الأحد 5 مايو 2024

في الذكرى الـ42 لتحرير سيناء.. كيف وقف بدو سيناء في وجه الاحتلال بـ«مؤتمر الحسنة»؟

مؤتمر الحسنة

تحقيقات25-4-2024 | 12:31

أماني محمد

تحتفل مصر اليوم بالذكرى الـ42 لتحرير سيناء واسترداد تلك البقعة الغالية والمباركة في أرض مصر، والتي ضحى الشهداء من القوات المسلحة والشرطة وسائر أبناء الشعب المصري بدمائهم من أجل تحريرها، ولعب بدو وقبائل سيناء دورا كبيرا في معركة التحرير وإجهاض مخططات الاحتلال الإسرائيلي حينها.

 

مؤتمر الحسنة ودور بدو سيناء

بعد احتلال سيناء، في يونيو 1967، حاول الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مخططه بتدويل سيناء وانتزاعها من السلطة المصرية، واعتقد أنه يستطيع تحريض أهالي سيناء على الاستقلال وإعلانها دولة مستقلة، فنظم مؤتمر الحسنة في شمال سيناء في 31 أكتوبر 1968، تنفيذا لهذا الهدف، لإعلان قيام دولة مستقلة في سيناء وعدم أحقية مصر في استرداد أرض الفيروز مرة أخرى، إلا أن أهالي سيناء كانوا بالمرصاد وأجهضوا هذا المخطط في مؤتمر الحسنة الذي كان بمثابة صفعة على وجه الاحتلال وأفشل مخططه.

في مؤتمر الحسنة، تجسدت أصالة وبطولة شعب مصر وقوة أهالي سيناء وموقفهم، فبينما كان الاحتلال الإسرائيلي يدعو كل وكالات الأنباء العالمية وينقل المراسلين والصحفيين من كل العالم لحضور المؤتمر، الذي أعلن فيه موشى ديان وزير دفاع الإسرائيلى حينها، عن مفاجأة فى وجود كبار القيادات فى إسرائيل، بحضور شيوخ وعواقل قبائل سيناء، اعتقادا أنهم سيوافقون على تدويل سيناء واستقلالها كدولة منفصلة عن مصر، جاء موقفهم التاريخي الذي سجله الشيخ سالم الهرش من قبيلة البياضية.

وقف الهرش متحدثا باسم شيوخ وعواقل قبائل سيناء، في مؤتمر الحسنة أمام الإسرائيليين، فقال لهم "أترضون بما أقول؟ فقالوا له نعم"، وكان الجميع متأهبا لما سيقوله الشيخ الهرش، وأنه سيوافق على موقف الاحتلال بالتدويل، فجاء رده صفعة صدمت الاحتلال، حيث قال: "سيناء أرض مصرية وستبقى مصرية ولا نرضى بديلاً عن مصر وما أنتم إلا احتلال ونرفض التدويل وأمر سيناء فى يد مصر، سيناء مصرية مائة فى المائة ولا نملك فيها شبراً واحداً يمكننا التفريط فيه.. ومن يريد الحديث عن سيناء يتكلم مع زعيم مصر جمال عبدالناصر".

وما أن أنهى الهرش حديثه، حتى توالت الهتافات باسم مصر، وانتهى المؤتمر صادما قادة الاحتلال ليفشل مخططهم، ويعطي شيوه وقبائل سيناء درسا في الوطنية والانتماء والكرامة لكل العالم، ويخلد التاريخ موقفهم، حتى اليوم ليصبح يوم 31 أكتوبر 1968 يوما خالد، يوقف شموخ وصمود قبائل سيناء.

ونجح الشيخ سالم الهرش في الهرب من سيناء عبر الأردن حماية لروحه، وتم تكريمه فيما بعد، حيث أهداه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر نوط الامتياز من الطبقة الأولى، إلا أن الاحتلال حاول التنكيل بأهالي سيناء باتخذا الإجراءات الانتقامية حيث اعتقل 120 من المشايخ والمواطنين.