الخميس 9 مايو 2024

عظماء مصر| «بيبي الأول» مؤسس أول جيش نظامي في مصر

تمثال الملك بيبي الأول

ثقافة27-4-2024 | 12:05

أروى أحمد

شهدت حضارات العالم بعظماء أسسوا تاريخها، وأحيوا تراثها، فلكل تاريخ صناعة، والحضارة المصرية، خلد تاريخها عظماء لم يشهد بمثلهم من قبل، ومنهم ملوك مصر العظام منذ العصور القديمة.

من خلال بوابة دار الهلال نستعرض في سلسلة "عظماء مصر" أشهر من صنعوا التاريخ المصري، واليوم سنسلط الضوء على «بيبي الأول».

بيبي الأول هو واحد من أشهر ملوك الأسرة السادسة، عمل جاهدا على توسيع مصر، والحفاظ عليها من الأعداء، وسعى إلى تأمين طرق التجارة للمصرين خارج الدولة، مثل طرق لبنان والصومال.

أنشأ الملك بيبي الأول أول جيش نظامي في مصر، كما عرفت فترة حكمه بالاستقرار والازدهار العظيم الذي شهدته الدولة في عهده.

وتبعا لما جاء في كتاب الفراعنة المحاربون، "أنه في عهد هذا الملك تعرضت الدلتا المصرية لغارات عديدة من البدو الموجودين على حدود مصر الشمالية الشرقية؛ الذين أطلقت عليهم النصوص المصرية «عامو حريو شع» أي الآسيويين الموجودين على الرمال»، ومن أجل صد هجماتهم التي لم تفلح الحاميات العسكرية القليلة العدد في هذه المناطق في التصدي لها، كلف بيبي الأول وني الأكبر بقيادة حملات عسكرية في بلاد الشام، فتأسس أول جيش نظامي مصري قوامه العديد من الآلاف من المجندين المصريين من جنوب مصر إلى شمالها، فضلا عن عدد كبير من النوبيين والليبيين الموالين لمصر".

كان لبيبي الأول موظفا مشهورا في دولته، وعرف باسم "وني الأكبر"، كتب له على مقبرته السيرة الذاتية الخاصة به، وهي تعتبر من أفضل السير الذاتية التي خلدها التاريخ، وذقيل فيها أنه كان هو قائد الجيش النظامي الأول في مصر، وعب عن فخره ومدى سعادته بقيادة الجيش على نص مقبرته، والذي انتهى بالنصر لصالحهم على على البدو.

وجاء أيضا في كتاب فراعنة مصر المحاربون، أن  في السيرة الذاتية لـ وني الأكبر، الجيش تصرف بشكل أخلاقي، ولم يعتدي على أي شيئ يخص البدو أو أرضهم، كما حافظو على تعاونهم وأزرهم لعبضهم البعض، وكان من أهم ما أكد عليه أن جيش مصر عاد منتصرا إلى أرض البلاد، وأنه عاد في سلام، بعد أن دمر هؤلاء البدو الذين كانوا يعتدون على حدود مصر الشمالية الشرقية، وبوابة مصر الشرقية عبر العصور، وذلك وبعد أن دمر حصونهم، و أشعل النار في أرضهم، وقتل الآلاف من جندهم، وأسر الآلاف منهم.

شيد الملك بيبي الأول العديد من الأثار المتنوعة في عصره، والتي منها، هرمه في سقارة، عدة معابد في أبيدوس ومنطقة تل بسطه، ومن أشهر أثاره تمثاله  في المتحف المصري المصنوع من النحاس.

شهد عصره القوة والازدهار في العديد من النواحي وليس فقد الجانب السياسي، فشاهدنا إزهار الفن في عصره المتمثل في النقوش البديعة التي نفذت في معبده.

Dr.Radwa
Egypt Air