تذخر أرض الفيروز بالآثار والمناطق المقدسة، التي تجعلها قبلة لعشاق السياحة الدينية في مصر وخارجها، ففيها منطقة التجلي التي كلم الله سبحانه وتعالى نبيه موسى عليه السلام، وفيها منطقة سانت كاترين التي تجمع آثارًا من العصور المسيحية الأولى.
مقدسات سيناء
ومن أبرز مناطق سيناء، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، منطقة الطور، فق ذكر جبل طور سيناء والوادي المقدس طوى، فهي المنطقة التي تجلى فيها الله سبحانه وتعالى شاهد النبى موسى عليه السلام خلال رحلته وأسرته عبر سيناء بالوادى المقدس طوى ليلًا، فقد طلب موسى أن يرى الله، وتجلى الخالق، وشهد موسى المعجزة الإلهية، بانهيار الجبل أو دكه، ولا يزال هناك بقايا للجبل معروفة باسم «الجبل المدكوك».
كما كرم الله سبحانه وتعالى جبل الطور، بذكره في القرآن الكريم في سورة التين، بقوله «والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين»، ففي الآية يرمز التين والزيتون لمنطقة بيت المقدس، أما طور سنين، فهو جبل الطور بسيناء، فيما فسر العلماء البلد الأمين بأنها مكة المكرمة، وبهذه الآية فيأتي جبل الطور في سيناء فى منزلة قريبة من مكة والقدس وهما لهما مكانة عظيمة في القرآن فبهما الحرمين المكي والأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين.
ومن المناطق الأثرية أيضا في سيناء، تأتي منطقة عيون موسى، والتي تضم 12 عين ماء، تفجرت لبنى إسرائيل، عند اشتداد العطش بهم، لكن بمرور الأيام وتراكم الرمال لم يتبق إلا 4 عيون فقط، وقيل إن هذه العيون في موقع بعد أن عبر بني إسرائيل البحر ونجاهم الله وأغرق فرعون، وهذه العيون من أبرز مناطق الاستشفاء والسياحة العلاجية من الأمراض الروماتيزمية في مصر بمياهها الكبريتيية.
وقيل إن منطقة مجمع البحرين، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة الكهف، هي منطقة رأس محمد، وهى مجمع خليج العقبة والسويس فى بحر واحد وهو البحر الأحمر.
دير سانت كاترين
يعتبر دير سانت كاترين في جنوب سيناء، من أبرز المناطق الجاذبة للسياحة، فيضم العديد من الأديرة والكنائس فى أودية سيناء، من أشهرها دير سانت كاترين، والذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي، ويضم العديد من المباني منها الكنيسة الكبرى وكنيسة العليقة والجامع وآبار للمياه، ويعد أقدس مكان فيها هو هيكل الشجرة، وهو المكان الذي يعتقد أن موسى وقف فيه عندما تجلى الله له وخاطبه.
ويضم الدير مسجدًا أمر بني في عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله، عام 500 هجرية (1106م).
ومن أبرز مناطق المقدسات في سيناء، تأتي مدينة رفح شرق العريش، كمحطة مهمة في مسار العائلة المقدسة، بعدما دخلت مصر هربا من اضطهاد هيرودويس، حيث كانت «الغراما» هى المحطة الأخيرة التى حلت بها العائلة المقدسة فى سيناء، وهذه المنطقة من مراكز الرهبنة فى الديانة المسيحية الآن.