يعد مصطفى صادق الرافعي واحدًا من أبرز الكتاب والشعراء المنتمين إلى مدرسة المحافظين وهي المدرسة التي تتشبث بالتقاليد الشعرية الكلاسيكية، على الرغم من ذلك لم يستمر الرافعي في كتابة الشعر لفترة طويلة، وفضّل أن ينصرف عنه إلى الكتابة النثرية، حيث شعر أنها تطاوعه وتناسبه أكثر وتعطيه مدى واسع من الحرية في التعبير، لُقب بـ "معجزة الأدب العربي"، ويصادف ذكرى وفاته في مثل هذا اليوم 10 مايو عام 1937م.
في 1 يونيو 1937، أي بعد شهر واحد من وفاته، نشرت مجلة "الهلال" مقالًا بعنوان "فقيد الأدب العربي مصطفى صادق الرافعي" نعت فيه هذا الأديب الكبير وسلطت الضوء على أبرز إسهاماته المهمة في الأدب العربي، بدأت المقالة بالقول: "في الشهر الفائت خبأ في مصر نور سطع فيها ردحا طويلا، وانطفأ نبراس كان يستضيء به طلاب الأدب العربي، وافتقدت اللغة العربية المرحوم مصطفى صادق الرافعي".
وقد تطرقت المقالة إلى محطات في حياة الرافعي، وأبرز الجوانب الإبداعية والثقافية له، مثل تبحره في العلوم الأدبية وأسلوبه الخاص في كتاباته، كما تناولت أبرز مؤلفاته والتي من بينها كتاب "اعجاز القرآن"، "وتحت راية القرآن"، وقد أشاد العديد من الشخصيات البارزة في مصر، مثل الشيخ محمد عبده، وسعد باشا زغلول، بقيمة الرافعي الأدبية واللغوية الكبيرة.
وفي ختام المقالة، أوردت كلمة سعد زغلول عن الرافعي حين قرأ كتاب "إعجاز القرآن" فأعجب ببلاغته كل الإعجاب، فقال: "كأن بيانه تنزيل من التنزيل، أو قبس من نور الذكر الحكيم، فإن هذه العبارة هي أدق تصوير لما بلغه الرافعي من بلاغة في التعبير، وجزالة في الأداء، سمت به إلى مرتبة كبار النائرين في القرن الثالث والرابع الهجري هذه هي منزلة الرافعي الذي فقدته مصر وأصيبت فيه جميع الأقطار التي يتكلم أهلها العربية، وستبقى طويلا قبل أن يقوم من يسد جميع الفراغ الذي أحدثته وفاته.