الأربعاء 5 يونيو 2024

قصص دار الهلال النادرة| «الرجل العجوز والثعبان الكبير» لـ عادل شريف ضمن سلسلة إفريقيا الشعبية

الرجل العجوز والثعبان الكبير

كنوزنا12-5-2024 | 12:03

بيمن خليل

يزخر أرشيف مؤسسة دار الهلال منذ تأسيسها عام 1892م، بالعديد من القصص النادرة، والكنوز الأدبية، المكتوبة على أيدي كتاب بارزين، وبعد مرور عقود، قررت "بوابة دار الهلال"، إعادة نشر هذه التحف القصصية النادرة من جديد، والتجول في عوالم سردية مختلفة ومتنوعة، من خلال رحلة استكشافية في أرشيف دار الهلال العريق.

في مايو 1969، نشرت مجلة الهلال ثلاث قصص ضمن سلسلة "قصص أفريقيا الشعبية"، من تأليف الكاتب عادل شريف، وسوف نستعرض اليوم القصة الثانية من هذه السلسلة، بعنوان "الرجل العجوز والثعبان الكبير".

تدور القصة عندما يعلن زعيم قرية كبيرة بأن لا يستطيع أحدًا الزواج من ابنته إلا بعد قتل ثعبان متوحش يعيش فوق شجرة ضخمة، يحاول الشبان في القرية قتل الثعبان لكن دون جدوى، حتى يأتي رجل عجوز يقوم بخطة ماكرة، فعل سيستطيع أن يقل الثعبان ويفوز بزواجه من ابنة الزعيم؟

نص القصة:

في يوم من الأيام.. كان هناك زعيم كبير يحكم قرية كبيرة.. وسن الزعيم قانونا يقول: لن يتزوج أحد ابنتي.. لن يتزوجها إلا من يستطيع قتل الثعبان المتوحش الذي يعيش فوق أغصان الشجرة الضخمة العملاقة.. وحاول جميع الشبان قتل الثعبان.. بلا جدوى! حاول بعضهم قتله بالرصاص ولكنهم أخطأوا الهدف،

وحاول بعضهم القضاء عليه بالرماح ولكنهم فشلوا.. واستخدم بعضهم حراب صيد السمك..عبثًا!.

وفي يوم ما وصل إلى القرية رجل عجوز، وكان قد قدم من قرية أخرى بعد أن سمع عن ابنة الزعيم الجميلة، وبأن أحدا لا يستطيع الزواج منها ما لم يقتل الثعبان المتوحش الذي يعيش فوق الشجرة العالية.. وقال العجوز لنفسه: لو تزوجت من هذه الفتاة لأصابت لدهشة كل إنسان!.

وما إن وصل إلى القرية حتى توجه إلى بيت الزعيم وطلب منه يد ابنته، وقال له الزعيم: "سيدي.. إنك رجل عجوز.. ويجدر بك ألا تعرض نفسك لمتاعب أنت في غنى عنها، ولا داعي للمباهاة والغرور، وكن متواضعا".

ولكن العجوز لم يلق إلا بالا لما قاله له الزعيم وقصد في بكور اليوم التالي إلى الشجرة الضخمة وأوقد نارا من تحتها، وعند جزع الشجرة العملاقة أنضج العجوز وجبة عدس ناصعة البياض.

وبعد أن انتهى من طهوه كسر العجوز بعض الأمواس الحادة وغرس قطع المعدن المدببة في جذع الشجرة على مسافات متقاربة، وعندما رأى الثعبان الخطير تلك الوجبة المغرية سارع إلى النزول ليملأ بطنه إذ كان الجوع قد استبد به!. ولم يكن هناك من شيء يسد به ومقه فوق الشجرة، وانساب الثعبان الخطير وهو

يتلوى حتى وصل إلى قطع الموس الحادة التي مزقت جسمه الكريه وقتلته.

وسارع رجال القرية إلى الزعيم وقالوا له: "لقد نجح العجوز فيما فشلنا فيه.. وقتل الثعبان".. فهرع الزعيم إلى الشجرة ودهش كثيرا مما رأه.. وأخذ الزعيم الرجل العجوز مع إلى بيته وزوجه من ابنته، وأقام لهما عرسا جديرا بهما ومنحهما منزلا رائع الجمال.