الثلاثاء 21 مايو 2024

تاريخ العملات المعدنية من العصور الفرعونية إلى العصر الحديث.. تفاصيل

العملات المعدنية المصرية

ثقافة3-5-2024 | 17:38

إسلام علي

شهد تاريخ العملات المعدنية المصرية، سواء كانت فضية أو ذهبية، العديد من الأحداث المهمة عبر التاريخ، فقد كانت هذه العملات شاهدة على فترات متعددة من تاريخ مصر، من العصور الفرعونية القديمة وصولا إلى العصور الحديثة.

فتميز العصر الفرعوني، بالذهب والفضة والنحاس، تستخدم كوسيلة للتبادل التجاري في تلك الأثناء، وقد شهدت الأسرة الخامسة عشرة "ما قبل الدولة الحديثة"، إصدار أول عملة معدنية موحدة.

وتميزت هذه العملات، بنقوش تعبر عن الملوك والمعتقدات الدينية مثل تمثيل الآلهة المصرية المتعددة على تلك العملات، لتحكي لنا الرمزيات التي كانت متداولة في ذلك العصر.

وعلى جانب آخر، بدأ البطالمة في سك العملات المعدنية، باستخدام الذهب والفضة والنحاس مثل قدماء المصريين، فحملت هذه العملات صور ملوك البطالمة، بنفس الأوضاع التي كانت تتخذها المصريون القدماء، وذلك لأجل التقرب أكثر من الشعب المصري وكسب ثقته، فضلا عن استخدامهم رموزا من الحضارة اليونانية.

في العصر الروماني، اعتمد المصريون العملات المعدنية الرومانية، والتي كانت تحمل صور الأباطرة الرومان ونقوشا باللغة اللاتينية،  واستمر الحال في العصر البيزنطي، التي تضمنت صور الأباطرة البيزنطيين ونقوشا باليونانية.

واختلفت العملات المعدنية في مصر تماما، منذ دخول المسلمون مصر عام  641 م، وغيروا شكل العملة المصرية تماما، إلى كتابات وشعارات تدل على الدين الإسلامي، وذلك فاختلفت العملات المصرية من العصر الأموي إلى العصر العثماني.

طغت في العصر الأموي العملات الإسلامية ذات الطابع الديني، فتضمنت نقوشا عربية وعبارات دينية.

وشهد العصر العباسي، انتشار الدينار الذهبي والدرهم الفضي، وقد تميزت هذه العملات بنقوش عربية وعبارات ذات طابع ديني إسلامي، مثل النقوش القرآنية.

لم تختلف الأوضاع تماما في العصر المملوكي، فاستمر استخدام الدينار الذهبي والدرهم الفضي، ولكن النقوش تحولت لتشمل أسماء السلاطين المماليك، وتمجيد له، مع ذكر أسمهم وأسماء أجدادهم على تلك العملات.

أما عن العثمانيين، فاستخدموا العملات المعدنية الخاصة، والتي تضمنت نقوشا عربية وصورا للسلاطين العثمانيين.

وتميز بداية العصر الحديث، بمحاولة توحيد العملة المصرية، وذلك عام 1834م، فأصدر محمد علي باشا، مرسوما ملكيا، لإنشاء دار سك العملة المصرية، إذ سعى إلى توحيد العملة المصرية.

وتميز عام 1836م، بإصدار أولى العملات المصرية الذهبية، ليكون العملة الرسمية لمصر، مع مرور الزمن، شهد عام 1885م، إصدار أول جنيه مصري ورقي، مما يشير إلى بداية التحول نحو العملات الورقية.

شهدت مصر عام 1889م، تحولات اقتصادية نقدية كبيرة، وذلك بإصدار أول ورقة نقدية من فئة الجنية المصري، وبعدها بما يقارب 30 عاما، تم تعليق إصدار الجنيه الذهبي، مع استمرار التداول بالعملات الورقية، التي كانت تشهد تحولا كبيرًا.

و أصدرت مصر 1949م، أول عملة معدنية من فئة 5 مليمات، وهي خطوة نحو تنويع فئات العملات المعدنية.

واشتهرت مصر في التاريخ الحديث بالعديد من العملات المعدنية المتنوعة والتي من ضمنها: النكلة، وهي عملة بريطانية مصنوعة من النيكل كروم، ويذكر أن النكلة كانت تساوي اثنين مليم، وكانت تصنع من الفضة.

وعلى الجانب الآخر، تميز "الشلن" بقيمته التي تصل إلى خمسة قروش، فهو في الأصل عملة إنجليزية وصلت إلى مصر مع الاحتلال البريطاني.

واشتهرت في مصر أيضا عملة نقدية تعرف باسم "التعريفة"، وترجع اتسمية إلى، تعريفة الجمارك التي فرضها الاحتلال البريطاني على البضائع في تلك الفترة، وكانت قيمتها خمسة مليمات،  فضلا عن البريزة، والتي يعود تاريخ إستخدامها باريس، وكانت تساوي عشرة قروش فض ذلك الوقت.

استخدم "القرش" في مصر والدول الواقعة تحت الحكم العثماني أيضا، وقد أخذته الدولة العثمانية من أوروبا، واستمر استخدامه حتى أوائل التسعينيات.

أما "الريال"، فيعود تاريخه إلى عصر محمد علي باشا، وكان يساوي 20 قرشا، وبقي مستخدماً في مصر لسنوات طويلة.

وأخيرا، كان "النص فرنك" عملة فضية تساوي قيمتها قرشين.

وبدأ ظهور الربع جنية، عام 1917م، وبعدها بدأت العديد من الإصدارات من هذه الفئة في الظهور على الساحة الإقتصادية في مصر، وبعدها ظهر فئات النصف جنية،  فضلا عن العملة المعدنية الجنية، التي ظهرت عام 1899م تحت حكم عباس حلمي الثاني، وبدأ تداولها ونسيان المعلات القديمة من فئات "الشلن، والريال، والتعريفة" وغيرهم.