الخميس 23 مايو 2024

نجوم المسرح المصرى| إبراهيم نصر.. صانع البهجة وصاحب الإفيهات الخالدة

إبراهيم نصر

ثقافة12-5-2024 | 08:25

همت مصطفى

يذخر تاريخنا الثقافي والفني بنجوم مضيئة، عاشت تتلألأ في حياتنا، من مؤلفين وممثلين ومخرجين، ونجومًا خلف الستار، أضافوا الكثير بالتزامها وإخلاصها وموهبتها وإبداعها في مسيرة المسرح المصري والعربي، وأسعدوا الجمهور بكل ما قدموه، وتركوا  إرثًا فنيًا في الحركة الفنية المصرية وحفروا أسمائهم في عالم الإبداع بما قدموه  بعروض مسرحنا المصري.

 ومع بوابة «دار الهلال» نواصل تسليط الضوء يوميًا على رحلة أحد صناع رحلة المسرح المصري على الخشبة، ومن عالم الكواليس، وخلف الستار ولنسافر معه في سطورنا تحت عنوان «نجوم المسرح المصري».

ونلتقي  اليوم مع  صانع البهجة الفنان القدير إبراهيم نصر.

هو أحد نجوم الكوميديا بالنصف الثاني من القرن العشرين الذين قدموا أعمالا جماهيرية ومتميزة بالمسرح  والسينما والتلفزيون، وأحد الممثلين الكبار الذين استطاعوا أن يتركوا بصمة خاصة مميزة في كل دور يشاركون في تقديمه، ومكانة كبيرة بقلوب جمهوره الكبير بمصر أو بمختلف الدول العربية وبمختلف فئات الجمهور وأعماره هو الفنان إبراهيم نصر.

مقلد للأسرة 

ولد إبراهيم نصر في 1 أغسطس عام 1946 بحي شبرا بالقاهرة، بعد ما جاء والده من الصعيد للعمل بالقاهرة حيث كان يعمل مقاولا معماريا، وبدأ في تقليد أقربائه وهو في عمر عشر سنوات، وأصبح المقلد والكوميديان الذي يضحك العائلة، خاصة بعدما برع في تقليد جميع الشخصيات والأنماط التي يقابلها.

بدأ إبراهيم نصر التمثيل بالمسرح المدرسي، وكان أول مشاركة له نهاية العام بمدرسة عثمان بن عفان بحي شبرا، وبعدها أصبح رئيسا لفريق التمثيل، وحصل على درجة ليسانس من كلية الآداب بقسم اللغة الإنجليزية عام 1972، وفي الجامعة حصل على عدد من الكؤوس والميداليات من خلال مشاركاته في فريق التمثيل بالجامعة

البداية .. مونولوجست

بدأ حياته الفنية كمونولوجست، وكانت بدايته عندما التقى صدفة في أحد الأيام بالشاعر والمؤلف بخيت بيومي الذي أقنعنه بالذهاب معه إلى التليفزيون المصري  لكي يلعب دورا دراميا في برنامج «عزيزي المشاهد» للمذيعة أماني ناشد، على الهواء مباشرة فحقق له شهرة وميلادا حقيقيا لم يكن يتوقعه أبدا، ثم عمل بعده خلال مشواره الفني في عدد كبير من الأدوار المساعدة بين المسرح والسينما والتليفزيون،

 قضى  إبراهيم نصر في العمل بالمسرح  كممثل محترف أكثر من خمسة وعشرين عامًا  وتتمثل مشاركاته  بالمسرح المصري فيما يلي:

فرق مسرح الدولة 

شارك مع فرقة «أنغام الشباب» مسرحيتي «عطشان يا صبايا» 1976، «بسمة» 1980، ومع الفرقة الغنائية الإستعراضية شارك في مسرحيات نوار الخير»  1979، و«بالوظة في البالون»1996، «زكية زكريا والعصابة المفترية» عام 2000.

مع القطاع الخاص

 فرقة ثلاثي أضواء المسرح، شارك إبراهيم نصر في مسرحيتي «فندق الثلاث ورقات» 1974، «أهلا يا دكتور»  1980، وشارك مع فرقة الصقر (إبراهيم حافظ) في مسرحية «شفت اللي حصل» 1988، ومع فرقة «كوميك تياترو» (يسري الإبياري) شارك في مسرحية« وراك وراك يا بلوظة» 1998، ومع استديو 2000  قدم «أسرار الكاميرا الخفية» 1999، ومع فرقة«محمد فوزي» شارك في مسرحية«زكية زكريا تتحدى شارون» 2001.

 المسرحيات المصورة

«عريس طنط جلاجل» 1970، «الراجل يخاف من خياله»1977، «في انتظار مغاوري»، «درويش يتألق فرحا» 1983، «كلام خواجات» 1984، «جواز مع الإشتراك في الأرباح» 1984، «جوازة البنزهيري»1985، «ألوان »1986، عروسة تحير 1987، «ناس لها بخت» 1988، «مطلوب مجرمين فورا» 1989، «عائلة عصرية جدا»1991، «اللعبة» 1992، «مشوار طويل» 1994م.

بطل مسرحية المليون
 وحققت مسرحية إبراهيم نصر «زكية زكريا والعصابة المفترية» أثناء عرضها بالقاهرة أكبر الإيرادات في تاريخ مسرح الدولة منذ إنشائه وحتى الآن، وتجاوزت الإيرادات مبلغ مليون جنيه في شهر واحد، و أطلق على  إبراهيم نصر لقب «بطل مسرحية المليون».

وكان مسرحيات إبراهيم نصر  تقدم ضمن الجولات الفنية بالعديد من الدول العربية ومنها  الكويت والإمارات و جولات أخرى أمام الجاليات العربية في أمريكا، وحقت مسرحياته نجاحا كبيرا و إيرادات عالية.

وشارك إبراهيم نصر بأداء بعض الأدوار الثانوية في عدد كبير من الأفلام السينمائية التي ويصل عددها نحو خمسة وثلاثين فيلما منها «بيت بلا حنان» عام 1976 و«حد السيف»عام 1986 و«امرأة واحدة لا تكفي» عام 1990 و«شمس الزناتي» عام 1991 و«لهيب الانتقام» عام 1993 و«حسن اللول» عام 1997 وفيلم «إكس لارج»  عام 2011 وغيرها من الأفلام المصرية.

و شارك بأداء بعض الأدوار الرئيسية في عدد من المسلسلات التمثيليات والسهرات التلفزيونية، إضافة إلى مشاركاته أيضا ببعض التمثيليات والسهرات التلفزيونية منها «الهروب إلى السجن» و«حكاية لها العجب» و«الزمن المر». 

في السينما والتلفزيون

شخصيات درامية متنوعة

وكان إبراهيم نصر صاحب حضور متميز محبب للجمهور، ويتمتع بخفة الظل والقدرة على نشر البهجة والسعادة، وكان متميزا في التقاط التفاصيل الصغيرة من ملامح الشخصيات التي يقدمها، ويجيد فن التنكر ومعايشة الشخصيات التي يقوم بتجسيدها، فجح في تجسيد الفلاح والصعيدي والعامل الأجير والموظف المطحون والقيادي والمسؤول الكبير ورجل الأعمال الثري وزعيم العصابة، وجسد الشخصيات الميلودرامية والتراجيدية والكوميدية بتميز، وتوضح أدواره المتنوعة ومختلف أعماله قدرته على تقديم الشخصيات الدرامية بتميز.

 

وارتبط الجمهور بإبراهيم نصر واشتهر بينهم لأكثر من عشرين عاما متصلة  بشخصياته التنكرية التي برع في تقديمها ومن أهمها: «زكية زكريا» ببرنامج  المقالب «الكاميرا الخفية»، والذي اعتاد تقديمه في شهر رمضان المبارك لسنوات عديدة متتالية  فأصبح  رسولا للبهجة وللضحكة،  تتجمع حول برنامجه  الأسرة المصرية، وصار أيقونة مميزة للطقوس الرمضانية كالمسحراتى وغيرذلك في رمضان ومنذ إطلالاته في تسعينيات القرن الماضي ظل فى مقدمة المشهد الكوميدي المصري.

إفيهات لا تغيب

وانتشرت بين الجماهير وتناقلت عبارات إبراهيم نصر الشهيرة «الإيفيهات» ومن بينها «كشكشها ما تعرضهاش»، «يا ناجاتى أنفخ البلالين علشان عيد الميلاد»، و«لما أقولك بخ تبخ»، «إرقصي يا بلوظة» وغيرها،

وأصبحت دمية« زكية زكريا» هى الشخصية الأشهر فى الشارع المصري ولجمهور التلفزيون المصري والعربي أيضًا، فصارت الأيقونة التي اعتاد عليها  الناس وكانوا يحتفطون بها في منازلهم  يتذكرونها دوما للشعور بالبهجة  ويبتسمون للحياة، ومن ثم أصبح إبراهيم نصرهو الفنان الثاني مباشرة بعد الراحل محمود شكوكو الذي يصنع له التماثيل المسرحية.

رحيل وأثر باق

رحل إبراهيم نصر عن عالمنا  في مثل هذا اليوم 12 مايو بعام 2020، وافتقدنا جميعا برحيله فنانا متميزا عاشقا لفنه ومخلصا له، و كان إنسانا محبا للحياة وقادرًا على صناعة ونشر البهجة  البهجة والسعادة للجميع من حوله وللجمهور الذي لن ينساه.