الجمعة 10 مايو 2024

بمناسبة مرور 68 عام على إنشائه.. ما هي أهم منجزات وأهداف مركز تسجيل الآثار؟

من الحضارة المصرية القديمة

ثقافة27-4-2024 | 20:03

همت مصطفى

 في شهر أبريل من كل عام  يحتفل مركز تسجيل الآثار المصرية في بذكرى التأسيس والإنشاء، ولنتعرف مع بوابة دار الهلال على قصة إنشاء المركز وأهم  المهام والأهداف له مع  الذكرى  الـ  68  للإنشاء والتأسيس.

 

 مركز تسجيل الآثار المصرية ..  والحفاظ على الحضارة المصرية 

أنشأ  مركز تسجيل الآثار المصرية  في 25 أبريل عام 1956، وذلك بهدف تسجيل وتوثيق الآثار والمعابد،  حفاظًا على تاريخها، بعد أن  كادت أن تتعرض للغرق بعد إنشاء مشروع  السد العالي وبحيرة ناصر من خلفه.

 

ما الضرورة للإنشاء؟ 

كان  من الضروري تأسيس و إنشاء مركز علمي  من مهامه الرئيسية أن يقوم بتسجيل هذه المعابد قبل أن  تداهمها المياه   في الجنوب ، وخاصة بعد مشروع السد العالي،  وحتى لا تغمر المعابد  المياه تخفيها عنا وقبل خطط  الإنقاذ التي ستعد لها  حتى يتم بعد ذلك نقلها من مكانها الأصلي، فنحن نحن ندرك أن لمشروع إنشاء السد العالي العديد من  المكاسب الاقتصادية والاجتماعية  لفئات الشعب المصري والدولة المصرية، لكنه كان سيترك آثارًا سلبية على  مظاهر الحضارة المصرية القديمة ومن بينها  المعابد  فى منطقة النوبة، خلف موقع بناء السد العالي والتي كانت مهددة بالغرق، حيث أن مركز تسجيل الآثار المصرية بدء في أعمال التسجيل والتوثيق الفعلي لهذه الآثار عام 1955 وذلك  ليتم المحافظة  على التراث المصري القديم والمتفرد.

 

قرار الإنشاء 

 وفي منتصف  التسعينيات بالقرن الماضي، صدر القرار رقم 184 لسنة 1956 بإنشاء مركز تسجيل الآثار المصرية  لتسجيل ودراسة الآثار المصرية والنشر العلمي لها، ومد العلماء والباحثين بالمادة العلمية اللازمة لدراساتهم، والاستفادة بأعمال التسجيل العلمي فى أعمال الترميم التى يقوم بها المجلس الأعلى للآثار، والحفاظ على الوثائق التى يتم جمعها بواسطة التسجيل وتبادلها مع الهيئات والجامعات العلمية والفنية المختلفة.

 

التطوير المؤسسي 

قال  محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مناسبة الاحتفال  بالتأسيس: «تمثل ذكرى إنشاء المركز هذا العام تعد ذات طابع خاص ومميز حيث تأتي بالتزامن مع اتخاذ وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار خطوات وإجراءات حثيثة للنهوض بعملية التسجيل والتوثيق حيث تم استحداث قطاع حفظ وتسجيل الآثار ضمن الهيكل التنظيمي الجديد للمجلس الأعلى للآثار والذي تم اعتماده بموجب القرار الوزاري رقم 338 لسنة 2022 والصادر في ضوء صدور قرار رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة رقم 262 لسنة 2022، بما يحقق التطوير المؤسسي ويضبط المنظومة الإدارية بالمجلس، ويضمن قيام المجلس بالدور المنوط به كمؤسسة علمية توعوية ومُنظمة للعمل الأثري في مصر ومالك ومشغل للآثار والحفاظ عليها للأجيال القادمة».

 

وأوضح دكتور هشام الليثي رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار، أن المركز هذا العام شهد العديد من الإنجازات حيث قامت بعثة مركز تسجيل الآثار المصرية في الفترة من أكتوبر 2023،  إلى  مارس 2024،  بأعمال الرفع المعماري والتصوير الرقمي للعديد من مقابر البر الغربي بمحافظة الأقصر بعدة مواقع شملت «الدير البحري، وذراع أبو النجا، ودير المدينة، والشيخ عبده القرنة، والعساسيف، ووادي الملوك»

 تسجيل مناظر الحياة اليومية  ومقابر الأشراف 

وتابع «الليثي»:  لقد قام المركز بتسجيل عدد من مقابر الأشراف من بينها المقبرة رقم TT 5 للمدعو نفر -رابت، ومقبرة رقم TT 10 لكلآ من بن-بوي وكا-سا، والمقبرة رقم TT 100 بمنطقة الشيخ عبده القرنة والتي تخص المدعو «رخمي-رع» والذى حظي بمكانة كبيرة وحمل العديد من الألقاب والمهام علي رأسها منصب الوزير خلال عهدي كلآ من الملك تحتمس الثالث وأمنحتب الثاني، وتمثل مقبرته سجل تاريخي  مهم  عن فترة عصر الأسرة الثامنة عشرة بالدولة الحديثة، إضافة إلى تسجيل مناظر الحياة اليومية والدينية المعتادة تم بتسجيل مناظر تضم جمع الضرائب، استلام الجزية الأحنبية، تنظيم أعمال الفلاحين والفنانين والصناع من كل مهنة كصانعي الطوب والمعادن وغيرهم.

 

عصر الدولة الحديثة 

وقام  مركز تسجيل الآثار المصرية بالموسم  الحالي بأعمال تسجيل وتوثيق مقبرة الملك تحتمس الثالث من عصر الدولة الحديثة بوادي الملوك، والتي تعد من أهم المقابر التي ما زالت تحتفظ بجودة عالية من النقوش والألوان، حيث تضمنت جدرانها تصوير كامل لكتاب العالم الآخر لرحلة الشمس والتي تعرف باسم «الإيميدوات»، وتتميز هذه المقبرة بحجرة الدفن التي نحتت علي شكل الخرطوش الملكي، حيث تم فك الزجاج المحيط بجدران الحجرات لإتمام أعمال الرفع المعماري والتصوير الرقمي والفوتوجرامتري للمقبرة.

وقام بتسجيل مقبرة المدعو سننموت وتؤرخ بعصر الدولة الحديثة بمنطقة الدير البحري، والذى عمل في بداية حياته كاهنا وقائدًا عسكريا، كما أنه المهندس المعماري الذي قام بتصميم معبد الدير البحري للملكة حتشبسوت، وتتميز مقبرته بأن سقفها يحتوي علي أقدم تسجيل للخريطة الفلكية في مصر القديمة.

 الرفع المعماري والتصوير الرقمي

و شملت أعمال المركز الرفع المعماري والتصوير الرقمي والفوتوجرامتري أيضا لعدد من المقابر بمنطقة ذراع أبو النجا والتي تؤرخ بعصر الأسرتين الثامنة والتاسعة عشرة من الدولة الحديثة، حيث تم خلال هذا الموسم تسجيل عدد من مقابر الأشراف من بينها  مقابر كل من : «شروي»، «ون-مفر»، وروي» والتي تعد من أجمل مقابر المنطقة حيث ما زالت حتي الآن تحتفظ بجودة ألوانها ودقة تفاصيل الرسومات المسجلة علي جدرانها.

كتا ب «الكروم والنبيذ» ..  في مجال النشر العلمي 

وفي الختام نوضح مهمة من مهام مركز تسجيل الآثار المصرية، وهي  الاهتمام الكبير بمجال النشر العلمي، حيث قام منذ  الإنشاء بنشر  العديد  من الإصدارات العلمية، حيث صدر حديثًا عن المركز كتاب باللغة الإنجليزية بعنوان ا«لكروم والنبيذ فى مصر القديمة».

 

Dr.Radwa
Egypt Air