الأربعاء 19 يونيو 2024

استلهم مسرحياته من الأساطير القديمة.. من هو كارلو جوتسي؟

الكاتب المسرحي كارلو غوتسي

ثقافة3-5-2024 | 20:14

إسلام علي

اكتسب الكاتب المسرحي، كارلو جوتسي، شهرة بفضل شغفه بكتابة المسرحيات، فقد كان يعشق المسرح منذ صغره، واستفاد من خياله بشكل كامل في هذا الميدان، وكان هدفه من ذلك هو التعمق في فهم الطبيعة البشرية وطبيعة المجتمع وحكامه، وعرض هذه الأفكار من خلال أشكال مسرحية مبتكرة.

ولد كارلو جوتسي في عائلة ثرية بمدينة البندقية في بداية القرن الثامن عشر الميلادي، وكان لذلك تأثير كبير على توجهاته، دفعته إلى دراسة القانون في جامعة بادوفا، رغم أنه لم يكن مولعا بهذا المجال، ومع ذلك، كان عشقه للمسرح والفنون هو المسيطر، فبدأ يميل نحو الجانب الإبداعي والخيالي، ليصبح فيما بعد من الكتاب المسرحيين البارزين.
تميز جوتسي بثورته في عالم المسرح، حيث نظر إلى المسرحيات الرائجة في زمنه واكتشف أنها تفتقر إلى العمق، فضلا عن معالجة القضايا المجتمعية بشكل سطحي، دون التركيز على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من المسائل الحيوية في المجتمع، وهكذا رفع راية التجديد في المسرح، ساعيا إلى تقديم محتوى أكثر غنى ومعالجة قضايا ذات مغزى.

بدأ كارلو جوتسي، بدراسة المجتمع من جميع الزوايا، بهدف تقديمه للجمهور في صيغ متنوعة، لذا اتجه نحو المسرحيات الكوميدية التي تمكنه من نقد المجتمع بشكل لاذع.
ابتكر جوتسي العديد من الشخصيات الخيالية لعرض التناقضات في الطبيعة البشرية، ولم يكتف بالتركيز على العالم الواقعي، بل أضاف عناصر سحرية لمسرحياته، مستوحيا من الأساطير والخرافات، هذه اللمسات السحرية والرمزية أعطت لمسرحياته طابعا إبداعيا، ومكنته من التعبير عن معان عميقة تتعلق بالحياة. 
تميز أسلوب جوتسي اللغوي في الكتابة المسرحية بالثراء والفصاحة، حيث استخدم اللغة الإيطالية ببراعة لخلق حوارات ثرية وذات مغزى، مما أضفى على أعماله طابعًا مميزًا وجاذبية للجمهور.

أشهر مسرحياته كارل جوتسي 

اشتهرت مسرحية "الملكة توراندوت" بعمق معانيها، فهي تحكي قصة أميرة تدعى "توراندوت"، اشتهرت بقسوة قلبها وصلابة طباعها، وكانت تحكم مملكة تعاني من ظلمها وجبروتها.
 قررت الأميرة ذات يوم، أن من يرغب في الزواج منها يجب أن يحل لغزا فلسفيًا في غاية التعقيد، وأن الفشل في حله يعني الإعدام، وحاول العديد من الأمراء وأبناء العائلات النبيلة فك ذلك اللغز ولكن انتهت جميع المحاولات بالفشل، مما أدى إلى إعدامهم، حتى جاء الأمير كالاف، الذي واجه التحدي.
وتأخذنا مسرحيته الأخرى، "الوحش المحب"، فتأخذنا إلى عالم الأساطير القديمة، وتدور القصة حول وحش ضخم تم نفيه من المملكة، لأن الناس كانوا يخافون شره، وفي هذه الأثناء، تصل أميرة ذات جمال باهر في محاولة لإنقاذه من لعنة الوحدة التي يعيش فيها.
كارلو جوتسي اشتهر بعدة مسرحيات أخرى، مثل "المتسولون المحظوظون"، و"المرآة الأفعى"، و"الوحش الأزرق"، وكلها عكست قدرته على دمج عناصر الفنتازيا والأساطير مع المسرحيات ذات المغزى، مما أكسب أعماله شهرة واسعة.