الأربعاء 5 يونيو 2024

الثقافة روح الحياة

26-2-2017 | 10:41

بقلم : د. نبيلة حسن

من وجهة نظري أن الثقافة تعني كل ما هو جميل وراق ومحترم وخلوق، هي الإنسانية في التواصل والتعامل هي تذوق الجمال والإبداع علي كافة المستويات، هي السمو بالروح وهنا فقط نصبح أصحاب ثقافة، إلا أن اللا ثقافة تعني عكس ما سبق وهذا في حد ذاته هو «ثقافة» ولكن للتدني وللا إنسانية وللا جميل.

إذاً الثقافة هي أسلوب تفاعلنا مع كل ما يحيط بنا في الحياة وإذا كانت الثقافة بهذا الحجم أيعقل أن نحاسب وزارة الثقافة فقط علي مساوئ الواقع أم أنه لا نهوض بثقافة الواقع دون وضع خطط قومية يتعاون فيها الجميع لتغيير ثقافة ما أو لبناء ثقافة أخري فإذا ما أردنا زيادة الوعي بالنظافة أو الضمير أو الملكية العامة أو الحريات كل ذلك هل تحاسب عليه وزارة الثقافة أم تحاسب عليه كافة المؤسسات.

بالطبع دون وضع خطط يتعاون فيها الجميع سيكون مثل من ينقش على الماء فمثلا قضية محو الأمية لو أنه تم ربط المساعدات المالية التي تحصل عليها الأم المعيلة بتعليم ابنائها لأقلعت عن تشغيل الطفل ومنعه من الذهاب للمدرسة والاحتفاظ بالمعونة أو المعاش... نعم اتفق بأن العائد لا يكفي لمواجهة الحياة وغلائها ولكن عكس ذلك هو إنشاء جيش من الأطفال المرضي والجهلة والمعاقين وكل ذلك يحمل علي ميزانية الدولة من أموال دافعي الضرائب.

فلنوقف الثقافة الهدامة، ولابد أن نأخذ خطوات تعاونية لكي تتوحد القناعات فيتوحد السلوك نتيجة للثقافات الإيجابية الداعمة للسلوكيات البناءة هذا إذا أردنا التغيير للأفضل لكن النظر تحت الأقدام وثقافة الجزر المنعزلة لن تؤدي بنا إلي بناء واقع أفضل.

عندما توليت رئاسة المركز القومي لثقافة الطفل صدمت في «حوار» بأنني سوف أتعاون مع كافة الجهات الممكنة وأنني سأكمل طريق من سبقوني فإذا بالكاتب الكبير عبدالتواب يوسف رحمه الله يتصل بي يطلب تحديد ميعاد للقائه وقال لي: كان لدي فضول أن أري من لديها الرغبة في التواصل ومن لم تهج وتشتم من سبقوها في المنصب لأنه من المعتاد أن الفارس الجديد هو الذي «سيسوي الهوايل» فضحكت وقلت له مهما كان الواقع بهذه القسوة إلا أنني يكفيني شرف المحاولة... وبالفعل كانت المحاولة صعبة لأن ثقافة التوحد وعدم التعاون كانت سائدة مع أغلب المسئولين فالكل غارق في مشاكله ولا يعي أهمية ثقافة الاتحاد قوة، حيث كل وزارة وهيئة تعمل بمفردها وبالتالي لن تنجح وهكذا أدركت احتياجنا بقوة إلي الثقافة - حتي ندرك أن التطور والتقدم مشروط بالوعي وبالثقافة فما أحلاها وأجملها من كلمة نحتاج إلي تفعيلها في سلوكنا من أجل النهوض بمصرنا الحبيبة.