الأربعاء 22 مايو 2024

أساطير عالمية.. حورس وست

اسطورة أوزوريس وست وحورس

ثقافة30-4-2024 | 22:47

إسلام علي

ترتبط الأساطير المصرية القديمة، ارتباطًا وثيقًا بالدين والمعتقدات والطقوس، إذ أنها كانت تهدف إلى تفسير الظواهر الطبيعية والكونية، وكذلك تقديم العبر الأخلاقية وشرح أصل الكون والحياة والموت، ومن بين هذه الأساطير، برزت أسطورة حورس كواحدة من أشهر الأساطير المصرية القديمة، التي حظيت بشهرة واسعة حتى يومنا هذا، وأثرت بشكل كبير في العديد من الأساطير الأخرى، خاصة في حضارات الشرق الأدنى، و يعكس هذا التأثير المحتوى الغني لأسطورة حورس، إذ تشتمل على مفاهيم كونية وقوانين طبيعية تحكم الكون.

تبدأ أسطورة حورس بالصراع العنيف بين شقيقين: ست وأوزوريس، حيث كان الخلاف بينهما حول من يسيطر على عرش مصر، فقام ست بقتل أوزوريس بوحشية، مما دفع زوجة أوزوريس، إيزيس، إلى الهروب، ومع معرفتها بقوانين الطبيعة والسحر، استخدمت قواها للاقتران بأوزوريس حتى بعد موته، وذلك لتتمكن من إنجاب وريثه الوحيد، وهكذا أنجبت إيزيس ابنهما الوحيد، حورس.

ومن أجل حماية الطفل من غضب ست، أخذته إيزيس إلى مكان خفي في منطقة الدلتا، حيث ربته وعلمته حتى يكبر ويصبح قويا بما يكفي ليواجه عمه ست، الذي كان مصمما على القضاء على كل ذرية أوزوريس لضمان عدم انتزاع الحكم منه في المستقبل.

نشأ حورس تحت رعاية والدته، التي دربته على فنون القتال والسحر، استعدادا لمواجهته القادمة مع ست، وقد تلقى حورس أيضا المساعدة من عدة آلهة، مثل تحوت، إله الحكمة، الذي زوده بالبصيرة، ومونتو، إله الحرب، الذي ساعده على تطوير مهاراته القتالية.

بفضل هذه المعارف والدعم الإلهي، تمكن حورس من التغلب على ست واستعادة عرش مصر، متوجا ملكا شرعيا، وبهذا الانتصار، بدأ عصر جديد من الازدهار والنمو في مصر، حيث سادت العدالة والنظام في البلاد.

 

الرموز الثقافية في الأسطورة 

يمثل ست في الأساطير المصرية القديمة رمزا للنفس السفلية، التي تحفز الرغبات الدنيوية وتغري الإنسان بالملذات الزائلة، لذلك، يعتبر الصراع بين ست وحورس تجسيدا للصراع الدائم بين الخير والشر، أو بين الوعي واللاوعي، ولكن هذا الصراع ليس بين شخصين بل داخل الإنسان نفسه.

تشبه رحلة حورس رحلات الإنسان اليومية، حيث يجب على الإنسان مواجهة التحديات والمعوقات لتحقيق أهدافه، القصة الرمزية لأسطورة حورس تبرز العقبات التي تواجه الإنسان، والحواجز التي يجب عليه تجاوزها لتحقيق غاياته، وفي هذه القصة، كان الهدف هو استعادة عرش مصر، ولكن على المستوى الرمزي، يمكن فهمه كرحلة الإنسان لتحقيق ذاته أو بلوغ غاياته الروحية.

ويفسر انتصار حورس على ست على أنه اتحاد الروح الإنسانية بالقوة الإلهية، وهذا من خلال التعاليم التي منحتها إيزيس لحورس لتمكينه من التواصل مع القوة الإلهية، التي ساعدته في استعادة عرشه.

 وقد تجلى هذا الاتحاد في المساعدات التي تلقاها حورس من الآلهة، مثل تحوت، إله الحكمة، ومونتو، إله الحرب، ما يشير إلى أن الحصول على الحكمة والقوة قد يحتاج إلى دعم من قوى أعلى لتمكين الإنسان من تحقيق أهدافه والوصول إلى مراده.