الفن هو نوع من الإبداع الذي يعبر عن المجتمعات، والثقافات المختلفة والمتنوعة، فلكل زمن فنه الخاص ولكل فنان طريقته الخاصة فالتعبير.

 فالفن يعبر عن الفنان وعن مجتمعة وبيئته المحيطة به كذلك، فهو بمثابة مرأة للفنان يرى من خلالها الجمهور واقع هذا الشخص.

من خلال بوابة دار الهلال، نستعرض في سلسلة "لوحات عالمية" أشهر اللوحات حول العالم، واليوم سنسلط الضوء على لوحة « الصرخة» لإدفارد مونش.

 تعد لوحة «الصرخة» واحدة من أهم وأشهر اللوحات فالعالم، رسمها الفنان النرويجي إدفارد مونش، وهي لوحة تعبر عن الإضطراب النفسي والقلق الذي عاشه الفنان في فترة من حياته، وعنوان اللوحة الأصلي بالألمانية يعرف باسم "صرخة الطبيعة".

شرح اللوحة: يتوسط اللوحة شخص ليس برجل أو إمرأة،  يظهر عليه الألم ويصرخ بقوة وهو يضع كلتا يديه على وجهه، وفي الخلفية يظهر أنه يقف على جسر، وتظهر السماء والغيوم باللون الأحمر الدموي، وكأن اللوحة تعبر عن الألم والخوف في جميع أركانها.

رسم "مونش" أربعة نسخ للوحة، وقال في مذكراته عنها " ذات يوم كنت أسير على الطريق، وكانت المدينة على جانب، والمضيق البحري تحت المدينة، شعرت بالتعب والمرض، توقفت ونظرت إلى المضيق، حيث كانت الشمس تغرب، وتحولت الغيوم إلى لون الدم، شعرت بصراخ يمر في الطبيعة، بدا لي أنني سمعت الصرخة، رسمت هذه الصورة، والغيوم على أنها دماء فعلية، فكانت الصرخة".

اشتهر "مونش" بهذه اللوحة بشكل كبير وذاع سيطه بعد رسمها، تقع النسخة الأولى ضمن مجموعة المتحف الوطني للنرويج في أوسلو، والنسخة الثانية والرابعة ضمن مجموعة متحف مونك، والثالثة، أحد النسختين المرسومة بالباستيل، بيعت في مزاد لرجل أعمال أمريكي في عام 2012.

عرف "مونش" باسمين، إدفارد مونك، والثاني إدوارد مونش، وهو فنانا ورساما تعبيريا، من النرويج، لم يقتصر إبداعه على عالم الرسم فحسب بالأيضا أبدع فالنحت، والتصوير الفوتوغرافي، وأصبح رائدا في الفن التعبيري منذ بدايات القرن العشرين، أصدر العديد من اللوحات وكان من أشهرها لوحة الصرخة، التي كانت ضمن مجموعة له سمها تحت عنوان "إفريز الحياة".

ترمز لوحة الصرخة إلى المعاناة والقلق ويظهر ذلك في ملامح الشخص الذي يصرخ بيأس ويمسك بيديه وجهه، وبسبب ذلك الإبداع العظيم لمست قلوب الجماهير وأصبحت من أشهر اللوحات العالمية.