الخميس 20 يونيو 2024

أدباء نوبل| البولندي هنريك سينكيفيتش صاحب أفضل عمل أدبي ذا نزعة مثالية

هنريك سينكيفيتش

ثقافة5-5-2024 | 09:16

همت مصطفى

تعد جائزة «نوبل»، هي أشهر الجوائز العالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب نيل الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، ما دفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.

ومع قسم الثقافة ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901 في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.

نلتقى اليوم مع  الأديب البولندي «هنريك سينكيفيتش»

ولد  الكاتب البولندي هنريك سينكيفيتش 5 مايو 1846 في  قرية  فولا أوكجييسكا، في محافظة لوبلين البولندية ووالتي كانت نابعة للإمبراطورية الروسية، وأمضى أولى سنين حياته بالقرب من الطبيعة مما زرع في قلبه حبا لتراب وطنه وجماله.

 

ودرس «سينكيفيتش»  الفلسفة في جامعة فرصوفيا  «وارسو حاليا»، وهي أكبر جامعة في بولندا وصنفت بأنها أرقى وأفضل الجامعات البولندية لعامي 2010 و 2011.

 

وبدأ العمل في الصحافة  ومنها بدأ حياته الأدبية،  والتي تأثر فيها  سينكيفيتش بثورة  بولندا  التي اندلعت عام 1863 و تم إخمادها في عام 1864 وأثرت به  كثيرا  كما كان  الحال مع أهله  وبلاده وتاريخها 

 

واشتهر«سينكيفيتش» بأنه هو  الكاتب الذي ذكر قارة أوروبا كلها ببلاده من خلال  كتاباته، و تميز في تقديم ، وكتابة  الادب الرومانسي التاريخي وكان بين أوائل الكتاب الذين تناولوا حياة الفلاحين في كتاباتهم.

 

وسافر «سينكيفيتش» كثيرًا في أيامه وقدّم  كتابين «رسائل من أمريكا» و «رسائل من إفريقيا» ، وهما  من أشهر كتب الرحلات في الأدب البولندي.

 

مؤلفات «سينكيفيتش» 

 

 قدم «سينكيفيتش» العديد من المؤلفات ومن أشهرها  مجموعة «في قبضة التتار» والتي تمثل ثلاثية «بالنار والسيف»، «الطوفان» و«بان ميشال»، وجسدت نضال الشعب البولندي ضد أعدائهم وحظيت بنجاح كبير.

 

وكتب «سينكيفيتش» روايتي «بدون شريعة» و«أطفال التربة» تخص السلوك  وطرهما من الجانب السايكولوجي، ثم كتب رواية  تتناول أيام الرومان الأولى واضطهادهم للمسيحيين الأوائل بعنوان «كوفاديس؟» .

رواية «كوفاديس؟» 

 

وحظيت  الراوية  بنجاح كبير، ولاقت رواجا  حتى أنها  قدّمت في فيلم سينمائي في الولايات المتحدة وفي بريطانيا، صدرت الرواية عن دار المدى في بيروت وبغداد في طبعتها الأولى عام 2016م،  ترجمها نافع معلا، وتتناول التاريخ والحب، وتكشف تفاصيل  تاريخ روما تحت حُكم الطاغية  نيرون، وتاريخ المسيحيّين في عصره،من خلال  الارتكاز علة  تقديم  قصّة الحب بين «ليفيا»  التي  تنمتي إلى الأسرة  الملكيّة وتؤمن بالسيد المسيح، وبين «فينيكوس» القائد الرّوماني الّذي خاضَ حروبًا عديدةً وانتصر فيها، ولم يكنْ يؤمن بالمسيحيّة.

 

جائزة نوبل 

 

ونال «سينكيفيتش» عام 1905 جائزة نوبل للأدب «لأفضل عمل أدبي ذا نزعة مثالية»، وبسبب  تميزه ككاتب ملحمي، واشتهر بروايته المتفردة «كو فاديس» و رواية «فرسان الصليب  والتي نشرت عام 1900. 

 

 ممثل بلاده وناطق رسمي 

 

أثناء الحرب العالمية الأولى، خصص «سينكيفيتش»  جهده  الكبير  لمساعدة أبناء بلاده المنكوبة وكان ممثل الشعب البولندي والناطق الرسمي باسمه وكان يوجه الكثير من الرسائل المفتوحة إلى كبرى الصحف والشخصيات وحكومات أوروبا يشرح فيها أوضاع بلاده.

 

رحيل وأثر باق 

 

توفي «سينكيفيتش» في 15 نوفمبر 1916 في  بلدية  فيفي وهي عاصمة لكانتون فود في سويسرا،  وكان دوما يشعر  ويكتب من معايشته  لكل ما تعيشه بلاده وشعبه من أحداث وخاصة ما يعانيه من مآسي، ليترك هذا أثرا باقيا في أدبه ومؤلفاته المهمة.