإرساليات في مصر منذ أكثر من 100 عام وتعددت هذه المدارس التى أعطت شكلا مميزا للتعليم والتربية ومنها المدارس الكاثوليكية مثل الفرير والراعي الصالح ونوتردام، والأرثوذكسية مثل سان جون والإنجيلية وتملك 23 مدرسة بمصر منها كلية رمسيس القديمة والحديثة والسلام.

اللغة

 ازدهرت الكنيسة وتمتّعت بفترة سالمة، بالرغم من القوانين التي تتطلَّب دفع المبالغ الإضافية التي فُرضَت عليهم في الفترة من 750-868 ميلادي و905-935 ميلادي، تحت حكم العباسيين. وتُشير الكتابات التي بقيت حتى الآن من الفترة ما بين القرنين الثامن والحادي عشر، إلى عدم وجود تأثُّر حاد في نشاطات العمال والصُّناع الأقباط، كالحائكين، والعاملين في مجال الجلود، والدهّانين، والذين يعملون في مجال الأخشاب. وظلَّت اللغة القبطية خلال تلك الفترة هي اللغة الرسمية للبلاد، ولم تظهر الكتابات بكلتا اللغتين العربية والقبطية قبل منتصف القرن الحادي عشر. ومن أوائل الكتابات التي كُتبَ كلها بالعربية هو كتاب كتبه أولاد العَسّال (صانعي العسل)، وفيه تفصيل للقوانين، والمبادئ الثقافية، والعادات والتقاليد لتلك الفترة المهمة، وكان ذلك بعد حوالي 500 عام من الفتح العربي لمصر. ولكن كان استخدام واتخاذ اللغة العربية كاللغة الرسمية في المُعاملات اليومية بطيئا، لدرجة أن المقريزي قال في القرن الخامس عشر إن اللغة القبطية ما زالت تستخدم كثيرا. وما زالت اللغة القبطية هي اللغة التي تستخدمها الكنيسة القبطية في صلواتها. وتركت اللغة القبطية أثارا كبيرة على العربية المصرية "العامية المصرية" ومنها على سبيل المثال:

الا، ولا، وا، ياد، واد، آد: كلمات قبطية قديمة كلها معناها صبي أو ولد.

أباي: أباه، علامة دهشة واستنكار وتستخدم في الصعيد.

اباي: للتعبير عن الغضب.

ابريم: ناضج وتقال على البلح (التمر) بلح أبريم أي بلح ناضج.

اتاي: وادي، اتاي البارود: وادي البارود.

اجنة (أشنه): أي مطرقة أو جاكوش (شاكوش).

بخ (شيطان)، ومنها البخ بأداة التعريف أي الشيطان وتستخدم للتخويف.

اخ، آه: تعبير عن الألم والندم مصري قديم.

ادكو: بلدة بجوار رشيد.

ادّينى: الكتاب ده فكلمة دينى أيضا كلمة مصرية بمعنى أعطنى.

اديني: من دي ناي وتعني أعطني.

اردب: مكيال للموازين الزراعية.

ارو: سعد

اش تيه؟: ومعناها ما هذه؟

اشمون: من شمون بلدة بالصعيد

اصاف: كَبَر

اطسا: اسم بلدة

اف: عف أي ذباب

افسيخي معناها سمك وبنقولها فسيخ.

ام قويق: طائر يشبه البومة، بالقبطي كوك ماو أي أم قويق.

امبو: قبطية ومعناها ماء ويقولها الطفل الصغير حتى الآن.

قمَّر العيش: بمعنى سَخَن العيش أو اخبزه (قفاه يقمَّر عيش).

قمشة: كرباج (سوط)

امنا: مكيال

امندي: جحيم

امهات: فضي وتقال على البلح أيضا بلح أمهات أي بلح فضي.

انتش: عطس

انكُت: فى الريف يقال انكُت العصايا دى فى الأرض يعنى اغرزها فى الأرض.

انوم: نوع من الأسماك اسمه أنوم

اه: بمعنى نعم، و كانت تنطق كالآتى: اها

او: وتقال في الصعيد في النداء مدمجة مع النداء العربي أويا إبراهيم

اوبا (أوبح): لتشجيع الأطفال من أصل يوناني ومعناها أيتها القوة.

قوطة: بمعنى ثمرة عامة أو ثمرة الطماطم فى لهجة سكان القاهرة.

اوني: حجر مازالت مستخدمة في أغنية "أوني أوني يا حجر".

ايسون: معناها نعناع جبلي.

ايول: غزال، وتستخدم في العربية الكلاسيكية (الآيل).

ايوه: تعني نعم، وتقال بالإسكندرية أيوووه وتعني نعم.

باب: وتطلق على مقابر الملوك وتعني كهف أو قبر.

باخوم (اسم شخص): معناه النسر

باش: فخ

بانوب-نوب معناها ذهب يبقى كلها تعني ذهبي.

باه ، باح _ بح تعني خلاص خلص مافيش

باهور: منسوب للإله حور.

باويت: اسم منطقة بمصر

باي تعني خوفي. يا باي يا خوفي

ببا: مصطبة

بتاو: نوع شهير من الخبز بالصعيد مصنوع من الذرة.

بح: من بوح أي وصل، أو تم ويستخدمها الأطفال عندما ينتهون من الأكل.

بخ: معناها شيطان (الباء أداة تعريف) إخ (شيطان).

بر: بيت ومنها وبرنودها

برابي: معابد، معناها هيكل ومفردها بارباي ولكنها جمعت كجمع تكسير.

بربر: ده نزل يور – اي جديد

بربر: سال، وتقال على المخاط

برج: ودخلت العامية والعربية الكلاسيكية وهي من اليونانية بيرغوس وتعنى مبنى طويل.

برجالاتك: وتعني فرشح رجليك وجاءت من اللهجة الفيومية برج (فيرج - بحيري) وتعنى يقسم، يفرشح، يفرد، و"لاتك" (راتك - بحيري) أي قدميك.

برده، برضه، برضك هكذا من باي رادي أي هكذا، كده برده، ويقال أيضا إنها من برضاك (عربية).

برسيم: بنفس النطق والمعنى الحالى وهي نوع من العشب يستخدم في إطعام البهائم بمصر.

برش: فراش السجن

برقوق: كلمة قبطية انتقلت للإنجليزية.

برنوف: برنوف

بساده: اسم شخص ويعني الخفيف

بساريا (نوع من السمك) وهي كلمة يونانية الأصل

بسيون: اسم بلدة

بشاده: مدينة قرب صا الحجر.

بشبش: يبشبش الطوبة اللي تحت راسه أي يبلها لتصير حانية على الميت.

بشبش، فشفش: فتت

بشكور: قبطية وهي آلة حديدية لإخراج الرماد من الفرن.

بصارة: أكلة من الفول من بيس (مطبوخ) أورو (بقول).

بصارة: فول مطبوخ.

بصقة: من بتصا، وتعنى تف أو تفتف، ودخل إلى العربية الكلاسيكية.

بعبع معناها عفريت (لها أصل من اللهجة الصعيدية(.

بقلوله: وعاء فخاري للماء

بقوط: سلة

بكله: وعاء فخاري صغير للماء ذو يدين أو أذنين

بلاص: يونانية وتعني إناء

بلح: تمر من بلحول قبطية

بلغم: منال يونانية بليغما

بلهم: تكلم في لا شيء، ويقال بلهم في الكلام أي قال كلام غير مفهوم.

بموا: ابن الماء أو الأسد.

بندق: يونانية باندوكي وتعني بندق وهو أحد المحمصات.

بنها: بلدة بالدلتا

بنّي: حلو وتقال على البلح أو الأسماك.

بهناو (مكنسة)، وتقال في الصعيد على المكنسة من جريد النخل.

بوري: نوع من الأسماك.

بوش: عريان، طلعت ايده بوش، أي خالية.

بون: تعني بن القهوة، ودخلت إلى القبطية في عصور متأخرة

بيبه: برغوث

بيومي: من يوم أي بحر

تابوت: صندوق يوضع به الميت.

تاتا: وتقال للأطفال الصغار في بداية المشي.

تخ: سكر (شرب لما تخ) أي صار ثملا.

ترابيزة: يونانية وتعني منضدة.

ترمس: ترمس (نوع من البقول).

تل: من تولم

تلتل ، متلتل: تقال للذي لديه سيلان بالأنف أو ما شابه معناها: ينقط.

تليس: جوال

تليس: للغلة أو المحصول.

تمساح: تمساح (نوع من الزواحف يعيش في النيل).

تنده: مكان للاستظلال أو الاستناد.

توت: اجتمعوا – توت حاوي توت.

جابانيوت: تقال في الخطوبة، ومعناها أبانا الذي..

جانافور: السطح وتستخدم أحيانا في المعمار.

جاي: وتعني خلاص وتقال في طلب الاستغاثة جاي ولاد جاي.

جف: من جفجف أي صار بلا ماء ومنها الجفاف.

جفة: رعشة أو قشعريرة من جاف أي برد أو صقيع وتستخدم في الصعيد وهي من كلمة جاف أي صقيع.

ومن العادات القبطية في الجنائز الدفن في توابيت وهي وراثة فرعونية. أما أشهر الأعياد التي تم تعميدها وأعطاها صبغة مسيحية فهو عيد شم النسيم الذي يتم الاحتفال به بعد عيد القيامة مباشرة بحيث يتم تعليم الأطفال أن هناك رمزا من أكل الملوحة والفسيخ باعتبار أنها أكلات جميلة رغم الموت رمزا للحياة الأخرى، وكما يخرج الكتكوت من البيضة حيا خرج المسيح من القبر حيا.