يحتفل العالم اليوم بيوم الأرض، وهو مناسبة دولية تضم فعاليات تنظمها أكثر من 190 دولة لتسليط الضوء على قضايا البيئة وحماية الكوكب، في ظل الاهتمام العالمي بالطبيعة ومكافحة التغيرات المناخية.
يوم الأرض
في 22 أبريل من كل عام، يحتفل العالم بيوم الأرض، وهو الذكرى السنوية لميلاد الحركة البيئية الحديثة في عام 1970، إذ كان الأمريكيون في العقود السابقة يستهلكون كميات هائلة من الغاز المحتوي على الرصاص من خلال سيارات ضخمة وغير فعالة، كما أن الصناعة أدت لزيادة تلوث الهواء، ومع مرور السنوات تزايدت المخاوف البيئية وكيف تهدد البيئة الملوثة صحة الإنسان.
ودفعت تلك العوامل إلى نشر كتاب راشيل كارسون الأكثر مبيعًا في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "الربيع الصامت" في عام 1962، والذي كان بمثابة لحظة فاصلة، حيث بيع منه أكثر من 500000 نسخة في 24 دولة حيث أدى إلى زيادة الوعي العام والاهتمام بالكائنات الحية، البيئة والروابط التي لا تنفصم بين التلوث والصحة العامة.
ليبدأ الاحتفال بعد ذلك بيوم الأرض، في 22 أبريل من كل عام، وذلك استجابة لدعوة الأمريكي جون مكونيل ناشط السلام، في مؤتمر اليونسكو، الذي عُقد في عام 1969 في سان فرانسيسكو، وخلال المؤتمر دعا إلى تخصيص يومًا لتكريم الأرض ومفهوم السلام.
وبالفعل بدأ العالم يحتفل بيوم الأرض وقضايا البيئة والمناخ، لتعقد بعد ذلك قمة الأمم المتحدة المتعلقة بالأرض عام 1992 في ريو دي جانيرو، والتي عقدت من 3 إلى 12 يونيو من ذلك العام، بمشاركة 172 دولة، لبحث السبل لكيفية حماية كوكب الأرض والموارد الطبيعية، ليتوالى بعد ذلك عقد قمم دولية للمناخ وحماية البيئة.
يوم الأرض 2024
ومنذ عام 1970 وحتى اليوم وتقام فعاليات يوم الأرض، كأكبر احتجاج عالمي من أجل التركيز على قضايا الأرض، ففي عام 1970 بدأت الحركة البيئية الحديثة، ثم في 1980 أقيم الحدث الرئيسي ليوم الأرض في عام 1980، في واشنطن، بعد صدور عدة تشريعات مهمة لحماية البيئة منها قانون الأنواع المهددة بالانقراض، وقانون حماية الثدييات البحرية، والصندوق الفائق، وقانون مراقبة المواد السامة، وقانون الحفاظ على الموارد واستعادتها، وبالطبع قانون الهواء النظيف والنظيف، وشهد هذا العام إنشاء وكالة حماية البيئة وحظر مادة الـ دي.دي.تي والرصاص في البنزين، استمر يوم الأرض في التوسع دوليًا خلال الثمانينيات، كما فعلت مبادرات السياسة الدولية.
ومع اقتراب عام 1990، تواصلت مجموعة من قادة البيئة مع دينيس هايز لتنظيم حملة كبرى أخرى من أجل الكوكب مرة أخرى، وازدادت عالمية يوم الأرض، حيث حشد 200 مليون شخص في 141 دولة ورفع القضايا البيئية إلى المسرح العالمي، وهو ما أعطى دفعة كبيرة لجهود إعادة التدوير في جميع أنحاء العالم وساعد في تمهيد الطريق لقمة الأرض التي عقدتها الأمم المتحدة عام 1992 في ريو دي جانيرو.
وفي عام 2000، تركزت الأنشطة على ظاهرة الاحتباس الحراري والدفع باتجاه الطاقة النظيفة، وخلالها جمع يوم الأرض 2000 بين الصورة الكبيرة ليوم الأرض الأول والنشاط الشعبي الدولي ليوم الأرض 1990، وكانت هناك 5000 مجموعة بيئية في مختلف أنحاء العالم تشارك في هذه الجهود، وتواصلت مع مئات الملايين من الناس في 184 دولة.
وفي 2010، شارك ما يقرب من مليار شخص حول العالم في فعاليات الذكرى الأربعين ليوم الأرض، واتخذ ما يقدر بنحو 20.000 شريك إجراءات بشأن تغير المناخ والقضايا البيئية الأخرى من خلال المسيرات المناخية، وشارك أكثر من 200 مسؤول منتخب في أكثر من 39 دولة في حوارات نشطة مع ناخبيهم حول جهودهم لإنشاء اقتصادات خضراء مستدامة والحد من آثار الكربون.
وفي 2016 تم التوقيع على اتفاق باريس، والتي تعج أهم اتفاق بشأن المناخ في تاريخ حركة المناخ والبيئة، بمشاركة 175 دولة.
وفي 2020 كان يوم الأرض في الذكرى الخمسين، وتضمنت الأنشطة أنشطة مثل عملية التنظيف العالمية الكبرى، وعلوم المواطن، والدعوة، والتعليم، وفنون الشوارع. كان موضوع عام يوم الأرض 2020 هو "العمل من أجل المناخ"، بمشاركة أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم في فعاليات يوم الأرض، واحتفل 100 مليون شخص بالذكرى الخمسين.
وفي 2024 تواصل منظمة يوم الأرض، الفعاليات من أجل مواجهة أزمة المناخ والحد من الكربون، حيث يرفع الاحتفال شعار "الكوكب مقابل البلاستيك"، حيث اقترح منظمو يوم الأرض، أن يتطوع الناس في كل أنحاء العالم، في فعاليات للتنظيف أو التوعية بشأن الأضرار الناجمة عن التلوث البلاستيكي.
وجددت المنظمة القائمة على تنظيم الاحتفال الدعوة لضرورة إنهاء استخدام البلاستيك من أجل صحة الإنسان والكوكب، وتطالب بتخفيض بنسبة 60% في إنتاج جميع المواد البلاستيكية بحلول عام 2040.
وفي تقديراتها الأخيرة، أكدت منظمة الأمم المتحدة أن العالم يفقد 4.7 مليون هكتار من الغابات سنويا.